بعد معاناة استمرت عامًا ونصف أسلمت الطفلة ريفان الروح لبارئها متأثرة بمضاعفات خطأ طبي بأحد المستشفيات الخاصة في جدة، أدّى إلى فقدانها منافعها وحواسها. وكما ذكرت "المدينة" في عددها اليوم الخميس فإن الموعد المحدد من قِبل الهيئة الصحية الشرعية الأساسية بجدة في 21 صفر المقبل للاطّلاع على تقرير مستشفى حكومي ليتم في ضوئه إصدار الحكم في هذه القضية التي عقدت أول جلسة لها قبل حوالى 14 شهرًا. وقال والدها وهو يحمل طفلته مكفّنة بين يديه: “هكذا انتهت معاناة طفلتي بموتها عصر يوم الأحد الماضي، حيث صلّينا عليها يوم الاثنين، ودفنا جثمانها الطاهر في مقبرة الفيصلية بحي العزيزية، وهي تعاني من كل شبر في جسمها إمّا بنغزة إبرة، أو ثقب أنبوب نتيجة الخطأ الطبي الذي أدّى إلى انقطاع الأوكسجين عنها أثناء الولادة بمستشفى خاص في شهر رجب من العام الفائت، وتسبب في فقدان منافعها وحواسها ففقدت بصرها، وسمعها، وأطرافها الأربعة، وتجمّد نموها، ولم تعد قادرة على الأكل عن طريق الفم، فزرعوا لها أنبوبًا في بطنها لتتغذى عن طريقه. وأضاف والدها أُدخلت "ريفان" للمستشفى نحو عشر مرات خلال سنة ونصف السنة، وفي كل مرة تبقى به من عشرة أيام إلى ثلاثة أشهر، وفي مرض موتها الأخير أُدخلت المستشفى بتاريخ 1/12/1431ه وهي تعاني من التهابات شديدة في الصدر، واضطراب في درجات الحرارة -ارتفاعًا وانخفاضًا- على غير المعتاد، وأخبرنا الأطباء بأن حالتها حرجة جدًّا، وبين الحين والآخر يتم وخزها بإبرة في الوريد، ولم يتركوا موضعًا في جسدها النحيل إلاّ وتركوا فيه آثارًا لوخزات الإبر، بل إنهم أجروا لها عملية جراحية لاستخراج وريد مركزي من داخل الرقبة حتى يستطيعوا إعطاءها المضادات والمغذي عن طريقه، ولكنّها عانت من بكتيريا في البطن، مع انخفاض الأكسجين، ولم تستجب للمضادات، فوُضعت تحت جهاز التنفس الصناعي حتى موتها”. وختم الأب بقوله : “بأي ذنب قُتلت (ريفان)؟ والله لن أترك دمها يضيع هدرًا، وسأطرق كل الأبواب حتى آخذ بحق ابنتي فلذة كبدي التي راحت ضحية الإهمال واللامبالاة من قِبل أناس يفترض فيهم أن يكونوا أمناء على صحة المرضى، ومنقذين لأرواحهم بإذن الله”.