عمت تظاهرات "يوم الغضب" عدد من المحافظات المصرية خاصة القاهرةوالإسكندرية وكفر الشيخ والمنصورة , ووقعت مصادمات بين الشرطة والمتظاهرين استخدمت فيها الشرطة القنابل المسيلة للدموع والهراوات لتفريق المتظاهرين، وأعلن عن سقوط ثلاثة قتلى منهم رجل أمن واثنين من المتظاهرين، واعتصم الآلاف من المتظاهرين في ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية , مؤكدين عدم مغادرة المكان إلا بعد الاستجابة لمطالبهم . وأكدت التقارير سقوط قتيلين في المظاهرات بمدينة السويس، ليرفع عدد الضحايا إلى ثلاثة، بعد وفاة مجند أمن مركزي في مظاهرات ميدان التحرير. وذكرت مصادر أن اشتباكات وقعت بين قوات الأمن ومتظاهرين في السويس أسفرت عن وقوع قتيلين، وإصابة العشرات من المتظاهرين . وقالت مصادر إن مساعد مدير أمن محافظة السويس اللواء عبد الرؤوف عادل قد أصيب في المظاهرات، كما أصيب رئيس مباحث قسم شرطة مدينة السويس عاصمة المحافظة الرائد محمد عادل بحجارة رشقها محتجون في السويس. ووردت أنباء عن اعلان حظر التجول وإطلاق القنابل المسيلة للدموع، لتفريق المتظاهرين. وقالت مصادر أمنية وطبية - حسب رويترز - إن شخصين قتلا بطلقات مطاطية، وأن جثتيهما نقلتا الى مستشفى السويس العام. وقال الدكتور سامح شكرى مدير مستشفى السويس العام، أن اثنين من المتظاهرين بالسويس لقيا مصرعيهما، وهما مصطفى رجب عبد الفتاح (22 عاماً) بعد إصابته برصاصة في القلب، خلال إطلاق الشرطة النار في منطقتي جامع الأربعين وميدان الإسعاف، وسليمان صابر على (31 عاماً _ عاطل)، مختنقاً بدخان قنابل الغاز التي أطلقتها الشرطة على المتظاهرين، وهو ما أكده أيضاً الدكتور هشام الشناوى وكيل وزارة الصحة بالسويس. كما أشار الدكتور شكري إلى وصول 13 حالة إصابة بطلق ناري، بالإضافة إلى لإصابة أكثر من 77 مواطناً آخرين، وتم نقل 45 منهم إلى مستشفى السويس العام، ونقل 32 آخرين إلى مستشفى التأمين الصحي متأثرين باختناقات، وإصابات خطيرة، بالإضافة إلى إصابة 23 من رجال الشرطة بينهم 3 لواءات. ومن جانبها، قالت الدكتورة نيبال عبد القادر وكيل وزارة الصحة بالقاهرةً أن المستشفيات بالقاهرة تقلت حتى الآن 91 حالة فقط أغلبيتها مستقرة، لكن 4 حالات تستدعى وجودهم بالمستشفى لتلقى العلاج وأغلبية الحالات التي دخلت المستشفى نتيجة التدافع والجري الذي أدى إلى إصابة المواطنين وتم تقديم الإسعافات اللازمة لهم وهم بحالة جيدة. كما لقي مجند الشرطة عزيز أحمد مصرعه وأصيب 36 آخرون على حسب بيان وزارة الداخلية المصرية الأخير. وقد أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع على المحتجين الذين حاولوا الوصول إلى ميدان التحرير بعد منعهم من الوصول الى مبنى وزارة الداخلية القريب ومبنى قصر عابدين أحد القصور الرئاسية. وانضم مواطنون عاديون إلى المظاهرات التي اندلعت في القاهرة ومدن الإسكندريةوالمنصورةوالسويس والإسماعيلية والمحلة الكبرى وطنطا في محافظات مختلفة. وذكر شهود -طبقا ل"رويترز"- أن الشرطة استخدمت هراوات لضرب المحتجين في مكانين على الاقل بالعاصمة. وأضاف شاهد أن حالات إغماء حدثت بين المتظاهرين قرب ميدان التحرير وأن سكانا في المنطقة قدموا الماء المثلج. وقال شاهدان عيان أن اشتباكات وقعت بين الشرطة والمحتجين في مدينتي السويس على البحر الأحمر وبلطيم في دلتا النيل. وقال أحد الشاهدين ان المحتجين رشقوا الشرطة بالحجارة في مدينة بلطيم وان الشرطة ضربت بعضهم بالهراوات. وردد المتظاهرون هتافات مثل "تونس هي الحل" و"تونس مش أحسن من مصر" و"يسقط يسقط حسني مبارك"، كما قذفوا الشرطة بالأحجار. وكانت أعداد من المتظاهرين قد تجمعت صباح أمس أمام دار القضاء العالي وسط القاهرة في إطار فعاليات ما أطلق عليه المعارضون "يوم الغضب" الذي يصادف الاحتفالات الرسمية ب"عيد الشرطة". وبعد أن حاولت الشرطة تفرقة متظاهرين تجمعوا أمام البرلمان وتحول المتظاهرون إلى الشوارع الجانبية، وأفادت الأنباء أن المتظاهرين تمكنوا في أحد الأماكن، من التغلب على رجال الشرطة ودفعهم للتراجع. وكانت التظاهرة التي نظمت أمام دار القضاء العالي أكبر حجما من المعتاد واستطاعت للمرة الأولى كسر الطوق الأمني والتوجه إلى ميدان التحرير. وتعد تعد الأضخم على الإطلاق في مظاهرات الاحتجاج التي تشهدها مصر منذ فترة. ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول أمني أنه تم نشر أكثر من 20 ألف إلى 30 ألف من رجال الشرطة في وسط القاهرة، كما فرضت الشرطة طوقا أمنيا كثيفا حول مبنى وزارة الداخلية المصرية. وشهد حي المهندسين بالجيزة أكبر هذه المظاهرات التي قدر عدد المشاركين فيها بعشرات الآلاف بعد انضمام ذوي الناشطين المتظاهرين, وقال مراسل "قناة الجزيرة" في القاهرة إن آلاف المتظاهرين المحتشدين في ميدان التحرير بوسط العاصمة يعتزمون المبيت فيه, رافعين شعارات تندد بالفساد والاستبداد. وكانت أبرز المظاهرات الأخرى بالقاهرة في منطقة روكسي بمصر الجديدة القريبة من مقر إقامة الرئيس حسني مبارك، والتي قادها مجموعة من النشطاء منهم الخبير العالمي في الهندسة الدكتور ممدوح حمزة. كما نظم آخرون مظاهرة قادها عشرات النشطاء معهم محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين أمام مقر الشهر العقاري في شارع رمسيس، ومظاهرات متفرقة أمام قصر العيني ونقابة الأطباء قرب البرلمان. وتجمع الآلاف من الأحزاب والقوى السياسية المصرية أمام مجمع التحرير، مطالبين الرئيس مبارك بالرحيل. وطالب المتظاهرون برحيل حكومة أحمد نظيف وتغييرها بالكامل، وهاجموا قيادات الحزب الوطني. كما انتقد المتظاهرون وزير الداخلية المصري حبيب العادلي، ونددوا بالسياسات "القمعية" للوزارة وللأمن المصري وطالبوا بتعديل الدستور. وردد المتظاهرون هتافات ضد مبارك استلهاما لاحتجاجات التونسيين التي أسقطت رئيسهم زين العابدين بن علي هذا الشهر. وذكر شهود عيان أن مناطق إمبابة والمطرية وشبرا وميدان مصطفى محمود بشارع جامعة الدول العربية ومنطقة كورنيش النيل شهدت وجودا أمنيا مكثفا منذ الصباح الباكر. ورصدت الوكالات الشعارات التي رددها المتظاهرون منها : "حكم الأب باطل, حكم الأم باطل، حكم الابن باطل", في إشارة إلى مبارك وقرينته وابنه, حيث يقول مصريون إن سوزان مبارك تتدخل في شؤون بلادها السياسية ,وفي مدينة المنصورة, أحاط محتجون بصورة كبيرة مرفوعة لمبارك ورددوا هتافا يقول "باطل باطل", وقال شاهد إن المحتجين حاولوا تحطيم الصورة لكن قادة لهم هتفوا "سلمية سلمية". دزليا , دعت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية إلى أن يمارس الجميع في مصر ضبط النفس، فيما يخص المظاهرات. معربة عن تأييدها الحق في التعبير والتجمع بالنسبة إلى الشعب كله. ونقلت وكالة "أنباء الشرق الأوسط" عن كلينتون في تصريح إلى شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية أن تقييم حكومتها للوضع في مصر حالياً هو أن الحكومة المصرية مستقرة، وأنها تبحث عن سُبُل لتلبية الاحتياجات المشروعة للشعب المصري وتحقيق مصالحه. وأوضحت "سي.إن.إن" أن هذا يأتي في الوقت الذي تتابع فيه الولاياتالمتحدة وحكومات أخرى المظاهرات في القاهرة وأماكن أخرى في مصر عن كثب.