كنت طوال هذه السنة أتأمل حالنا وحال أمتنا وحال أقاربنا وجيراننا وأحوال الشباب والفتيات فعجبت لمن يعرف سبب ضعفه ومرضه ومع ذلك فهو لا ينثني عن مواصلة الخطى في غيه وضعفه وضياعه .. فبدأت أحاول وأغالب نفسي بتطبيق بعض ما أدعو إليه وأحب أن يناله غيري فأحببت أن أضع بين يدي أحبابي قراء صحيفة الرأي هذه النقاط ولعلها تكون نواة لتصحيح الأخطاء وتصويبها ومعالجة السلبيات وتغييرها. فالبداية الحقيقية هي من ذواتنا وأنفسنا ثم الدوائر القريبة ثم التي تليها وهكذا .... وهي مستمدة من القران والسنة وأقوال صالحي أمتنا وعلمائها ولعل المنطلق الرحب لذلك قول الله جل وعلى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) هكذا أتى التوجيه الرباني بتغيير الأنفس للخير والثبات عليه . فمن كانت حالته سيئة بين معاصي وتقصير وإعراض فعليه بالرجوع والتغير للخير والأفضل ومن كان في خير ونعيم وطاعات لربه فاليحذر من التغيير للأسواء فإنه قد يتغير حاله للكدر والتنغيص والعذاب والعنت والتعب مكان الراحة والسعادة. وما دام أننا نبحث عن السعادة فلا بد لها من أسباب وطرق توصل اليها وما دام اننا جادون في التغيير الايجابي فعلينا بالبحث عن الاسباب المعينة عليه . كنا إلى وقت قريب نسكن الخيام وبيوت الشعر وحصون الطين ثم البيوت الشعبية ثم سكننا الفلل والعمائر المسلحة خلال هذه المدة كانت السيارات قليلة جدا وكانوا يعتمدون على الابل والبقر والحمير. ومع ذلك كنا في سعادة وهناء وألفة ومحبة وحسن جوار ومعشر، المهم تغيرت الاحوال وتبدلت الأوضاع حتى رأينا البيوت كلها مسلحة وحديثة وعند كل بيت عدة سيارات وهذا من التجديد والتغيير الايجابي ولله الحمد تغيرت أمور كثيرة جدا في وقت وجيز والبيوت نجدد في أثاثها وهيئتها بين حين واخر وفي المناسبات لا بد من تجديد ولو بسيط كذلك الملابس وتجديدها المستمر بفضل الله ..المهم أننا نرى التجديد والتغيير في حياتنا مستمر التجديد والتغيير يطال مناحي حياتنا وأوقاتنا. كذلك نرى التجديد والتغيير في الأعمال والوظائف ويكثر الملل من الاستمرار في عمل واحد . ومن التجديد والتغيير كذلك تجديد الجلساء والأصحاب والأصدقاء وهذا أمر حساس فقد يكون سلبيا أحيانا وقد يكون إيجابيا من التجديد كذلك تجديد التوجهات والمفاهيم وخاصة مع الثورة الثقافية والتقنية فصاحبها تجديد وتغيير في المفاهيم والتوجهات سواء كانت إيجابية أم سلبية . المهم أن السواد الأعظم من الناس يتغيرون بإستمرار ويجددون . حتى أصبح التجديد والتغير موضة ومنافسة ومفخرة .. مما سبق يتبين لنا أن التجديد والتغيير سمة العصر .وعلامة على محبة الظهور بالمظهر الجميل حسيا ومعنويا . فهل هذه الطرق والنقاط التي ذكرناها سابقا كافية ومناسبة للتجديد اﻹيجابي ... نحن بحاجة الى التغيير الايجابي في أنفسنا وما يصدر من ذواتنا . فنحتاج تغيير وتجديد في فهمنا وثقافتنا وسلوكنا وأخلاقنا ومعاملاتنا وعباداتنا وصدقاتنا وغيرها من ما يستوجب ذلك منا . فلو نظرنا الى أعمارنا وكم من رمضان قد مر علينا لوجدنا أنه نسخة مكررة بلا تغيير ولا تجديد . فكل واحد منا يتسائل ماذا تغير وتجدد من حاله في رمضان . سيجد أنه لا جديد ؟ غير الصيام والنوم والفطور والاجتماعات الليلية واللعب بأنواعه . لكن هل استفدنا علما أو حكما جديدا من القران هل كان لنا حظا من خدمة ذوي الحاجات؟ هل جددنا علاقاتنا مع إخواننا المسلمين وتسامحنا معهم؟ أقاربنا أولى الناس بتجديد العلاقات معهم وتجاوز الخلافات والعفو عن الهفوات والزلات . هل جددنا قرائتنا وتدبرنا للقران ؟ هل غيرنا وجددنا من أساليب معاملتنا مع القران والسنة ؟ وما ينبثق منهما ؟ وهذا مربط الفرس وبيت القصيد . فلو تدبرناه وتلوناه ووقفنا عند أوامره ونواهيه لتغيرت أحوالنا جميعا . تذكروا دائما قوله تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )...الاية . وعندها والله ستتغير نفوسنا وقلوبنا وسلوكنا ومعاملاتنا وجميع أحوالنا وهذا اللذي ننشده جميعا . أسأل الله لي ولكم ولوالدينا جميعا العتق من النار والفوز بالجنة .