تبدأ وزارة الداخلية السعودية، بدءا من اليوم الأحد، في تطبيق العقوبة والأنظمة على المشاركين في أعمال القتال ومواطن الفتنة والنزاعات خارج المملكة، وذلك بسجن كل من يشارك في أعمال قتالية أو الانتماء للتيارات أو الجماعات، وما في حكمها، الدينية أو الفكرية المتطرفة، الذين لم يسلموا أنفسهم ويعودوا إلى رشدهم ووطنهم خلال مهلة ال 15 يوما الماضية. وتأتي الفرصة التي منحتها السلطات السعودية رغبة منها في عودة المقاتلين من الخارج، لئلا يطبق في حقهم النظام، بالسجن بمدد من ثلاث إلى 30 سنة، إلى جانب المنتمين للتيارات والجماعات الدينية والفكرية المتطرفة. وتشدد وزارة الداخلية، على الأوامر الصادرة بحق العفو عن كل من تورط في قضايا أمنية والمصنفين ضمن قوائم المطلوبين أمنيا، وسلم أشخاص عدة أنفسهم للسلطات السعودية وعوملوا وفق الأوامر المنظمة لذلك. وكانت وزارة الداخلية السعودية، قد أعلنت عبر لجنة مُشكلة من عدة وزارات وهيئات حكومية، عن إعداد قائمة بالتيارات والجماعات التي وردت الإشارة إليها في الأمر الملكي الصادر مطلع الشهر الماضي، كما أعلنت الوزارة موافقة المقام السامي على هذه القائمة، وموافقته كذلك على جملة من المقترحات طرحتها اللجنة تتضمن محظورات أمنية وفكرية، تشمل المواطن والمقيم، وتتعلق بهذه الجماعات والتيارات. يأتي ذلك وسط دعوات عدد من العلماء والمشايخ للسعوديين الموجودين في الخارج بتسليم أنفسهم، والاستفادة من المهلة، حيث دعا الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء السعوديين في الخارج المنتمين للجماعات والجهات الإرهابية والمشاركين في القتال، إلى مراجعة أنفسهم، والعودة عاجلا إلى وطنهم، ووضع أيديهم في أيدي ولاة الأمر، واستثمار فرصة المهلة التي حددت ب15 يوما. وحذر المفتي، المسلمين من الانتساب إلى جماعات خارجة عن الدين الإسلامي، منبها إلى خطر الترويج أو التعاطف مع أفكار الجماعات أو الأحزاب والتيارات التسعة التي ذكرها بيان وزارة الداخلية، مستشهدا بقوله تعالى، "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه". وقال آل الشيخ، في حديث سابق، المأمول من الجميع أن يقرءوا هذا البيان قراءة تأمل وتفحص وتدبر، فبيان وزارة الداخلية توجيه وتحذير من السوء، فعلى المسلم أن يكون حذرا فطنا، ويتمسك بكتاب ربه وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، وأن يكون بعيدا عن هذه الجماعات والأحزاب. وأضاف، نحن مسلمون، وقيادة هذه البلاد تحكم الشريعة الإسلامية، فعلى الجميع التوحد مع القيادة لنبذ هذه الجماعات، والتحذير منها، والتناصح فيما بينهم عن ضرر الانتساب لهذه الأحزاب. ونصح مفتي السعودية، المواطنين ممن يحملون أفكارا معينة أو ينتسبون إلى جماعات في الخارج، أن يعودوا إلى رشدهم، وأن يتركوا هذه الترهات، وأن يتوبوا ويعودوا إلى ربهم، وأن يضعوا أيديهم في أيدي قادة البلاد. معتبرا ذلك أزكى وأحسن لهم، واعتبر آل الشيخ منح وزارة الداخلية كل من شارك في أعمال قتالية خارج السعودية بأي صورة كانت مهلة إضافية، مدتها 15 يوما، مهلة جيدة، ليتراجع المخطئ ويعود إلى رشده وصوابه، والعودة عاجلا إلى وطنهم.