السؤال يتناوله اعداء المملكة بإسلوب آخر يقول ان السعودية دخلت اليمن ولا تستطيع الخروج منه منتصرة، ويتناول الاصدقاء والمخلصين نفس السؤال استعجالاً للنصر والحسم. وبالنسبة لأعداء السعودية فهؤلاء مواقفهم معروفة سلفاً ولا تستغرب منذ دور المملكة المجيد في حرب تحرير دولة الكويت، ومنذ احباط إيران عندما شرعت في تخريب استقرار مملكة البحرين وبعدها جمهورية مصر العربية وقبلها منع تخريب شعائر الحج. وحقيقةً ان ما يجب التذكير به هو أن عاصفة الحزم والتحالف العربي بقيادة السعودية لم تقوم لغرض محدود يتمثل في مواجهة ميليشيا الحوثي وحرَّاس الهالك علي عبدالله صالح باليمن فحسب بل هي مشروع كبير تم اعداداه بوعي واسع الأفق، وفكر وتخطيط سعودي لمواجهة طغيان وارهاب ايران في كل مكان دفاعاً عن اراضي المملكة وشعبها وعن دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، ولغرض تأمين مياه وسواحل الخليج العربي والبحر الأحمر من شماله الى جنوبه وشواطئ بحر العرب اليمنية. والموضوع بكل إنصاف ليس هو متى ستتوقف العمليات العسكرية، ولا متى سينهزم الحوثي نهائياً وتنتهي اسلحته الايرانية واسلحة المخلوع القديمة التي سلمها له غدراً باليمن وجيرانه، ولكن السؤال المنصف يجب ان يكون ماذا حققت المملكة العربية السعودية والتحالف الذي تقوده حتى الآن من نتائج؟ وماذا تغير على الأرض في المنطقة؟.. وهنا يمكن حصر الإجابة على ذلك في نقاط اربع، أولاً نجحت المملكة وبإقتدار في احباط أو إعاقة مشاريع ثورة الخميني في المنطقة المحيطة بشبه الجزيرة العربية والتي كانت تستهدف الحرمين الشريفين والعاصمة الرياض مباشرة، وتستهدف الوحدة السعودية الوطنية وقيادتها التاريخية، فهل هذا المشروع الارهابي يعتبر عادي ويمكن انهاءه في أشهر او سنوات ثلاث؟، وهل يستهان بأي زمن يستهلك ويُستغرق لإجهاضه، أو هل يستكثر أي ثمن باهض يُدفع لإحباطه؟!، وما قيمة الحياة وكل ما نمتلك لو غزتنا ايران الثورية في عقر دارنا؟ وهنا جاءت عاصفة الحزم وستستمر. ثانياً الموضوع ليس فقط الحوثي وبضعة الاف من المقاتلين فهم لن يحكموا اليمن اطلاقاً وهذا قرار سعودي أُتخذ بحسم وأعلن للعالم، بل هو عمل عسكري وسياسي وأمني واجتماعي نهضوي جبَّار تقوده المملكة، عموده الفقري في اليمن واجنحته الأخرى في كل المنطقة لإسقاط الثورة الخمينية بإيران، من خلال إفشال تواجدها وبتر اذرعها بالمنطقة العربية وفي مقدمتها تنظيم الحوثي، وقد نجحنا بالقوة في احباط ذلك ومنعنا احتلالها الخطير المباشر لليمن وتجييش اقاليمه ضد المملكة!،فهل إحباط مشروع كهذا يُعد أمر سهل ايها المتسائلون الطيبون عن متى تنتهي العمليات ويهدأ الوضع؟، وهل نتناسى انه مشروع ارهابي جهنمي كبير خططت له ايران خلال 40 عام؟. ثالثاً هل ندرك أن استمرار مشروع عاصفة الحزم وضرباتها الماحقة كان ومازال عذاب ومرض طاعون وحُمى تصيب قيادات ايران المجرمة الملالية والعسكرية والاستخبارية بقم وطهران وبيروت، حيث تبخر ما كانوا يعتقدون انه ممكن للتغلب على المملكة؟. رابعاً واخيراً ايها المتسائلون المحترمون هل اتاكم خبر تنظيم قطر الارهابي ومنظمة القاعدة وتنظيم داعش ودويلة حسن نصرالله بلبنان والحشود الايرانية الاخرى، وهل اتاكم أن هؤلاء جميعاً حَطَّمت عاصفة الحزم آمالهم ودمرت مستقبلهم الخبيث، وأحرقتهم بصمودها واستمرارها وعزم رجالها؟.. ولنتذكر انه كلما طالت ايام عاصفة الحزم كلما خسر العدو بطهران وارتبك، وضعفت قواه واذرعه الارهابية المختلفة في المنطقة، اما نحن فأقوياء جداً بفضل الله وقوتنا تزداد.. وحرب ألف وخمسمائة يوم ليست بطويلة ابداً لهزيمة عدو تاريخي يهاجمنا ويهددنا منذ الف وخمسمائة عام. وفي النهاية سيهزمزن جميعاً، وغداً لناظره قريب. لقد حققنا الكثير من النجاحات الكبرى من خلال عاصفة الحزم ومخرجاتها فهزمنا العدو واصبناه في مقتل وحطمنا طموحاته، وزال الخطر العظيم للأبد، وستستمر العاصفة فداءً للحرمين الشريفين، ولما لا تستمر ضربات العاصفة ولما لا يستمر دفع اي ثمن غالي لحماية الأغلى والأهم وهي عقيدة المملكة وشعبها ومكانتها ومقدساتها واستقرارها وتنميتها الوطنية ووحدتها العظيمة. والنصر الكبير بات قريب بعون الله.