بقلم | نوف أحمد المقيط التفكير عملية معقدة متعددة الجوانب تتأثر بعوامل كثيرة وتقف في طريقها العقبات. ومهارة التفكير شأنها شأن أي مهارة آخرى تحتاج إلى التعلم لاكتسابها بالتمرين والممارسة والصبر على ذلك , نجد أغلب الأنظمة التربوية في الدول المتقدمة يكون معظم التوجهات لديهم تميل إلى إدخال التفكير ضمن المناهج لاتخاذه سبيلا للتحصيل المعرفي وإنتاج الافكار . من زاوية آخرى تسهم المناهج الحالية في تعطيل قوى الفكر لدى المتعلمين , حيث يكون جل تركيزها على عملية الحفظ والتلقين واتخاذها مقياسا للحكم على نجاح المتعلم وتفوقه . هذا هو مآل التفكير في مناهجنا الدراسية الذي يصاغ في كتاب مقرر تعد له الامتحانات يفقد فيها التفكير أهميته ومهمته , لا يتجاوز كونه معرفه جديدة تضاف إلى لائحة المعارف الموجودة , التفكير فيها خامل أو لا يستخدمه المتعلم بالشكل الصحيح بسبب انتقاء المعلومات دون تمحيص ولا يتعرض المحتوى لمواقف ومشكلات تتحدى تفكير المتعلم . لذلك يجب مواجهة هذا التحدي و إعادة النظر إلى داخل المناهج الدراسية لدينا في كيفية تقديم المادة العلمية للمتعلم ودمج تعلم التفكير في المناهج عن طريق اكساب المتعلمين المهارات عند وضعهم في مواقف تعليمية تستثير التفكير لديهم وتنميته بشكل موجه , حتى يستفيد من قدراته في التفكير عمليا وليس ان يعرف التفكير فقط . لذا على مصممي المناهج ومخططيها مسئولية توجيه المناهج بحيث تنمي مهارات التفكير وليس مهارات استرجاع المعلومات فالمتعلم الذي لا يكتسب مهارات التفكير اللازمة لحياة سريعة التغير , لابد وان يصطدم بواقع يتخبط فيه وربما يركن إلى العاطفة أكثر من العقل في اتخاذ القرارات وهنا تقع الكارثة . ويجب أن يكون تصميم المناهج يمنح المتعلم المتعه والجاذبية والتشويق وهذا يتطلب إزالة الحشو والتكرار القائم والتركيز على النوع وليس الكم . التفكير بجميع أنواعه أمراَ لابد أن تتبناه كافة المؤسسات التعليمية وتدرجه في مناهجها وذلك إيمانا منها بأن هذا النوع من التفكير هو الذي يقودها إلى الرقي لتواكب التقدم الهائل في التعليم , والإسهام في تحقيق تقدم المجتمع .