المظاهرات والاحتجاجات الشعبية الايرانية الحالية ضد ثورة الخميني هي أعظم صدمة تصيب الملالي، وأخطر مفاجأة تهز كراسيهم بقوة في طهران، ومعهم قادة حرسهم الإرهابي، وكل الأذرع التخريبية التابعة لهم في لبنان والعراق وسوريا والدوحة وصنعاء. وبدايةً فمن المرجح ومع الأسف أن ثورة الخميني وملاليها حكام ايران لن يسقطوا قريبا فلديهم سلاح خبيث لم يستخدموه بعد، وهم يحاولون عدم استخدامه امام العالم إلاَّ في اللحظة الحرجة الأخيرة عندما يتأكدوا ان الشعب الايراني لن يهدأ وأنه يزداد قوة وإصرار كلما سقط منه اعداد ضمن وجبات القتل اليومي للمتظاهرين، حينها سيلجأ الملالي الى ذلك السلاح وهو توجيه الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات وعناصر الاغتيالات السرية بإعدام المتظاهرين وسحقهم وإخفاء ما أمكن منهم، على اعتبار انهم اعداء للإسلام والمسلمين (يقصدون اعداء للثورة)!. وروسيا ستدعمهم وستغطي افعالهم بمجلس الأمن، وربما الصين!. واما المعارضين المعتقلين حالياً بإيران منذ الثورة الخضراء وانتخابات عام 2009م وغيرهم ممن ينتمون لفكر الخميني الأيدلوجي والسياسي والأمني فلن يستفيدوا من التظاهرات الإيرانية الحالية فهم بالنهاية ضمن مجرمي الثورة الارهابية، وهم انفسهم ضد كل من يعادي نهج الخميني. والغريب أن العرب يبدو عاجزين حتى الآن عن استغلال الحدث، وعلى الأقل ضد اذرع ايران في لبنان والعراق وسوريا. أما في اليمن فالتحالف الذي انشأته وتقوده السعودية هو الوحيد الذي يحقق مكاسب كبيرة ويعيق المشروع الايراني الاستعماري، ويهدم بقوة في صلب بنيان ثورة الخميني ويحطم احلامها لتصدير ثورتها الى اليمن والبحرين وغيرها. والجهد السعودي هو الوحيد الواضح والصادق الذي يتصدى ويحارب ثورة الارهاب الخمينية في كل مكان دفاعاً عن المملكة وعن العرب، والنتائج ايجابية وكبيرة ويراها الجميع. وليس هناك ادنى شك في أن الثورة الخمينية ستُهزم وستزول في النهاية من الوجود لكن ليس في القريب العاجل مع الأسف، وأرجو الله أن يكون ذلك قريبا جدا. يبقى المهم وهو إن تحرك الشعوب الايرانية ضد مجرمي طهران له فائدة ايجابية كبرى للمنطقة وهو ان الملالي بعد ان يتمكنوا من إخماد المظاهرات (وهو المحتمل) فسيخرجون خاسرين داخلياً وخارجياً، سياسياً ومعنوياً وأمنياً واقتصادياً وستكون انشطتهم الارهابية خارج ايران اضعف من ذي قبل، لكن سنسمع اصواتهم مرتفعة وصاخبة تتبجح بأنهم انتصروا على المؤامرات والاستكبار العالمي!. اما المؤكد فهو إن حسن نصرالله وعصاباته في المنطقة وتنظيم الحمدين بالدوحة وعبدالملك الحوثي باليمن ومن تبقى من قادة القاعدة وتنظيم داعش جميعهم في ضيق شديد وترقب مزعج الدقيقة فيه تساوي سنة بالتقويم الشمسي الإيراني. كل شئ قد يتغير لصالح المتظاهرين اذا كانت واشنطن ستستخدم ثقلها ولندن لخبرتها وباريس لعلاقاتها وبرلين لشركاتها واستثماراتها بإيران.