كشفت حركة طالبان تفاصيل الهجوم الذي نفذه مقاتلوها واستهدف مطار جلال آباد الذي يضم أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في شرق أفغانستان. وقالت الحركة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني إن 14 من مقاتليها هاجموا في وقت مبكر من صباح أمس السبت جنود الاحتلال والجنود الأفغان في مطار جلال آباد بولاية ننجرهار. وأوضحت الحركة أن منفذي الهجوم تمكنوا من الدخول إلى مطار جلال آباد "مدججين بكلاشنكوفات وقاذفات آر بي جي وبيكا وقنابل يدوية وصدريات مفخخة"؛ حيث "شرعوا في هجمات عنيفة على الجنود المحتلين والأفغان العملاء المتواجدين في المطار". ونقل موقع الحركة عن شاهد عيان في المنطقة تمكن من مشاهدة الوضع داخل المطار بعينه قوله عبر الهاتف: "حين دخل المجاهدون في الساعة السادسة من صباح اليوم إلى المطار، انتظموا في بضع مجموعات، وفتحوا نيران أسلحتهم الثقيلة في جميع الاتجاهات على مواقع الجنود المتواجدين في المطار، وعلى المروحيات الجاسمة فيه". وأضاف شاهد العيان أن إحدى المجموعات المهاجمة حاصرت "عددًا كبيرًا من الأمريكيين في ناحية من المطار حيث لم تكن معهم الأسلحة، ففتح المجاهدون النار عليهم، ثم اقترب أحد المجاهدين إليهم ونفذ هجوماً استشهادياً حيث قتل 37 جندياً من جنود الاحتلال". ويضيف شاهد العيان: "وفي جانب آخر من المطار، فوجئ المجاهدون بمقاومة من الجنود الأفغان العملاء، وقد استمرت المقاومة طويلاً، ثم نفذ ثلاثة من المجاهدين هجمات استشهادية؛ مما أدى إلى مقتل وإصابة 25 جندياً كما نفقت في هذا المكان 7 كلاب مدربة للأمريكيين". وعلى صعيد الخسائر المادية، أوضح شاهد العيان أن 9 مروحيات عسكرية وطائرتين بلا طيار (درون) قد دمرت جميعها في إطلاق نيران مكثفة من الأسلحة الثقيلة والخفيفة من قبل مقاتلي طالبان، كما أعطب عدد من السيارات ولحقت خسائر كبيرة بالمباني. واعترفت حركة طالبان بأن 11 مقاتلاً من منفذي الهجوم ال 14، قضوا نحبهم في العملية، فيما نجح الثلاثة الباقون في الانسحاب من المطار "في تكتيك ناجح وانضموا إلى زملائهم المجاهدين الذين هاجموا العدو من خارج المطار، وعادوا إلى مراكزهم سالمين" حسبما جاء في بيان الحركة. وأشارت طالبان إلى أن هذه العملية هي الثانية التي تنفذها الحركة ضد مطار جلال آباد خلال هذا العام، مشيرةً إلى أن قوات الاحتلال تكبدت "في العلمية الأولى خسائر بشرية ومادية فادحة أيضًا". ويرى بعض المحللين أن القوات الأمريكية والأفغانية في القاعدة العسكرية بمطار جلال آباد لم تكن تتوقع مثل هذا الهجوم على المطار بعد هجوم سابق كان قد استهدفه، لذلك لم تتخذ إجراءات أمنية مشددة، لكن الحركة مصرة على استهداف هذا الموقع الحيوي وفتح جبهة جديدة بعيدا عن المناطق الجنوبية. وجاء الهجوم على جلال آباد بعد يوم واحد فقط من مهاجمة مفجر بسيارة ملغومة قافلة من القوات الأفغانية والقوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو ) عند أطراف العاصمة كابل، دون أن يتضح حجم الخسائر الناجمة عن الهجوم. ووقع الهجوم على مقربة من مقر البرلمان الأفغاني القريب من أنقاض القصر الملكي السابق المعروف بدار الأمان. وكالات