كل منا يعيش فترات مختلفة في حياته ومع مرور الأزمنة يكبر الشخص ويكبر عقله – إن صح التعبير – والناس يتفاوتون من حيث العلاقات الشخصية والعائلية وغيرها فمنهم شديد الحساسية من حيث قبول المزاح ومنهم عكس ذلك تماما ومنهم من يقبل النقاش والأخذ والرد وقبول الرأي ورفضه وهكذا مما يدور في مجلسنا الجنوبية على وجه الخصوص ولعل حياتي - وغيري الكثير - مرت بمراحل مختلفة تتغير مع تغير العمر وزيادة الشيب في رأسي وعارضي وقد يكون تغير ايجابي أو على الأقل في مصلحة نفسي صحيا واجتماعيا ,فعلى سبيل المثال كنت ارتب إجازتي السنوية على حسب مواعيد زواجات الأقارب من أبناء العمومة وأبناء الأخوال وأبناء الخالات وأحيانا على حسب زواج بعض الأصدقاء وكنت حريصا على حضور تلك المناسبات مهما كلف الأمر ومهما كانت الظروف وذلك كله على حساب إجازتي السنوية التي كانت من المفترض أن تكون وقت راحة واستجمام مع الأسرة وفي الأماكن التي نرغبها ومع حرصي إلا أني بدأت في وقت متأخر الحظ أن حضوري أو غيابي سيان خاصة في مناسبات بعض من لا يهتم بهذا الجانب من الأجيال المتأخرة بل قد لا يعيرك اهتماما ينسيك بعض المشقة والتضحيات التي بذلت في سبيل حضور مناسبته.ومع نضوج العقل وكبر السن بدأت ألوم نفسي وأحدثها عن سبب هذه التضحيات فيبدأ صراعا داخليا حول ما إذا كنت على حق من عدمه وهل هو من الواجب الحضور والمشاركة أم انه بالإمكان الاعتذار أو على حسب الإمكانية دون إرغام أو إجحاف في حقي أو حق أسرتي والحمد لله تجاوزت هذه المرحلة بعد أن قررت قبل عامين أن اعتذر عن حضور زواجين لأبناء عمومتي لارتباطي بالعمل وعدم تمكني من الحضور - مرغما - وتقبلا العذر وانتهت مرحلة حاسمة من عمري. وبقي هناك أمر لا يختلف كثيرا عن سابقه ألا وهو المجاملة أو مراعاة مشاعر الآخرين على حساب مشاعري وهذه توقفت عندها كثيرا والى الآن لم أجد لها مخرجا وأنا لا أخفيكم حريص على استمرار المودة والعلاقات لكني ومع حسن نيتي - ولا ازكي نفسي - أنصدم – بتصرف بعض الأقارب والفهم الخاطئ لبعض مجريات الحديث في بعض المجالس فمثلا تجدنا نتحدث عن موضوع ما ويدور النقاش والحديث يطول أو يقصر وقد تخالف رأي بعضهم أما لجهلهم أو تعنت منهم وأنت تتحدث للبحث عن الحقيقة أو غير ذلك ثم ما تلبث أن يحمل عليك في نفسه أو يزعل عليك وأصبحت عنده من اشد أعداءه فهنا لا تدري ماذا تفعل, هل تعامله بالمثل أم تسفهه مع علمك بما في نفسه عليك, فكيف نتعامل مع مثل هؤلاء الذين افسدوا علينا متعة الحياة وسعادة الأخوة والعلاقات الأسرية والاجتماعية , فأقول لكم باختصار: شاركوني وحلّوها (ابحثوا عن الجواب ) إلى اللقاء