بقلم | بتول الغامدي (يابتول !! تعالي وصلي فطور عمك عبدالله) جملةٌ تبتسم شمس الغروب لسماعها قبل أن تعانقنا وترحل، طفلة حينها ألعب مع الصبية أمام المنزل فمنذ الصف الأول ابتدائي هكذا اعتاد والدي يوميّاً أن ينهي نهاره قبل مدفع الافطار في رمضان أذكر أنه كان يضع في طبق دائري ٦ قطع من “السمبوسة” – فهو على يقين بأن له فأرا سيقرض واحدةً منها في الطريق. وهناك لقيمات وبجوارها طبق دائري صغير من الشيرة والقليل من قطع الماسية والمهلبية وطبق آخر من الشوربة، وما إن أقابل عمي عبدالله حتى يبدل أطباقنا بأطباقهم وأعود لسفرتنا وقد امتلأت من أطباق الجيران. كانت الحارة تملأها روائح الطبخ المميزة وفي المغرب يزدحم المكان بالصغار ومعهم شيئاً من فطور أهلهم هديّة لجيرانهم. حتى الفقير كان يفرح بسفرة الافطار من كل الاصناف وان كان بيته مسجدا للعبادة لا طعام فيه ولا شراب! هاهي سفرة الافطار مرتبة على الارض وبجوارها ابريق شراب التوت من المعدن وقد امتلأ سطحه بقطرات الماء المثلّج. وترى الناس على سطوح البيوت يترقبون سماع مدفع الإفطار . “الله اكبر” تصدح عالياً ثم يعقبها مباشرة صوت مدفع الإفطار ويهتف الجميع.. “افطروا افطروا” لاازال اذكر ضحكاتنا فيقفز اليّ حديث رسول الله؛ للصائم فرحتان. يارب صٓدٓقتنا فرحتنا الاولى ونحن بانتظار الثانية لقاءك. لم نعد نبحث عن صوت المدفع ، وتغيرت موائدنا للافضل ولا نزال في أمن وعافية نحن ومن نحبهم. كانت نكهة رمضان حلوة و لا تزال اليوم كذلك فالحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه الذي بلّغنا رمضان ونسأله بلوغ مكرمته بان يجعلني واياكم ووالدينا من عتقاءه من النار. أعاده الله علينا أعواماً عديدة وسنين مديدة ونحن في صحةٍ وعافية وأمن لا يشوبه خوفٌ ولا عذاب. فأيها السابقون المشمرون انطلقوا فالغنيمة وافرة ولكن الوقت محدود. واذكروا احبتنا المرابطون بالدعاء عند افطاركم. بقلم بتول الغامدي