حينما تكون سيدا ومتسيدا للمشهد الحياتي العام أو الخاص وبشكل علني سواء كإنسان أو كمجموعة بشرية أو كيان ، ويشهد لك بهذه السدة أو السيادة حضور وشخوص المشهد على اختلافهم .. فإنك حتما ستكون محل حسد ونقمة الهامشيين ممن هم خارج الاهتمام والقيمة الحياتية .. من هنا يختار الذين هم خارج المسرح والاهتمام والمشهد أي مسخ منهم ممجوج مبتدئ مشوه التأهيل ومشوش الذهن والفهم ، ممن هو تلقائيا يتمتع بالطرش والعمى الكفيلين بسقوطه في خطواته إذا لم يكن هناك من يأخذ بيده ويقوده ليقفز فجأة على خشبة مسرح الحياة .. في محاولة يائسة بائسة منه ليسرق بعض ضوءك ليراه المُشاهد ولينكر عليك دورك الشمولي على الساحة الذي لا يليق إلا بك وحدك فقط . من هنا فإن مثل هذا التصرّف يدعوك لأن تطرح بعقلك كل الأسئلة علانية عن دور هذا الكائن المشوه الذي قفز فجأة على المسرح ، ومن يقف خلفه ، وما هو الهدف من اعتلائه خشبة مسرح ليس هو من شخوصه ولاعبيه ، لأن دوره في الواقع إذا بلغ المسرح لا يتعدى أن يكون مثل دور الإكسسوار للملابس أو في يد البطل الذي هو سيد خشبة المسرح ليس إلا ، ويمكن الاستغناء عن هذا الإكسسوار دون أن يؤثر هذا الاستغناء في قيمة البطل والعمل . أسوق هذا الكلام بعد أن شاهدت قبل أسبوعين على شاشة قناة الجزيرة إعلانا ترويجيا عن احد برامجها الجديدة بعنوان بلاد العرب أوطاني , و لفت انتباهي ظهور الإعلان بالصوت والصورة والكتابة لذلك البرنامج وهو يردد القصيدة الشهيرة ( بلاد العرب أوطاني للشاعر السوري الكبير فخري البارودي وهو من نفس عائلة مندوب المملكة في الأممالمتحدة في الستينيات من القرن الماضي : جميل البارودي رحمهما الله وقد حذفت منها كلمة نجد ) ، هذه القصيدة أحفظها عن ظهر قلب وقد درسناها قبل 50 خمسين عاما في كتاب النصوص أو المطالعة على ما اعتقد وهذا نصها : بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدانِ *** ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوانِ إلى آخر القصيدة , لفت انتباهي مرة أخرى أن ظهرت الدعاية مرتين ثم اختفت دون إبداء الأسباب ودخلت على موقع الجزيرة لأبحث عن البرنامج فوجدت معلومة تقول إن البرنامج قد تم إيقافه لأنه خسّر قناة الجزيرة 350 ثلاثمائة وخمسون مليون دولار .؟؟؟؟ ولم يستكمل بعد. وهذا العذر أقبح من الفعل وأنا كإعلامي أعرف أنه لا يمكن أن تعلن عن عمل ضخم مثل هذا ما لم تكن قد استكملته و هو عيب مهني وقناة الجزيرة تدعي الاحترافية والمهنية الإعلاميتين ، وهذا يتنافى مع الأسباب الواهية التي أعلنتها القناة وهنا أدركت أن التوقف أسبابه أخرى ربما أن منها زيارة سمو أمير دولة الكويت مع سمو أمير دولة قطر للمملكة قبل أسبوعين .. لان النص المحرف للقصيدة المكتوب والمنطوق مع الصور المرافقة لهما تحمل دلالات بالغة السوء والحقد والانتقاص ولا يمكن تجاوز مثل هذا التعمد في الخبث مع تسليمي بقول المتنبي : ( واذا آتتك مذمتي من ناقص .. فهي الشهادة لي باني كامل ). وهنا نبلغ مرحلة القول الصادق الذي لا يقبل النقض وهو أن نجد المجد كعاصمة للمملكة العربية السعودية وللأمة كلها بدينها الإسلامي وقادتها العظماء وأهلها الأنقياء وتاريخها المشّرف وإرثها البطولي وموروثها الثقافي العربي أكبر من خفافيش الظلام المأجورين في قناة الجزيرة من عرب وعجم ، وحال القطريين مع قناة الجزيرة مثل حالنا مع المنظمات الخيرية القائمين عليها من غير أهل البلد وكذلك المستفيد والعائد علينا وعليهم وبال , ولكن من المهم القول أن نجد قد أعيت الأمم والتاريخ بعزّها وأنفتها من يسعى لتجاوز أو تجاهل نجد وهي رمز الأمة مثل من يخطط لتغطية الشمس بغربال , و الأيام حبلى بالأوهام والوقت كفيل بكشف الحمل الكاذب على ألسنة الحاقدين ذاتهم .. من يدري فقد يكون ذلك عبر قناة الجزيرة , !!!. ************************* إشارة : الكبير كبير الفعل والصغير صغير العقل . أ محمد بن علي آل كدم القحطاني