أمام معبر السلوم البري، وقف منصور عوض، 43 سنة، يحكم الشال الصوفي حول فمه ليحميه من لسعة البرد الصباحية، يتلفت يميناً ويساراً لمتابعة المصريين الذين يجتازون المعبر قادمين من ليبيا، أملاً منه في أن يجد بينهم أحد أقاربه أو أصهاره من قبيلة "أولاد علي"، التي تسكن ليبيا منذ عشرات السنين. منصور واحد من فرع "أولاد علي" الذين يسكنون السلوم، يقول إن عددهم في مصر كبير جداً، وينتشرون بين محافظاتها ومدنها وقراها، ويضيف: "ولاد عمنا عايشين في ليبيا ومتجنسين من زمان، وترتبط القبيلة بعلاقة نسب وقرابة مع العقيد معمر القذافي، واحنا كنا بنحبه ونقدره، لكننا مش راضيين على الوضع الحالي، لأنه بيجيب مرتزقة تضرب إخواننا، عشان كده حسمنا أمرنا، أنا وأخويا على ابن عمي.. وعملنا مظاهرة ومستنيين الجيش يفتح لنا الطريق عشان نعدي لهم هناك." هتف "أولاد علي" ضد القذافي ربما للمرة الأولى، وحملوا لافتاتهم التي تطالب بمحاكمته، جزاء ما اقترفته يداه من اعتداء على إخوانهم في مدن ليبية، وطافوا بها مدينة السلوم الحدودية، وهي نفسها القبيلة التي كان القذافي يتقرب لها ولأبنائها، يقول منصور: "المفروض إن القذافي يعرف مطالب الشعب إيه ويديهم اللي همة عايزينه، بدل ما يجيب لهم مرتزقة ويقطع الاتصالات عنهم، ويخلينا مش عارفين نطمن ونعرف إن كانوا عايشين أو ميتين."