طالب الخبير الاقتصادي والكاتب الصحفي فضل البوعينين مصلحة الزكاة والدخل بوضع آلية لزكاة إبل (المزاين) وإلزام ملاكها بدفع زكاة تتناسب مع أسعارها وليس عكس ذلك من ذات القيمة المتدنية، معللاً ذلك بغلاء أسعار إبل المزاين ووصولها إلى سلعة يفوق ثمنها ثمن الألماس والذهب والفضة مجتمعةً. وقال البوعينين في تصريح ل(الجزيرة): "أعتقد أننا في حاجة إلى تنظيم تجارة الإبل وتقنينها، ومراجعة سلبياتها ودعم إيجابياتها بما يحقق المصلحة للجميع"، مضيفا: "إننا في أمس الحاجة إلى جباية الزكاة عليها؛ فزكاة إبل (المزاين) يُفترض أن تختلف عن زكاة بقية الإبل من حيث النوع لا الكم؛ فالخمس من الإبل المعروفة قد يصل ثمنها 70 ألف ريال، في حين أن الخمس من إبل المزاين قد يفوق ثمنها 25 مليون ريال؛ وهناك فارق كبير في الثمن". وتساءل البوعينين قائلا: "هل يعقل أن تكون إبل المزاين كالإبل الأخرى في إخراج الزكاة؟ وإضافة إلى ذلك فهل تخرج زكاة 25 من إبل المزاين، وما زاد عنها بحسب النصاب، من أوسط إبل المزاين، أم أن ملاكها يخرجون عنها من الأنواع الأخرى ذات القيمة المتدنية؟! أمر كهذا يحتاج إلى فتوى من هيئة كبار العلماء، ويحتاج إلى فتوى أخرى تُشرع تجارة إبل المزاين بالأسعار التي نراها اليوم، ويحتاج إلى اهتمام من قبل مصلحة الزكاة والدخل المسؤولة عن جباية زكاة الأنعام، فلربما كانت مقصرة في جباية القيمة الحقيقية للزكاة المفروضة على إبل المزاين". وأضاف البوعينين أن الأسعار التي يتم تداولها في صفقات (المزاين) من الإبل تحتاج إلى وقفة تُفضي إلى معالجة الخلل فيها، وتنظيم السوق، ووقف المضاربة المحمومة، وتضخيم الأسعار التي قد تنزع البركة حتى من قطر السماء، ونبات الأرض. وبين البوعينين أن أهمية المحافظة على تراث المنطقة، والاهتمام بمكونات الحياة التقليدية للجزيرة العربية، ومنها الاهتمام بالإبل كأحد أنسجة حياة البادية، وجزء لا يتجزأ من تراث الآباء والأجداد، إلا أن المبالغة في التعامل معها وتحويلها إلى سلعة يفوق ثمنها ثمن الألماس والذهب والفضة مجتمعةً أمر غير مقبول البتة من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية، مشيرا إلى أن الحفاظ على التراث وإحيائه، وحماية أنواع الإبل النادرة من الانقراض، والحرص على تنميتها هو أمر جيد ولا شك، إلا أن تطور الأمر الذي أوجد للإبل سوقا يُغالى فيها بالأثمان، وبما يفوق المنفعة، والمنطق يفرض على الجميع مراجعة بعض الأخطاء وتصحيحها، خصوصاً فيما يرتبط بالثمن. واعتبر البوعينين أن بيع أحد الجمال (فحل) بمبلغ 30 مليون ريال، أو بيع 20 ناقة بمبلغ 90 مليون ريال، لا يمكن أن يفسر من الناحية الاقتصادية، فتضخم أسعار بعض أنواع الإبل فيه من الضرر الكثير على المجتمع الذي تعاني بعض شرائحه من الفقر المدقع؛ فهناك فارق كبير بين استثمار 90 مليوناً في إنشاء مصنع يحقق عائدا سنويا لا يقل عن 10% ويوفر عدداً من الوظائف ويسهم في دعم الاقتصاد الوطني وبين دفع ذلك المبلغ في مجموعة من النياق تم تضخيم أثمانها تحت شعار (المزاين). ومن الناحية الاجتماعية، قال البوعينين: "هناك ضرر كبير يقع على أفراد المجتمع من الفقراء؛ وربما وجدنا فقراء معدمين لا يجدون من ينفق عليهم أو يتصدق عليهم ببعض المال، في الوقت الذي يتسابق فيه بعض الأغنياء والوجهاء في الإنفاق ببذخ على شراء نفائس الإبل وبعشرات الملايين".