تعددت الأصوات والحكم واحد.. غابت البراميل والنجر والتنكه عن امسيات ليالي افراحنا ثم ظهرت لنا اصوات مصحوبة بكل ما ازعج واصمق من الطبول والصطول والتصفيق وغيرها مما يسمونه المؤثرات الصوتية والاصوات البشرية كما يقولون !! . وبعد فترة من الزمن وفترة من انقطاع بعض آلات الطرب عن مجالسنا لعقد او عقدين اطلت علينا اصوات ليست باصوات ربعنا الطبيعية ,يصاحبها اصوات و آلات تفوق ما كان عليه حالنا قبل سنين الا وهي الشيلات كما يسمونها . وقبل ان ننظر الى الحكم الشرعي عن هذه الشيلات !!! لعلنا نسبر حال ابناءنا واحوال مجالسنا وسيارتنا واجهزتنا المحمولة وما تحتويه من كم هائل من هذه الشيلات , ففي مجالسنا وبحضور العقلاء وعلية القوم تتعالى اصوات المكبرات بهذه الشيلات مع ما يرافقها من تراقص وتمايل من الشباب بل وحتى من كبار السن فلم يعد للحياء عند بعضهم أي مكان فاصبح الامر عادة بل وكأنه مجاز شرعا فلا محظور فيه ولا حذر ,ولكي لا اجرح مشاعر الاخوة الشيالين – اصحاب الشيلات – عليهم ان يعوا الامر جيدا فلا يتبعوا الهوى ويطاوعوا انفسهم ويتباهوا امام الناس بل ويفتخروا بفعلهم هذا منخدعين بمديحهم وتصفيقهم ويجعلوا انفسهم تقودهم الى ما حرم الله ونهى عنه رسوله صلى الله عليه وسلم ,فنحن مسلمون يحكمنا شرع الله ولنا اعراف وعادات كريمة لا ينبغي تجاوزها . نحن وللاسف اصبح غالب مجتمعنا يروج لهذه الشيلات وغيرها من الامور المحرمة او المنكرة عن حسن نية او جهلا بحكمها الشرعي ثم يتقبلها المجتمع ومع مرور الزمن يعتقد الناس والاجيال اللاحقة انها مباحة بل حلال لاننا لم ننكرها وننكر على اصحابها في اول زمانها وظهورها .وهذا هو ما يحدث الان. ولعل البعض يقول عني متشددا او معقدا او غير ذلك لاني لم اوافقه هواه او لم اجاريه على منكره هذا واصفق له ,؟!!! او يتعلل بانه لم يعد هناك ما نحيي به ليالي زواجاتنا ونطرب فيها . فاقول له : ان مرجعنا في الحكم على هذه الظاهرة وامثالها هم العلماء ورثة الانبياء وليس عليهم الا بيان الحقيقة وحكمها , فمن شاء ان يتزود من التقى ويلزم هدي المصطفى فعليه ان يمتثل “سمعنا واطعنا ” فما على الرسول الا البلاغ المبين وكل نفس بما كسبت رهينة. واليكم هذه الفتوى من هيئة كبار العلماء ففيها الغنية عن سواها من الفتاوى التي توافق قولهم . ولكم صادق المحبة والدعاء.
الفتوى رقم ( 23916 ) س: نطرح على أنظار سماحتكم سؤالاً حول ما انتشر في هذه الأيام من تحول في بعض ما يسمى بالأناشيد الإسلامية حيث يقوم البعض بإدخال أصوات بعض الأجهزة الموسيقية عبر جهاز ( الجزء رقم : 2 ، الصفحة رقم: 577 ) الحاسب الآلي والسامع لهذه الأصوات لا يفرق بينها وبين ما يصدر من الآلات الموسيقية، والقائمون على هذه الأناشيد يذكرون بأن هذه الأصوات إنما هي مؤثرات صوتية. ج: الأصوات المصاحبة للأناشيد المسماة بالمؤثرات الصوتية الداخلة عليها الشبيهة بالموسيقى والتي لا يفرق السامع بينها وبين العزف على الآلة الموسيقية – لها حكم المعازف، فيكون الاستماع إليها محرمًا لقوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ، ولهو الحديث هو الغناء كما فسره بذلك ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما. وفي (صحيح البخاري ) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف والمراد بالحر: الفرج الحرام، والمراد بالمعازف: الغناء وآلات اللهو، ومعنى (يستحلون) أي: يفعلونها فعل المستحل لها بدون مبالاة. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو عضو الرئيس صالح بن فوزان الفوزان عبد الله بن عبد الرحمن بن غديان عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ عضو عضو عضو محمد بن حسن آل الشيخ سعد بن ناصر الشثري عبد الله بن محمد بن خنين