تختزن ذاكرتنا معلومات وصور مختلفة لاحداث لاحصر لها.. فهل يوجد وسيلة أو طريقة تمكننا من حذف ما لا نرغب منها ونحتفظ فقط بما ينفعنا وترتاح له أنفسنا حين نتذكره؟.. تلك أمنية مع مافيها من محاذير ... فاللصوص سينسون المبالغ التي سرقوها وحرامية الأراضي سيجهلون حدود مانهبوه من اراض ومزارع الآخرين فيما لو أفاقت ضمائرهم يوما ما وقرروا اعادتها ، كما ستنمحي من ذاكرة من اعتادوا ضرب زوجاتهم وأخواتهم وعمالهم بالسياط ذلك العمل المشين فلا يعتذرون قبل الموت، وسيظن الأب الذي كان يشغل اطفاله بالإعمال الشاقه مع وجبات العنف اليومي انه كان يربيهم تربية حسنة .. كم نتنمتى ان تزول من ذاكرتنا مشاهد تعذيب الحمير والبقر وقتل الكلاب والقطط بلا مبرر ، ليتنا لا نتذكر ابداً مطاردة الإبل بالسيارات واحتجازها أياماً بلا طعام لأنها اكلت من اشجار الأثل ووطأت البرسيم وتمرغت عليه ، وليتنا ننسى نهائياً مواقف ضرب الرجال وصورالدماء تنزف من اجسادهم بلا أسباب منطقية، كيف لنا ان نمحو من ذاكرتنا ظلم القادر للضعيف المسكين، وهل هناك امل بنسيان حال بعض المظلومات من اخوانهن الذين حرموهن حق الميراث .. ليتنا نمحوا من ذاكرتنا صورة ذلك الطفل الذي مات مشلولاً دماغياً بفعل ارتفاع حرارة جسده ولم يسعفه احد ولا يوجد طبيب.. هل بإمكاننا نسيان الحرمان الذي تعرض له الأيتام وجور الأقرباء عليهم واستعبادهم وحرمانهم من العطف والشفقة... ،... كيف تنسى عقولنا المعارك القبلية الهمجية في المدارس بين طلبة العلم والمستوحاة من مجالس واجتماعات الجهل والضغينة ومصطلحات ضربنا وذبحنا وأغضبنا... وكيف نشطب نهائياً من ذاكرتنا رعب تلك اللحظات الرهيبة التي ظننا انها النهاية فأمهلنا الله الى حين... ياطبيب النسيان أين أنت ؟؟ نحن نحتاجك لتريح عقولنا من تذكر أفعال المستهترين من بعض الموظفين والمربين والمربيات اللذين خانوا امانتهم ولم يراقبوا الله فيما استعملوا لأجله فكانت النتائج كارثية.. ياطبيب المخ والاعصاب لم نعد قادرين على جعل ذاكرتنا تتجاهل وتنسى كل مايؤرقنا وبدلا من ذلك تعمل على مخزون الاشياء الجميلة فقط فما الحل؟؟ ... ليس لديك حل هذا مؤكد ...