حذر فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكةالمكرمة الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط المسلمين من شدة الخصومة واللجاجة وقوة الجدال والمخاصمة لمن توددّ هذا الفريق إذ هو كما قال بعض أهل العلم لا يحسن إلا الكلام في الدنيا ليعجب السامع ويخدعه فيزعم أن قلبه مع الله وأنه حسن السريرة وإنك لترى هذا في سيرة المجرمين ظاهراً جليّا كما وصفهم الله تعالى فهم يتركون الصلاة ويمنعون الزكاة ويشربون الخمور ويتسابقون إلى الفجور ويأكلون أموال الناس بالباطل ثم يفضلون أنفسهم في الدين على أهل الإيمان والتقوى زاعمين أن هؤلاء المتقين قد عمرت ظواهرهم بالعمل والإرشاد ولكن بواطنهم خربة بسوء الاعتقاد وقد جرت سنة الله تعالى في خلقه ودلت هدايته في كتابه على أن سلامة الاعتقاد وإخلاص السريرة هما ينبوع الأعمال الصالحة والأقوال الصادقة النافعة والعلامة الثانية هي سعيه في الأرض بالإقدام للإفساد فيها بقطع الطريق أو إرهاب المسلمين أو الوقيعة بينهم في إيقاظ الفتن وإذكاء نار التباغض والتداحر والعداوة والبغضاء وقطع ما أمرالله به أن يوصل والجرأة على سفك الدم الحرام وانتهاب الأموال وانتهاك الأعراض وهو إفساد في الأرض ينذر بمحق البركات وذهاب الخيرات في الزروع والأنعام وكلما به قام الحياة ولذا فإن الله لا يحبه ويبغض كل مفسد ولو كان قوله حسناً فإن فساد عمله دليل فساد قلبه وكذب دعواه ومن صفات هذا الفريق أيضاً رده الحق ورفضه النصح فإنه إذا ذكّر بالله وخّوف من عقابه عظم عليه الأمر وأسرع إليه الغضب واستخّفه الشيطان فأصر على إفساده وتشّبث بباطله وأبى الرجوع عن غيّه وذلك هو الكبر الذي بين حقيقته وتوّعد صاحبه رسول الهدى صلى الله عليه وسلم في الحديث// لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر فقال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة قال إن الله جميل يحبٌ الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناسِ // فالكبر بطر الحق أي دفعه وعدم القبول به وغمط الناس أي احتقارهم وانتقاصهم فيكون جامع بين سلوك سبيل العصيان وبين التكبر على الناصحين الذين يسعون إلى استصلاح ما فسد من أمره وردّه إلى الجادة واستنقاذه من الهلكة.