في إطار تدعيم أهداف ومبادئ رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 أطلقت الغرفة التجارية الصناعية بابها مبادرة تنمية المنشآت الزراعية السياحية ” عسيرخضراء ” ، بالتعاون مع JEAN – NORE من شركة هامان للاستشارات الفرنسية و شركة بروموسالون المشرفة على دراسة تطوير المنشآت الزراعية السياحية بعسير، بمشاركة الغرفة العربية الفرنسية، حيث ان استراتيجية المشروع تعتمد على تطوير اقتصادي متكامل يشمل كامل القطاعات المعنية بالتنمية الاقتصادية في عسير ومنها القطاع الزراعي ، والتطوير الحضري ، القطاع السياحي وترتكز على تعاون هذه القطاعات وتكامل عملها ، وهناك حاجة لتنظيم التعاون والعمل المشترك بين كافة القطاعات المعنية كما ظهر واضحاً أنه يجب البدء بتوضيح صورة المشروع والعمل المشترك الذي تهدف للوصول إليه من خلال زيارة مشروع مماثل تم تطبيقة في فرنسا ، والمنتزهات الإقليمية الطبيعية التي تشكل أداة التنمية المحلية لبعض المناطق فرنسا ، ولذلك رأينا أن نتعرف على ماهية المشروع وتطوره من بدايته وحتى الأن ..
فكر متطور
من جانبه أكد المهندس عبد الله بن سعيد المبطي رئيس مجلس إدارة غرفة أبها على أن إطلاق رؤية المملكة 2030 جاء انعكاسا لفكر جديد متطور، يبحث عن مستقبل أفضل للمملكة، حيث يوجد بدائل تنموية متعددة، تنهي فترة طويلة من الاعتماد الكامل على النفط كمصدر دخل للدولة، الأمر الذي يعزز من دور المملكة على الصعيدين الاقليمي والدولي، ويجعلها أقوى في مواجهة التحديات المستقبلية على اختلاف أنواعها، ومن ذلك يأتي سعي غرفة أبها لتدعيم المشروعات الاقتصادية بكافة المجالات ومنها القطاعين الزراعي والسياحي ، مضيفاً : تهدف غرفة أبها من تطوير المنشآت الزراعية السياحية بمنطقة عسير وذلك أنه نظرا لتوافر عوامل عديدة ( سياحية/ زراعية ) بالمنطقة، مما يؤكد على أهمية السياحة الزراعية اقتصاديا واجتماعيا، ومن تلك العوامل انتشار الزراعة بها والتي تعد مصدر دخل مهم لنسبة كبيرة من المجتمع المحلي ،وهذا العدد يوفر فرصة كبيرة لتطوير ونجاح السياحة الزراعية خصوصا مع رغبة نسبة كبيرة من المزارعين في البحث عن مصادر دخل إضافية لمزارعهم ، كما أن تزايد عدد سكان المدن في المملكة وحاجتهم إلى قضاء وقت فراغهم في الإجازات ونهاية الأسبوع في أماكن توفر لهم تجربة سياحية مفيدة وممتعة ،وبالطبع تمتاز عسير بهذا الصفات التي يبحث عنها المصطافين والراغبين في السياحة البيئية . تدعيم المبادئ
مؤكداً على أن البرنامج الذي تتبناه غرفة أبها في إطار تدعيم المبادئ والأهداف التي أسست عليها رؤية المملكة 2030 ، حيث أن الغرفة تسعى دائماً لدعم التنمية الاقتصادية وخاصة في مجالي الزراعة والسياحة ، من أجل توفير فرص التدريب والتمويل للمشروعات الاقتصادية و هذا الدعم يأتي في إطار إهتمام الغرفة بالإستدامة وتنميتها حتى تؤتي خطتها ثمارها وأهدافها المرجوه على أكمل وجه والتي تهدف إلى إعفاف الشباب السعودي من خلال تقديم مبادرات مبتكرة ومفيدة تهدف لمساعدتهم لكي يصبحوا أصحاب اعمال ومشروعات مربحة تحقق له الاكتفاء الذاتي مما يعود بالنفع على المنطقة بأسرها بإذن الله، لافتاً إلى اشتهار منطقة عسير منذ القدم بالزراعة والمحاصيل الزراعية حيث كانت عسير تحقق الاكتفاء الذاتي من الحبوب والفاكهة والخضراوات ولكن وبعد التطور الحادث بالمجتمع أصبحت المنطقة تعاني من قلة المنتجات الزراعية وأصبحت من مستورديها ،مع زيادة النمو السكاني بالمنطقة مما أدى إلى ازدياد الحاجة إلى تكوين فرص وظيفية جديدة لأبناء المناطق الزراعية، والسياحة الزراعية .
فرص العمل
موضحاً أن فرص العمل في مهن وأنشطة توفر خدمات ومنتجات لسياح المزارع، حيث تسعى الدولة إلى دعم المجتمعات المحلية في المناطق الريفية وتحسين مستوى المعيشة فيها، ويمكن للسياحة الزراعية أن تدعم زيادة الدخل للمجتمع المحلي في الوجهات الزراعية بالإضافة إلى تنمية دخل الجهات التي تقدم الخدمات للسائح أثناء رحلته السياحية والجهات ذات العلاقة ، مما يدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة الزراعية، ويؤدي ذلك إلى توليد فرص عمل ومشاريع للشباب والشابات بالمنطقة. تطوير منطقة عسير زراعيا وسياحيا. مضيفاً : وقد تم الانتهاء من المرحلة الاولى وجاري التوجه لتنفيذ المرحلة الثانية التي تشمل تحديد الأنشطة الإنتاجية التي سيتم اعتمادها (نوعية المنتج والخيارات التقنية التي ستطبق) ،كذلك حجم النشاط الانتاجي (وسائل الإنتاج وحجم الإنتاج) ، و آليات التمويل المتاحة التمويل، مع وضع نموذج لتطوير المنشآت الزراعية التي تم تحديدها، حيث كان هناك زيارة قام بها فريق العمل لفرنسا للاطلاع على النموذج الذي سيطبق، وذلك لوضع وتنفيذ استراتيجية التدريب وتطوير الزارع بعسير، هذا وقد قدم البنك الاسلامي للتنمية مبلغ 200 الف ريال لدعم المشروع التنموي.
عسير الخضراء مشدداً على أنه بالرغم من قلة الأراضي الزراعية ، فالضغوط المناخية ووجود سوق غير منظم تغزوه المنتجات غير المحلية فإن التنمية الزراعية ممكنة في عسير وتاثير هذه التنمية يتجاوز تطوير المنشآت الزراعية وخلق مزيد من الوظائف والاستثمارات فيها إلى تطوير الأسواق ، وكذلك القطاع السياحي والمؤسسات العاملة فيه أيضاً ، وبالتالي خلق مناخ اقتصادي إيجابي في المنطقة بأكملها ، تقنياً حيث يستند المشروع إلى 4 محاور رئيسية هي: * العمل على منتجات محلية ذات قيمة مضافة عالية ( البقوليات ، الأشجار المثمرة، الزراعات الخاصة) وتحسين نوعية الإنتاج المحلي بصورة عامة. * تحقيق التكامل بين المنتجات والنشاطات ضمن المنشآت الزراعية والعلم على ترسيخ العمل بالنظم المختلطة للإنتاج في المنطقة ، الإنتاج الزراعي وتربية الماشية ، إنتاج الفواكة – البقوليات – تربية الماشية ، الإنتاج الزراعي واستقبال السياح في المزارع من اجل تخفيف مخاطر العمل وزيادة ريع المنشآت . * الاستفادة من القطاع السياحي لضمان تسويق المنتجات الزراعية ولتنويع النشطة الاقتصادية. * الاستثمار في تحسين المناظر الخضراء لدعم صورة عسير الحديقة الخضراء للمملكة وبالتالي زيادة السياحة في المنطقة وتعزيز صورة المنتجات المحلية جبلية المنشأ : والعمل على قطاع شهادات المنشأ الجبلي.
المرحلة الثانية
موضحاً أن ترتكز هذه المرحلة على إكمال الدراسات اللازمة للقطاعات المختلفة من أجل ضمان حسن اختيارنا للحلول ، بداية العمل على وضع أسس المشروع ، والعمل على وضع هيكل المشروع بالكامل . وذلك نظرا للخبرات القليلة المتعلقة بالعمل الجماعي وإدارة المشاريع المتشعبة ، وسنعمل بإذن الله على مراحل ومع كل قطاع على حدا ، حيث أننا نعمل بشكل جماعي فستقوم بوضع اسسه كلما تقدمنا في المشروع بحسب النتائج ، وستعمل في هذا الشأن على ثلاث محاور : * تعريف الجهات المتعلقة بالمشروع بتقنيات التطوير الذي سنعمل عليها من خلال زيارات الاكتشاف لمشاريع مماثلة في فرنسا . * تنظيم الأعمال المكملة اللازمة للانتقال من مرحلة دراسات الجدوى إلى مرحلة التطبيق . * إنشاء نواة إدارية للمشروع أو نقطة إنطلاق إدارية.
وتأتي هذه المحاور لتسهيل العمل ، سنبدأ بالأقسام العملية مباشرة وسنساعد قدر الأمكان الجهات الفاعلية على حل المشكلات التي من الممكن أن تنشأ عن بداية العمل في المشروع نتيجة اختلاف السياسات السابقة للمؤسسات أو غيرها .
جهة تنسيقية
يتابع قائلاً :قد تم وضع أسس العمل الأولية لجهة تنسيقية محلية سريعاً ويشمل هذا :إنشاء نواة إدارة تنسيقية أو نقطة إنطلاق إدارية للمشروع ، مع إنشاء مجموعة او لجنة تنسيق للمشروع ( لجنة زراعية بالغرفة ) وهي عبارة عن مجموعة مسؤولين أو مهنيين يدعمون الإدارة التنسيقية ويساعدون في العمل على المراحل الأولى للمشروع ، كما هناك أعمال أساسية وضرورية يجب ان تجرى بشكل عاجل ومنها دراسات السوق ، مع إنشاء مجموعة تضم المنتجين الديناميكيين ، مع تعميق معلوماتنا عن النظم الزراعية الحالية ، ودراسة النظم الزراعية لعسير ، وتحديد منطقة مركز التنمية الزراعي ، وإطلاق تجربة تحديد منتج وإنشاء شهادة منشأ له ، وتقديم الدعم لإجراء تطوير إدارة الأراضي الزراعية بصورة خاصة ، والعمل على وضع استراتيجية إقليمية لتحديد منشأ المنتجات ونوعيتها ، وتطوير السياحة الزراعية ، كذلك سياسة الاستعمال الأمثل للمياه ، و مساعدة وإرشاد المنشآت الزراعية وأخيراً الإحراج الزراعية .
تنفيذ وتكاليف
اختتم المبطي حديثه مشيراً إلى أنه يتم تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع ، ولابد أن تكون تحت مظلة الغرفة صاحبة المبادرة في طرح المشروع والتي تملك الصلات مع كل القطاعات السعودية المعنية بالمشروع ، مع المنتجين والمستفيدين النهائيين والمستثمرين لتكون بذلك المظلة الأمثل في المرحلة الحالية ، ويؤمن كل من بروموسالون وهام للاستشارات دعم استراتيجي عام ،وكذلك دعم في التخطيط والتنفيذ لكل أجزاء المشروع ، وهناك نقطة التنسيق التي سيتم إنشاؤها في غرفة أبها ، وستكون نقطة ألتقاء المشاركين في المشروع ومسؤوليتها ستكون هناك متابعة تنفيذ المشروع في مرحلته الثانية، وسياتي بعد ذلك مرحلة التعيينات للمشروع حيث سيتم تعيين لمدير للمشروع من قبل الغرفة ويكون مسئولاً عن المتابعة العامة للمشروع والتنسيق والتكامل بين أجزاء المشروع والاتصال مع المؤسسات الفرنسية المعنية بالمشروع ، وعليه دعم تطوير إدارة المشروع ، وسينظم رحلات البعثات لفرنسا والتحضير لإتفاقيات التعاون بين المؤسسات الفرنسية المعنية بالمشروع والمؤسسات السعودية.