نيويورك – أ ب، رويترز، أ ف ب – نددت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها بتأكيد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تورّط «قطاعات» في الإدارة الأميركية في هجمات 11 أيلول (سبتمبر)، معتبرة ذلك مجرد «هلوسات» واتهامات «مشينة». وقال نجاد في خطابه: «زُعم بأن حوالى 3 آلاف شخص قتلوا في 11 أيلول، ونحن جميعاً آسفون لذلك بطبيعة الحال، لكن في أفغانستان والعراق قُتل حتى الآن مئات الآلاف وجُرح وشُرد الملايين». وأشار الى «ثلاثة آراء» حول الهجمات، أولها تحدث عن «تنظيم إرهابي قوي جداً ومعقّد، عبر جميع الحواجز والإجراءات الأمنية والاستخباراتية الأميركية. وهذا رأي تمت الدعاية له غالباً من المسؤولين الأميركيين». الرأي الثاني يقول إن الهجمات «نفذتها قطاعات في الإدارة الأميركية، لإحداث تغيير في مسار أفول الاقتصاد الأميركي، للسيطرة على الشرق الأوسط ولإنقاذ الكيان الصهيوني. غالبية الشعب الأميركي والشعوب والسياسيون تؤمن بهذا الرأي». ويقول الرأي الثالث إن الهجمات «نفذها تنظيم إرهابي، لكن الإدارة الأميركية في حينه دعمت ذلك واستغلته. يبدو أن لهذه النظرية مؤيدين أقل». وتحدث نجاد عن «إخفاء» بعض الأدلة التي يمكن أن تدعم النظريات البديلة، منها جوازات سفر كانت تحت الأنقاض وشريط فيديو لشخص لا يُعرف مكان إقامته، لكن قيل انه «شارك في وقت سابق في تجارة النفط مع بعض المسؤولين الأميركيين». ودعا الأممالمتحدة الى تشكيل «فريق مستقلّ لتقصي الحقائق» في هجمات 11 أيلول. واعتبر نجاد الطاقة النووية «نظيفة ورخيصة ونعمة إلهية»، متهماً «بعض» الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن باحتكارها. كما اعتبر أن «الصهاينة ارتكبوا أفظع الجرائم ضد شعوب عزل، في حروب ضد لبنان وغزة». وانسحب الوفد الأميركي احتجاجاً، تلته وفود دول الاتحاد الأوروبي، إضافة الى ممثلي أستراليا ونيوزلندا وكندا وكوستاريكا. وقال الناطق باسم البعثة الأميركية لدى الأممالمتحدة مارك كورنبلاو: «بدل أن يمثّل تطلعات الشعب الإيراني ونياته الحسنة، اختار نجاد مرة أخرى نشر نظريات المؤامرة الخسيسة والعبارات المعادية للسامية، وهي مقيتة ومجرد هلوسات بقدر ما هي متوقعة». في الوقت ذاته، قال الناطق باسم البيت الأبيض بيل برتون إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يعتقد أن تصريحات نجاد «مشينة وعدوانية، خصوصاً في المدينة (نيويورك) التي حصلت بها هجمات 11 أيلول». ووصفت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون خطاب نجاد بأنه «مشين وغير مقبول»، كما اعتبرها وزير الخارجية الكندي لورانس كنون «انتهاكاً سافراً للمعايير الدولية وروح الأممالمتحدة». وقال ديبلوماسي فرنسي إن ما قاله نجاد يشكّل «إهانة للجمعية العامة وللحقيقة».