لا يكاد يمر يوم إلا ونرى فيه سيارة أنحرفت عن طريقها ، ووقعت في القناة المائية الممتدة على طول (طريق الموت) الطريق السريع المؤدي من وإلى المنطقة السكنية في الجبيل الصناعية ، طريق الفوضى ، طريق الجنون ، سمه ما شئت . لا يمر يوم دون تشييع جثمان أحد سكان هذه المدينة الهادئة أو أحد زوارها ، الوفيات بالمئات ، والصمت مطبق من الجهة المسئولة مسئولية كاملة ، وهي الهيئة الملكية التي أنشئت هذا الطريق المتعرج والمرتفع عن مستوى سطح الأرض بكثير ، بدون سياج وبدون أرصفه ، بل أكتفت بوضع سلسلة بين الطريقين ، وتصميم الطريق بهذا الشكل ، يعتبر فكرة غير قابلة للتطبيق في بلادنا التي يموت الآلاف سنوياً بسبب الحوادث ، ونستغرب من الهيئة الملكية هذا الصمت ، ومناظر الدماء والمجازر يراها موظفييها أمامهم كل يوم ، لماذا لا يوجد أي تحرك طيلة هذه السنوات التي تلت أفتتاح هذه المقصلة التي تقتص يوميا صباح مساء . السكان زالزوار والعاملين في مدينة الجبيل الصناعية يتمنون من المسئولين في الهيئة الملكية النظر بعين الإنسانية ، وحقن ما بقى من دماء الأبرياء ..