يناسب استخدام طرود تحتوي على مواد ناسفة ضد اهداف امريكية التوجه المتنامي لتنظيم القاعدة وحلفائه نحو اللجوء الى هجمات منخفضة التكاليف وكبيرة التأثير يصعب على وكالات المخابرات رصدها. عثر على طردين ناسفين كانا في طريقهما الى الولاياتالمتحدة من اليمن في بريطانيا ودبي يوم الجمعة وقال مسؤولون امريكيون ان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على رأس المشتبه بهم المحتملين. وتتضاءل الطرود الناسفة كالتي استخدمها تيد كاتشينسكي لارهاب الامريكيين في الثمانينات والتسعينات امام المشهد المرعب لاصطدام الطائرات المخطوفة بمبنى وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) وبرجي مركز التجارة العالمي بنيويورك في 11 سبتمبر ايلول 2001 . لكن مسؤولين امريكيين ومحللي المخابرات يقولون ان تنظيم القاعدة ينجذب على نحو متزايد الى هجمات اقل تطورا وتعقيدا تتطلب اتصالات اقل وبالتالي يصعب رصدها. كما تولد هذه الهجمات قدرا هائلا من الانتباه الى القاعدة حتى وان لم تنجح خاصة هذه المرة التي تسبق انتخابات التجديد النصفي للكونجرس. وقال مسؤول امريكي لرويترز طلب عدم نشر اسمه "ثمة دلائل على ان تنظيم القاعدة والجماعات المنتمية اليه يقل ارتباطها على نحو متنام بهذا النوع من الهجمات الكبرى التي كانوا يفضلونها في وقت من الاوقات على ما يبدو." وتسببت حالة الفزع من الطردين الناسفين يوم الجمعة في تعطل واسع النطاق اذ سارعت الولاياتالمتحدة بجعل مقاتلات ترافق طائرة ركاب وحشدت خبراء المفرقعات لتفتيش طائرات الشحن. وسلم الرئيس باراك اوباما في خطاب الى البلاد بما راه تهديدا ارهابيا واضحا باستخدام طردين ناسفين لاستهداف داري عبادة لليهود في شيكاجو. وبات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومقره اليمن -واحد قيادييه الامريكي المولد انور العولقي- بصورة متزايدة على رأس الاهداف الامريكية منذ اعلن التنظيم مسؤوليته عن مؤامرة فاشلة لنسف طائرة ركاب امريكية في عيد الميلاد العام الماضي. كما جرى الربط بين العولقي وطبيب نفسي بالجيش الامريكي اتهم بقتل 13 جنديا في نوفمبر تشرين الثاني عام 2009 بعد ان فتح النار عليهم في قاعدة فورت هود بتكساس وهو هجوم بسيط اخر ضد "هدف سهل". ويقول محللون ان مما يلفت الانتباه الى الهجوم المرسل فعليا بالبريد الى الولاياتالمتحدة هو ذلك الاثر المدمر الذي يحتمل ان يتركه على التجارة. فأحد الطردين ارسل عبر شركة يو.بي.اس والاخر عبر فيديكس أكبر شركتين للشحن الجوي في العالم. ولاحظ بول بيلار وهو ضابط سابق بوكالة المخابرات المركزي الامريكية ان المتشددين ربما وصلوا الى حالة من ادراك ان السلطات الامريكية لا يمكنها ببساطة ان تفتش جميع الطرود البريدية او الشحنات الاتية. وقال بيلار "من المستحيل القيام بعملية تفتيش شامل لكل شيء... لذلك لا ينبغي ان نفاجأ بأن الارهابي الذي يفكر في طرق لايقاع ضرر داخل الولاياتالمتحدة سوف يبحث هذا الامر (الطرود الناسفة) كاحدى الوسائل الكثيرة الممكنة." وقال مستشار البيت الابيض لمكافحة الارهاب جون برينان ان تنظيم القاعدة حاول "التكيف" مع الاجراءات الامنية الامريكية في اعقاب هجمات 11 سبتمبر التي ركزت الى حد بعيد على طائرات الركاب لا طائرات الشحن. وتابع "يبحثون بوضوح عن نقاط الضعف في نظامنا ويستغلونها" مضيفا ان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هو "انشط الاجنحة العاملة" لتنظيم القاعدة خارج قاعدته التقليدية في باكستان وافغانستان. ووصف بروس هوفمان الخبير في مكافحة الارهاب ومدير برنامج الدراسات الامنية بجامعة جورج تاون الهجوم بأنه شكل محتمل من اشكال "مسرح الارهاب" الذي يستهدف ايجاد حالة من الخوف والقلق قبيل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الشهر المقبل. واضاف "انها بالطبع تناسب استراتيجية الجماعة الارهابية القائمة على ارباكنا بتهديدات عديدة مختلفة على مختلف المستويات." من فيل ستيوارت . متابعات