الولايات المتحدةالأمريكية (CNN) -- قالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، الثلاثاء، إن إدارة واشنطن وحكومات أخرى، ترصد مظاهرات القاهرة، وفي أماكن أخرى، عن كثب، ودعت كافة الأطراف إلى ضبط النفس. وقالت في تصريح تعقيباً على خروج مظاهرات شعبية "نادرة" مناوئة للحكومة بمصر لقي خلالها اثنان على الأقل مصرعهما: "ندعم الحق الأساسي في حرية التعبير والتجمع لكافة الناس.. نحث جميع الأطراف على ممارسة ضبط النفس والامتناع عن العنف." وأضافت بقولها: "لكن تقييمنا هو أن الحكومة المصرية مستقرة وتبحث عن طرق للاستجابة لمصالح والاحتياجات المشروعة للشعب المصري." وهتف المتظاهرون، في "يوم الغضب،" حسب ما سمته القوى السياسية المعارضة في مصر، ضد نظام الحكم في البلاد، ورددوا شعارات معادية للرئيس المصري حسني مبارك. وردد المتظاهرون "يا مبارك يا مبارك.. السعودية في انتظارك،" في إشارة إلى المملكة العربية السعودية التي لجأ إليها الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، بعد أسابيع من الاحتجاجات الشعبية في تونس. ويأمل منظمو المسيرة الحصول على الزخم الكاف لإحداث تغيير سياسي مكتسب من النموذج التونسي، حيث دفعت الاحتجاجات الشعبية لانهيار نظام بن علي، بعد هيمنة على السلطة دامت 23 عاما. إلا أن الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، قال إن المظاهرات التي تشهدها مصر في الوقت الراهن ليست ظاهرة جديدة. وأوضح زكي في معرض تعقيبه على الاحتجاجات الشعبية، إن المتظاهرين في مصر ، مثل أية دولة أخرى في العالم، لهم الحق في التعبير عن وجهات نظرهم والتظاهر ضد ما يرغبون في التظاهر ضده. ولقي شخصان مصرعهما، أحدهما متظاهر والآخر مجند من قوات الأمن المركزي توفي متأثرا بإصابة في الرأس نتيجة قذفه بالحجارة بالإضافة إلى إصابة 36 من أفراد الشرطة بإصابات مختلفة نتيجة مصادمات بين المتظاهرين وقوات الأمن في ميدان التحرير. ورشق المحتجون قوات الأمن بالحجارة وقامت الأخيرة بقذفها مجدداً على المتظاهرين كما استخدمت الغاز المسيل للدموع. وندد المتظاهرون بغلاء المعيشة والسياسات الاقتصادية الفاشلة والفساد، إلا مطالبهم الأساسية انصبت في مطالبة مبارك بالتنحي عن السلطة بعد ثلاثة عقود. وبدأ "يوم الغضب" في مصر صباح الثلاثاء، في أغلب الشوارع الرئيسية والميادين العامة في القاهرة، وأخفقت قوات الأمن في السيطرة على المتظاهرين أغلب الأحيان. وافترش آلاف المتظاهرين الأرض أمام مبنى التليفزيون المصري، قاطعين طريق كورنيش النيل، وفشل الأمن في منع المتظاهرين من الوصول لمبنى التليفزيون المصري بمنطقة ماسبيرو، فيما كان آلاف آخرون أحاطوا بالمقر الرئيسي للحزب الوطني على كورنيش النيل، بعد أن تجمعوا في مظاهرتين تحركتا من ميدان التحرير ودار القضاء، وتجمع مئات آخرين أمام مبنى جريدة الأهرام مخترقين شارع الجلاء.