حددت الهيئة الشرعية الصحية بجدة يوم الثلاثاء المقبل موعدًا لإصدار حكمها في قضية الطفلة (ريفان)، التي رحلت عن دنيانا منتصف ذي الحجة الماضي، بعد أن عانت من كل شبر في جسمها بنغزة إبرة، أو ثقب أنبوب، بسبب خطأ طبي أثناء ولادتها في شهر رجب الماضي، بأحد المستشفيات الخاصة، حيث انقطع عنها الأوكسجين؛ ممّا أدّى إلى تلف في مخها من الدرجة الثالثة -حسب تحقيقات، وتقارير الهيئة الطبية-. وقال الأب المكلوم: “الهيئة أفادت بأنها تنتظر إعادة التقرير الطبي من مستشفى الولادة والأطفال بجدة، التابع لوزارة الصحة من أجل حصر جميع المنافع التي فقدتها طفلتي -يرحمها الله- ولم يرد ذكرها في التقرير الأول الذي أصدره المستشفى، وتم استعراضه في الجلسة الماضية، حيث سألني القاضي إن كنت سأكتفي بالمنافع التي ذُكرت في التقرير، إلاّ أنني طلبتُ من القاضي حصر كامل المنافع المفقودة”. وتعود بداية معاناة (ريفان) وفقًا لوالدها، إلى اليوم الثامن والعشرين من شهر شعبان الماضي، عندما أُدخلت إلى المستشفى، وهي تعاني من آثار خطأ طبي أثناء ولادتها، وترددت على المستشفى أكثر من تسع مرات خلال سنة ونصف، وفي كل مرة يتم تنويمها ما بين عشرة أيام إلى ثلاثة أشهر. وفي مرض موتها الأخير -يقول الأب-: “أُدخلت المستشفى بتاريخ 1/12/1431ه، وهي تعاني من التهابات شديدة في الصدر، وارتفاع في الحرارة، وانخفاض دون المعتاد في الحرارة (حرارتها مضطربة)، وأخبرنا الأطباء بأن الحالة حرجة جدًّا، وفي كل حين يتم وخزها بإبرة في الوريد، ولم يتركوا مكانًا في جسدها إلاّ وقد وخزوه بالإبر، بل إن الأطباء أجروا لها عملية جراحية لاستخراج وريد مركزي من داخل الرقبة حتّى يتمكّنوا من إعطائها المضادات، والمغذي عن طريقه، ولكنها عانت من بكتيريا في البطن، مع انخفاض الأكسجين، بل إنها لم تستجب للمضادات، ووضعت تحت جهاز التنفس الصناعي إلى حين وفاتها. وعبّر الأب عن معاناته بعد وفاة طفلته، فيما المستشفى لا يزال يهدر أرواح الأبرياء على مدى 18 شهرًا، ورغم أن اللجنة المشكّلة من صحة جدة، بناء على توجيهات مقام إمارة منطقة مكةالمكرمة، أثبتت أن هناك خطأً طبيًّا، وإهمالاً، إلاّ أن الحكم الشرعي لم يصدر بعد.