بقلم | عبدالحكيم محمد ناعس *عاملا النظافة، مرّ أحدهما بالطريق فتركه نظيف، ومرّ الآخر فكأنه لم يمر. *عشرون تاجراً قرروا أن يبنوا عشرين مركزاً تجارياً، هدفهم الوحيد الربح ، إلا واحداً منهم ، هدفه الأساسي متعة المتسوق بالإضافة إلى الربح . *بينما كان يمشي بطريقه رأى عصفوراً جريحاً ملقى على الأرض ، فأخذه وأطعمه وداواه .. وأتى له بصاحبة !! *مهندس ينفذ المشاريع على أرض الواقع بإبداع وإتقان ، بعد مرور أربعين سنة من العمل قرر أن يتقاعد ، طلب ذلك من رب عمله . فرد عليه : حسناً ، ولكن بشرط واحد ، قال صاحبنا تفضل ، قال له رب عمله ابنِ لي بيتاً أخيراً وأقبل لك طلب تقاعدك ، سارع المهندس في العمل ، وأصبح يبني بيتاً لم يبنِ مثله طيلة الأربعين عاماً ، جميع المشاريع كان فيها ذوق رفيع وتنظيم عجيب وترتيب وأناقة ، أما هذا البيت بسبب سرعته وهو يريد تنفيذه ليتخلص من الهم ؛ فلم يرتبه ولم ينظمه وبناه تنفيذاً لرغبة مسئوله ، بعد انتهائه ذهب إلى مديره وأعطاه مفاتيح البيت وقال له : أين ورقة تقاعدي ؟ قال له المدير : تفضل هذه الورقة وهذه مفاتيح البيت الذي بنيته فهو هدية لك جزاء ما عملت معي ! حزن الرجل كثيراً لأن البيت الذي بناه ليس جيداً وليس بالكفاءة التي تعود عليها في عمله . جميع الأمثلة التي ذكرت سابقاً ، الأساس الذي يحكمها كلمة واحدة .. سنتعرف عليها بإذن الله … اليابانيون تقلوا – في أغسطس 1945للميلاد – قنبلتان ذريتان ، أحدها في هيروشيما أودت ب 140.000 قتيل والأخرى في ناغازاكي أودت ب 80.000 قتيل أصبحت اليابان في قاع القاع ، 40% من أسس اليابان تدمرت ، ولكن المدهش ، خلال سبع سنوات عادت كما كانت .. سبع سنوات فقط !! فبعد شهر من الإنفجار قام الجميع بإعادة البناء ، وتم التركيز على التعليم الذي سيبني الجيل القادم من أهم المفاهيم التي انتشرت في اليابان وأصبح الجميع يعمل بها هي الكايزن ، وتعني ” التحسين المستمر ” حتى لو كان التحسين صغيراً ، كيف أحسن في حياتي الشخصية ؟ أجعل لي هدفاً واضحاً ، انجز ، اساعد ، انظف ، عندما أريد أن أتسوق من مركز التموينات ، لكي أحقق مفهوم الكايزن أكتب الأغراض في ورقة وأتجه إلى مكان الشيء مباشرة ، بدون أن أهدر الوقت ، وقد قدمت برنامج في سبعة أيام تحت عنوان الكايزن ، تأمل الكاتب الأمريكي أنتوني روبنز في الكايزن وحاول البحث عن كلمة إنجليزية تقابل الكلمة اليابانية – الكايزن – لكنه فشل ، لم يجد فقرر أن يأتي بكلمة جديدة تقابل الكايزن فأطلق عليها CANI وحدد لها طريقة في اللفظ ” كون آي ” KUHN EYE وهي اختصار constsnt and never-ending imporovement وتعني ” التحسين المستمر الا نهائي ” لكن هذه الكلمة حسب البحث لم تنتشر في الولايات المحتدة مثل انتشار الكايزن في اليابان ، وكشفت الدراسات أن الكلمات التي يرددها الشخص كثيراً تنطبع في سلوكياته ، فالكايزن كان لها الأثر الكبير ، وكون آي لها أثر كبير على الولاياتالمتحدة وعلى كل من يرددها ويسعى للعمل بها. ولكن تبقى اللغة العربية مبتهجة بكلماتها ” فالإحسان ” يعني الكايزن يعني كون آي ، الإحسان الذي وصى به نبي العدل والإحسان صلى الله عليه وسلم ” إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ” لذلك من الجميل أن نتواصى بالإحسان ونعمل بالإحسان ونتكلم بالإحسان ، وأحسنوا إن الله يحب المحسنين . صرير قلم : ليس هناك شيء بلا مقابل ، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان .