اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد, خلال كلمته أمام الدورة ال65 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك, دوائر في الحكومة الأمريكية بالضلوع في هجمات 11 سبتمبر 2001, فيما انسحب الوفد الأمريكي وعدة وفود أوروبية من الاجتماع احتجاجا على تصريحات نجاد. وقال نجاد أمس الخميس: "إن فرضية أن القاعدة هي وراء تلك الهجمات تبناها بشكل واسع المسئولون في الحكومة الأميركية، وهو طرح أقل تأييدا". وأضاف أن وجهة النظر الأكثر قبولا تقول إن "هناك بعض الدوائر داخل الإدارة الأمريكية نظمت الهجوم لوقف تدهور الاقتصاد الأمريكي، وللسيطرة على الشرق الأوسط من أجل إنقاذ النظام الصهيوني". ودعا نجاد الأممالمتحدة إلى تأسيس "مجموعة مستقلة لتحري الحقائق" للبحث في وقائع تلك الهجمات. وأشار نجاد إلى أنه لم يجر تحقيق محايداً في الحادث الذي قتل فيه نحو 3000 شخص, لافتاً إلى أنه في المقابل قتلت قوات الاحتلال الأمريكية مئات الآلاف في أفغانستان والعراق. وأثارت كلمة نجاد غضب الوفد الأمريكي وعدة وفود أوروبية ودفعها للانسحاب احتجاجا على تصريحاته. ومن جانبها, وصفت الولاياتالمتحدة تصريحات الرئيس الإيراني بأنها "مقيتة ومجرد أوهام". وقال المتحدث باسم البعثة الأمريكية في الأممالمتحدة مارك كورنبلاو: "بدلا من أن يمثل تطلعات الشعب الإيراني ونواياه الحسنة، اختار أحمدي نجاد مرة أخرى نشر نظريات المؤامرة الخسيسة والعبارات المعادية للسامية التي هي مقيتة ومجرد أوهام بقدر ما هي متوقعة", حسب تعبيره. كما انتقد وزير الخارجية الكندي تصريحات نجاد, قائلاً: إنها غير مقبولة، في حين اعتبر دبلوماسي فرنسي أنها تشكل "إهانة للجمعية العامة وللحقيقة". في الوقت نفسه، تضمنت كلمة الرئيس الإيراني انتقادات لإسرائيل حيث قال إن "الصهاينة ارتكبوا أفظع الجرائم ضد شعوب عزل في حروب ضد لبنان و(قطاع) غزة". وأضاف "لقد هاجم النظام الصهيوني أسطول الحرية في تحد سافر لكافة الأعراف الدولية وقتل المدنيين"، في إشارة إلى الهجوم الإسرائيلي على سفينة تركية كانت تشارك في أسطول ينقل المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر في مايو الماضي مما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص. وتطرق أحمدي نجاد إلى الأزمة النووية بين بلاده والدول الغربية حيث دان "بعض" الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن لاحتكارها الطاقة النووية. وقال نجاد: "إن هذه الدول تنتقد إيران في الوقت الذي تواصل فيه تلك الدول الإبقاء على ترسانتها النووية وتوسيعها وتطويرها". ودعا نجاد إلى إعلان 2011 عاما لنزع الأسلحة النووية، قائلاً: إن "الطاقة النووية هي للجميع والأسلحة النووية ليست لأحد".