كثيراً ما تتشابه الظواهروتتفاوت الجواهر في الأشياء سواءً في البشر أو المهن أو الطباع وحتى كذلك الهوايات،والعكس كذلك فكثيراً ما تتشابه الجواهر وتتفاوت الظواهر،وقد يقع أن تجد تشابهاً كبيراً بين الظواهر والجواهر،وهذه حقيقة مشاهدة وملموسة في طباع البشر وهواياتهم والمهن التي يزاولونها،فالمهن والهويات تبرز في طباع وصفات الأشخاص تبعاً لنوع هذه الهواية أو المهنة وتتفاوت هذه الصفات والطباع من شخص لآخر حتى وإن كانا من أصحاب المهنة أو الهواية نفسها،وهذاالتفاوت يكون على القدر الذي يكون عليه الشخص من حيث الخبرة والاحترافية في القيام بالمهنة أوالهواية،وبالتالي يكون قدر التأثير على المشاهد أو المستفيد من الأشياء التي تقدم له سواء كانت حسية أو معنوية. والذي أريده من هذه الكتابة هو:المقارنة بين مهنتين(هوايتين) الأولى الغناء والثانية الإنشاد الحديث أو سمه الإنشاد الجديد أو كما سموه(الشيلات) وهنا سنذكر الأدلة على الشبه الكبير بين هاتين المهنتين من عدة أوجه،ولكي لا نجحف في المقارنة والوصف فالذي أعنيه فيما يخص الإنشاد هو ما خالطه مؤثرات صوتيه وصوت معازف وإيقاعات ومثالها الواضح الشيلات المنتشرة هنا وهناك في هذا الزمن: أولاً:النعومة والرقة في نغمة الصوت والتي عادة ما يتكلفها المغني والمنشد أثناء الأداء للأغنية أو الأنشودة وبالتالي يكون الأثر على المستمع فكلما كان الصوت رقيقاً ناعماً كان الأثر أشد وقعاً(وهذه من العلل المشهورة لحرمة الغناء). ثانياً:النعومة كذلك في المظهر(اللباس والهيئة) وهذا معروف ومشاهد خصوصاً عند المغني وما المنشد منه ببعيد،بالإضافة إلى الشبه الكبير في لغة الإشارة المستخدمة أثناء الأداء كتقسيمات الوجة وغمز العين وهز الرأس وتلويحة اليد وكذلك العبارات والصور المدونة على الصفحات الالكترونية ومواقع التواصل في الحسابات الخاصة. ثالثاً:آلات العزف المستخدمة للغناء هي تلك التي تصاحب صوت المنشد تماماً و(الاستديو) هو مكان أداء هذه المهنة،والفرق هو أن المنشد يدلس على الناس فيخفي هذه الآلات خلف الكواليس وأما المغني فأمره ظاهر من زمن بعيد. رابعاً:لكل من الغناء والإنشاد حضور ملموس في الأعراس والمناسبات وأصبح الآن حتى في لقاءات الأسر والحفلات المدرسية وعقائق المواليد وغيرها من المناسبات والاجتماعات وكل هذه تعد أفراحاً وهذا وقت يقبح فيه شكر النعم بصوت الغناء والإنشاد المذموم لقوله صلى الله عليه وسلم:{ صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة ورنة عند مصيبة} (١) فأصبح بينهما تلازم في القباحة المذكورة. خامساً:وهو الأهم لدى المسلم الفطن الطائع لربه الخائف على دينة المتقي للشهوات والشبهات،فالحكم الشرعي على الغناء والشيلات ذات المؤثرات والإيقاعات الشبية تماماً للموسيقى والعزف فيه تلازم كذلك،ولايخفى الأمر على كل حريص على دينة متبعاً للدليل بحرمة الغناء وأنه كبيرة من كبائر الذنوب،وللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فتوى بهذا الخصوص يمكن الرجوع إليها(٢). في الختام فإنه يحز في النفس ويأُلم القلب هذه المشاهدات في المجتمع المسلم في زمن أشد ما يكون حاجة الأمة إلى الحرص على معالي الأمور وبناء شخصية الجيل بالقرآن والسنة لا بالغناء والطرب. كتبه/علي بن مبارك آل جمعان. عضو الجمعية السعودية للدراسات الدعوية. ———————— (١) رواه البزار والضياء، وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير وصحيح الترغيب والترهيب. (٢)فتوى رقم(٢٣٩١٦) http://goo.gl/RYJ6SD