الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ،،، وبعد ‘‘ إلى أولئك المرضى عقلياً وفكرياً ، الشاخصة أبصارهم جهلاً ، بما قد امتلأت به أفئدتهم من الضغينة والبغض ، إلى أن باتوا يظنون من أنفسهم خارقين للعادة عظماء ، أولئك المهووسون بأضواء الخلاعة القزحية الجوفاء ، المفتونون ببهرجة الفجور ، المغترون بخيالات عولمة السفور ، المتفيضلون رياء النبل والوقار ، الناشدون علياء ذاتهم النكرة ، الباحثون عن وجاهة الظهور المقنع ، اللاهثون خلف صدى زعيقهم ، الصادحون أهازيج نشازهم ، المتسلقون على أكتاف الضعفاء ، الواقفون فوق هامات وظهور الغلابا ، من إخوتهم الملتزمون في صمتهم حياء واحتراما منهم لأنفسهم ، الصابرون شيمة وكرامة ، لاهوان أو ذل منهم ، فلا حول لهم ولا قوة على من سحقوهم وسلبوهم حق الحقيقة ، وليس بأيديهم من وسيلة يذودون بها عما كيل إليهم ، أو ينددون بها عن رأي مخالفيهم ، سوى ما يناجون ويدعون به ربهم حين يتضرعون إليه خفية سبحانه وتعالى ، يدعونه في أن يقتص لهم من أولئك المتسلطون، وأن ينصرهم على من تربص بهم ، وكل من توعدهم بالويل والثبور ، وترصد لكل خطوة يخطونها إلى الأمام .. إلى أولئك السذج المتميلحون ، الثملين جعة القبح والعنجهية ، المتلبسون ثياب الخيلاء والتكبر والغرور ، بتفاهة وسفاهة أفعالهم وأقوالهم المشينة ، فإليهم لا نهمز بالقول أو نلمز ، ولا نقسم بالله عليهم ، بل إننا فقط نشير إلى سوءاتهم ، محذرين ومنذرين نصحاً وتنبيهاً ، لا نكشف سيئات نواياهم الخبيثة ، فقط نذكرهم أن لهم عورات ، مثلما أن للناس ألسن ، قبل أن يكونوا عبرةً وعضةً لمن سواهم ، علهم أو عسا في أنهم لا يتمادوا بطغيانهم وغلوهم ، فإن يهزءون ويمكرون فالله خير الماكرين ، فبما يفعلونه إنما يتسلقون سراط سقوطهم المشين إلى نهاية وجودهم ، وخلودهم في مستنقع تاريخهم البشع ، ووسط قيعان ذلهم المهين ، عندما تضرب الحقيقة غداً عرض حوائطهم الشفافة المهترئة ، لتكن تلك عاقبة أقوالهم وما يسطرون ، يوم أن ابتاعوا سراب شهرتهم المجروبة العرجاء ، التي تبرأت منها ألسنتهم المطلية نفاقا، فباعوا بثمن بخس ماتنطقه من هوى .. فليس لخزعبلات أفكارهم أي أساس من الصحة ، فماذا عليه شيدوا ورسخوا معتقداتهم اللامنطقية ؟، يقفون على عروش من القش اليابس المهتريء ، بنظريات حيطانها مزيج من الضعف كبيت عنكبوت بل هي أوهن ، فلا دلائل علمية يستدلون بها على آرائهم الوضعية الوهمية الواهية، ولا منجزات بأسمائهم توثق تاريخهم ، أو مقولات محفوظة الحقوق ،، لذلك لأولئك نقول : كلنا يمتلك مقدرة فائقة في سرد تعابير الذم والإساءة ، ذلك حين تتقطع بنا سبل الإصلاح ، وتستحيل أمامنا سد منافذ الأذى عنا ، فإنه يجب علينا ، بل إنه لابد ومن الضروري ، أن نحاول قدر ما يمكننا احترامنا بعضنا كبشر أولا ، وكأمة واحدة ثانيا ، فمن قصدناهم بحديثنا هنا ، مجرد ثلة من القوم ، ظنوا بأنهم قد وصلوا بفكرهم وعلمهم الذي تهيأته عقولهم ، إلى درجات ومراحل تقييم وتصنيف الآخرين ، بل ويتباهوا ويتفاخروا ، إن لم يكونوا قد وصلوا إلى درجات البجح ( التبطح ) بذلك السراب البقيع !! إنما أصاب مثل هولاء مرض الهوس بالأضواء والشهرة ، حتى وإن حققوا حلمهم هذا على حساب قيمهم وأخلاقهم ومبادئهم ، عندما يخالفون في أطروحاتهم فطرة ومسلمات ما نسبته 80% من اعتقاد وتوجه مجتمعهم وأهلهم الفكري ، الذي يتخذ من الشريعة الإسلامية والسنة النبوية منهجا ومعتقدا له في كافة مناحي حياته الخاصة والعامة ، لكن أولئك الثلة يصفون أنفسهم بجهابذة المنفتحين على ثقافات العالم الآخر ، وأنهم دون وحدهم دون غيرهم يمثلون رجالات العلم العارفين ، العرافون والمتكهنون بأحداث المستقبل والغيبيات ، التي لا يعلمها إلا الله وحده ، بينما بقية القوم في نظرتهم القاصرة الدونية ، هم مجرد سذج ، وقطيع من المتخلفين المنغلقين ، لايفقهون من واقع التحضر والعصرنة شيئا، فقد نبشر تلك الثلة من إخوتنا المتعيرفون ، بأن المتلقي أصبح يعي ويعلم ما يسوقون ويدعون به المجتمع إلى اعتناقه ، بل أكثرنا نحن بسطاء القوم أكثر معرفة من أكثرهم بما يدور ويدار من حولنا ، فعندما ينهاهم أحدنا عن منكر سيقع ، أو ينكر عليهم منكراً قد وقع ، تطالعك حثالة ثلتهم ، عندما تنبري أقلامهم (المغسولة بمرقة الدجاج ) ، ليتهجم عليك ، ثم ليتهمك بأشنع التهم ، ووصفك بأبشع الصور ...سيقولون متخلف رجعي !! ، دموي مجرم ، إرهابي خارج ، !! متجرد الانتماء ، ليس لديه مواطنة !! ، إلى آخر ما يقولون .. فهل لأننا لا نجيد فن الإثارة ولغة التشويق ، كما يتفنن بإجادتها أولئك المستغفلون بحالتي الكسر والضم؟! فقد استعصى على بعضهم أن يفهموا رسالة ومقاصد الإسلام ، بل استعصت عليهم ألبابهم فهم وتدبر كلام الله عز وجل، فنحن يا أيها القوم بلاد للحرمين ، هنا كعبة الله المشرفة وقبلة المسلمين ، وهناك مدينة ومسجد رسوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، طيبة الطيبة ، شاءت قدرة ال تعالىله في أن نكون هكذا إلى أن تقوم الساعة ، لهذا سنحيا على عهدنا وديننا ما بقينا ، ومن يبتغي لنا غير الإسلام ديناً فلن نرضاه منه أو نقبله ، وخاب وخسر مآله ، بأبابيلنا سنرجم ونلجم كل منافق مارق ، ونعتصم عليهم بحبل الله المتين ، نحصحصهم بالحق متمسكين بحبل الله المتين وسنة هادينا عليه أفضل الصلاة والسلام ، قابضين عليه ما حيينا ، رغم تقصيرنا في جنب الله ، فلن يحرقنا جمر جرمهم ، وليكتبوا ما يملى عليهم ، وليرتعوا أين شاؤا ، ولكن لن يقربوا حمانا أو يمسوا شعيرة من شعائر عقيدتنا المباركة السمحة ،، سافرنا قبل أسفارهم ، فتحنا الشرق ، وحكمنا الغرب ، فلم تتبدل ثوابتنا ولا مبادئنا ، لم نكن يوماً دمى تحركنا أياديهم ، ووأراجيح في ملاهي نواديهم ، فكيف لنا أن نصدقهم ، أونأمن على عقول فتيتنا عواقب أقلامهم ؟ ، فتباً وسحقاً لها من إيجابية تلك التي تتبناها عقولهم المترنحة ، فلا رحمنا الله إن نحن اتبعنا ملة وأهواء مثل أولئك المهووسون ... ودمتم عقلاء . للتواصل / [email protected] ( جميع التعليقات على المقالات والأخبار والردود المطروحة لا تعبر عن رأي ( صحيفة الداير الإلكترونية | داير) بل تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولإدارة الصحيفة حذف أو تعديل أي تعليق مخالف)