ظهر الزعيم الإسلامي الإندونيسي، أبوبكر باعشير، أمام المحكمة لدقائق معدودة الخميس، في أولى جلسات محاكمته بتهم متصلة بالإرهاب ودعم مجموعات مسلحة سرية، قبل أن يرفع القاضي الجلسة بسبب مطالبة محامي باعشير بذلك بحجة رغبته بالحصول على المزيد من الوقت في القضية التي يمكن أن تنتهي بصدور حكم إعدام. وقد بدا باعشير، 72 عاما، وهو يبتسم للمئات من أنصاره داخل القاعة وخارجه، كما لوح لهم بيده بينما كانوا يطلقون هتافات التكبير لتحيته، وذلك لمدة دقائق، رفع بعدها القاضي الجلسة إلى الاثنين المقبل. وقال نور هدى، رئيس مركز بناء السلام في جاكرتا، إن هذه المحاكمة مهمة جداً، لأن السلطات لم تتمكن في السابق من إدانة باعشير إلا بجرائم بسيطة قادته إلى السجن عام 2002 ليعود فيخرج عام 2006. وأضاف هدى: "إذا فشلت هذه المحاكمة فسيقوم باعشير باستغلالها لحشد تأييد إضافي لنفسه.. باعشير قوي جداً وهو رمز للجهاديين ويتمتع بشخصية قوية وكاريزما تسمح له ببناء شبكة صلبة." واعتقل باعشير في التاسع من أغسطس/آب الماضي، بتهمة لعب دور رئيسي في تأسيس معسكر لتدريب المليشيات في إقليم "أتشه" الإندونيسي. ونقلت وكالة الأنباء الإندونيسية عن رئيس نيابة جاكرتا جنوب، محمد يوسف، قوله إن "أقوى الإدعاءات التي يواجهها باعشير هي تحريض الآخرين على ارتكاب جرائم إرهاب.. سنتعامل مع القضية بشكل فوري.. نريد محاكمته سريعاً." وكان باعشير، المعروف بخطاباته المناهضة للغرب، قد اعتقل مرتين سابقاً، وذلك على خلفية أنشطته ذات الصلة بالجماعات المسلحة. وشنت الشرطة الإندونيسية حملة دهم في فبراير/شباط الماضي واعتقلت العشرات من المسلحين الذين زُعم أنهم كانوا يخططون لشن هجمات إرهابية في إندونيسيا شبيه بتلك التي نفذها مسلحون في مدينة مومباي الهندية عام 2008. وقال مسؤولون إن باعشير كان على علم بالمعسكر، وأنه ساعد في تمويله، كما قام بتعيين معلمي دين لتقديم التعاليم الروحية للمسلحين، مثل رجل الدين المتطرف، ذو المتين، الخبير في الإلكترونيات الذي تدرب في معسكرات القاعدة في أفغانستان بوصفه قائداً ميدانياً، والذي لقي مصرعه في وقت سابق على أيدي السلطات الإندونيسية.