ونحن في بداية عام دراسي جديد وعلى أعتاب عام هجري جديد أيضا ، فإننا وجريا على عادتنا السنوية قد أعددنا العدة أو هي معدة سلفا حيث سنبدأ نهجنا الكلاسيكي التكلسي الذي بدأناه منذ أربعين عاما ونيف تقريبا حيث ،نحتفل بأسبوع المرور ويوم الصحة وأسبوع الشجرة ويوم المعلم وأسبوع الدفاع المدني ويوم الوطن وأسبوع المعوق و ويوم اطفاء الانوار وأسبوع الكبار ويوم المرأة وأسبوع الطفل ويوم الرضاعة وأسبوع الحمل ويوم الشرطة العربي وأسبوع التربية ويوم الأم وأسبوع المهنة ويوم التطعيم وأسبوع التنويم ويوم القراءة وأسبوع الكتابة ويوم العصا البيضاء وأسبوع الأسرة البيضاء ويوم الطالب وأسبوع التوعية ويوم التدخين وأسبوع المشي ويوم الحرارة وأسبوع المشاتي ويوم الأرض وأسبوع الفضاء وأشهر الصيف وسنين الإغاثة .وهكذا دواليك أنقضى عمرنا ما بين الأيام والأسابيع والشهور والسنين ولم ولن نعي ولم ولن نفهم ولم ولن نجدد الأساليب والأنماط التوعوية ؛ لأن المسألة رسالة وهذه الرسالة هي أكبر من عقولنا ونحن لا نجيد الرسائل العقلية التفكيرية وأخر دليل بين أعيننا وليس أيدينا الأسلوب التوعوي للانتخابات البلدية نفس النصوص مكررة منذ اليوم الأول لهذه النكتة الانتخابية . يقول أحدهم لي قبل أيام إنه شارك في بداية حياته الدراسية في هذه المناسبات وشارك في هذه الأيام قبل تقاعده هذا العام بشهر ويضيف إن الذي أنا متأكد منه إننا حتى الآن لم نفهم ولن نفهم الرسالة التوجيهية وذلك لأننا لا نبدع ولا نتطور ولا نتعلم من الماضي إنما نحن في هذه الأيام والأسابيع والشهور مستنسخين ومثل الببغاءات نردد ما نسمع وما يقول ويراه الآخرين ومن سبقنا وأحدث دليل تأكيدي لهذا القول التوعية المتكررة دون تجديد للانتخابات البلدية نفس النصوص ونفس الجمل .. تكرار .. في تكرار ولا جديد ، فلا طبقنا النظام على الناس ولا نحن نعرف النظام حتى نطبقه على الآخرين بدءا بأنفسنا .. إن استمرار هذه المناسبات الاحتفالية الأيام والأسابيع والشهور وحتى السنين بتلك الأساليب التوعوية المبتذلة مجرد بهرجة وتقليوه و اعتراف رسمي جميل من الرسمين المشرعين والتنفيذين بجهلنا وما عرفوا أنهم في رأس قائمة الجهال و إننا جميعا بفضل تفكيرهم القاصر لم نبلغ بعد الفطام من الجهل وبالتالي فإننا لن نبلغ مرحلة الحلم بالثقافة والوعي الاجتماعي العام سلوكا وتعاملا بفضل تبعيتنا لأسلوب من سبقنا بالتلقين الغبي المتكرر الذي لم يزد من حجم وعينا وفهمنا مثقال ذرة على مستوى الإنسان والوطن لان دور البيت والمدرسة مفقود والدور كله للشارع والعادات المتوارثة في صناعة عقولنا وفهمنا وسلوكنا البشري العملي والإنساني والشارع مرتع الغباء والسوء معا .. ومقاربة لهذا أو قريبا منه في ذات الإطار أو السياق أذكر أنني قبل أربعين عاما تقريبا قابلت في بهو أحد فنادق لندن طبيبا أردنيا أسمه محمد وكان يتحدث بحرقة عن العقيد الفريد في حكمه معمر وهو يقول لماذا يتعامل المسئول في عالمنا العربي على إن كل شعبه ومن حوله جهال لا يفهمون وكأنهم قطعان تساق قلت له هون عليك يا دكتور المسألة في الوطن العربي جاهل مجهول يوجه جهال , ألسنا كما قال القصيمي رحمه الله : " العرب ظاهرة صوتية " وقد صدق فالطبول أكثر أصواتا وكذا التنك والعرب كذلك إلا إن تغير تفكيرهم ومن ثم أصواتهم عاصفة الحزم ، وبما يشبه تأكيد الحالة العربية السابقة أذكر إنني التقيت أحدهم في مكانا عاما وهو خاصا لمن يفهم المعنى في قرية توربي التابعة لمدينة توركي جنوببريطانيا في نفس العام عام 1398ه. فقال ونحن نتعارف أنت بدوي قلت نعم وأنت أيرلندي قال نعم . قال تدري أنكم كعرب لكي تفهموا أنفسكم وما يدور حولكم لابد من تغييركم قاريا لتتغير بالتالي عقليتكم قلت وأنتم لكي تتخلصوا من سخرية الويلزين (أهل وسط بريطاني ) بكم وبلهجتكم لابد من تعريبكم لتصبحوا عدوانيين مثلنا وتنتقموا لأنفسكم وللهجتكم ضحك وضحكت ولعبنا البلياردو بتحدي وهزمته فوعد أن يتعرب بعد هزيمته وقد كان حينها في إجازة من عمله كمهندس مع أمانة جدة وأعتقد إن فكرته مناسبة للبعض منا فلربما تتغير المفاهيم القاصرة في بعضنا وبعض مناطقنا ودولنا . __ وأنا الآن أعود لسكني المؤقت في أبها استعدادا لعام دراسيا جديدا أشعر بشوق وحنين ورغبة ربما تنم عن إدمان من نوع خاص لسماع لغة العرض على الأرض لمجموعة من الشباب المأزوم روحيا ونفسيا حيث تتناوب أصواتهم المزعجة مع صرير كفراتهم على الأرض مع موسيقاهم الصاخبة على صم أذاني ليليا ويستمر الشيطان في أزّهم أزا حتى الرابعة فجرا وأنا وهم نجاور مرور عسير ( النايم على وذانه ) كما يقول الأخوة الصعايده ولا يطبق عليهم النظام ولايمسّون بزجر ولا حتى بوعي وأخشى أن يكون مرور عسير أصبح مثلي مدمنا للوجع فلا يحرك ساكنا معهم إستمتاعا بفعلهم . وبالمناسبة وعلى قول الأخوة المصرين أموت وأعرف سر الغياب المروري الواضح الفاضح عن عقبة السباق نحو الموت (عقبة ضلع ) التي تتوق للضبط المروري المفقود .. كرة الثلج الشرق أوسطيه كلما لها وتكبر بشكل مخيف لدرجة إن خطورتها أكبر من حجمها , ولذا ليس أمامنا إلا أن نقول ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين وقد أفلح من فوض أمره إلى ألله . توضيح : قال: أنت تكتب مالا نفهم . قلت له: ولماذا لاتفهم ما أكتب .. قال : أنت تكتب بادعاء الثقافة ولسنا كذلك ولا أنت أيضا .. قلت له : دعك مني كشخص إنما اعلم علم اليقين إن القصور في هكذا حالة هو في المتلقي وليس في المرسل وهذه قاعدة كتابية معروفة فالمرسل الكاتب يقدم نفسه للناس بالحروف والمتلقي القارئ قد لا يفهم بعض الحروف فيتعذر عليه فهم باقي الحروف وبالتالي لا يفهم الرسالة والمرسل , والحقيقة إن كثيرا من الكتابات في هذا الزمن لا ترقى للمستوى الفكري ذا لنص الأدبي الذي يستعصي على الإنسان الفاهم العادي أو المتعلم البسيط إنما عقلية المتلقي المشتته وكتابات الكاتب الذاتية أو حتى السطحية تزيد التباعد فلا يلتقيان وقد أتهمت بالتعالي والمثاقفة فيما أكتب .. و توضيحا للقارئ الكريم حتى لا يختلط عليه الفهم أقول إن الثقافة لغة ومن لا يجيد اللغة لا يتحدثها وأنا بكل تواضع أجيدها وأتحدثها في حدها الأدني وغيري كثير لا يتحدثونها كما وإن هناك فرقا بين الاستعلاء والاستعصاء فالاستعلاء يعني تمجيدا للذات وحبا لها وتكبر عن الآخرين في القول والفعل . والاستعصاء هو صعوبة الشيء عن الفهم أو الحل . إذا الاستعلاء غير الاستعصاء فمن عصي عليه شيء مما كتبت فلا يحسبه استعلاء وإن كنت أهلا للاستعلاء بفهمي عن غيري من أترابي هنا وفي مواقع أخرىفي الحياة العامة والخاصة وإذا فإني عليُ عصيُ في حروفي والحمد لله لكنني متواضعا حد ملامسة الواقع لمن عايشني . معنى : حينما تكون كبيرا يكبر كل ما حولك حتى لو كان صغيرا وحينما تكون صغيرا يصغر كل ما حولك حتى لو كان كبيرا , لهذا فكن كما ترى صغيرا أو كبيرا . فاصله : الناس مثل النجوم تفاوتا وأهمية .