بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : كنت قد تحدثت عبر عدة حلقات عن بعض العادات المخالفة للدين في مجتمعاتنا , وأما اليوم بعد توقف عن الكتابة وحتى التعليق على مواضيع الإخوان والأخوات الجديرة بالقراءة والتعليق , فسأتكلم عن بعض الصفات المتميزة في مجتمعاتنا , وبعض العادات التي نفتخر بفعلها في مجتمعاتنا المباركة . عندما كنت أكتب الأخطبوطيات سألني مجموعة من الفضلاء وعلى رأسهم أخي الكبير النداء الأخير , فقال ألا يوجد في مجتمعنا إيجابيات عندما تتحدث عن السلبيات فقلت بلى ! وهي كثير ولكن لحبي لمجتمعي سلطت الضوء على سلبياته حتى يقومها ويعدلها ليكمل!! لأنه مجتمع مؤمن مسلم متكاتف !! والحمد لله أن أبنائه برره , يسعون في كماله وفي تمامه, ولا غرابة من أبناء تربوا تربية صالحه , أن يكونوا أوفياء لأهاليهم ومجتمعاتهم . وبما أنني كتبت عن الأخطاء فيه , فمن البر به أن أكتب عن المآثر والصفات الفريدة فيه أيضا, وليست حكرا علي فعند كل قارئ كريم من الرصيد في ذالك ما يفوق ما عندي ! ولكن نريد أبنائنا أن يعرفوا الصحيح والسقيم , والمناسب من غيره ,فإلى الموضوع : أولا : الكرم وهذه العادة والصفة الحميدة يتفاخر بها الناس في القديم والحديث , فقد يكون هناك شخص غير متدين ولكنه كريم , فإن كرمه يمنع كثير من الناس من رؤية عيوبه ومعاصيه ! وهو من صفات الكمال في الناس ولذالك تجد أن أكمل الناس هم الأنبياء , وأنتم تعرفون قصصهم مع الكرم , وقد قصها الله علينا في كتابه . ولعل أشهرها قصة إبراهيم . والكرم له أساليب وصور شتى , ولكن الذي اشتهر عند الناس هو كرم الضيافة , ففي هذا النوع من الكرم تخيل أيها القارئ الكريم هذه الصورة في ذهنك , عندما تزور أحداً في مجتمعاتنا المباركة , فأول ما يبادرك به الترحيب , والفرح والسرور بقدومك , فمنهم من يقول أرحبوا يا رجال , ومنهم من يقول يالله حيهم , ومنهم من يقول مرحبا هيل عد السيل . ومرحبا ألف وهكذا , فأنت إذا سمعت الترحيب فهذا يشعرك بالقبول والاستئناس . وإذا خالطها ابتسامة وتهاليل فهي أبلغ في نفسك وفي نفسه أيضا . فهذه التراحيب قبل أن يقدموا لك شيئا تشعرك بأنهم فرحوا بك ! وأنهم محضوضين بأنك ضيفاً عزيزاً عندهم !!! وبعد ذالك يدخلوك البيت ثم تجلس في أحسن مكان عندهم حتى ولو كنت صغيرا في سنك ومعازبك أكبر من سنا !!! وعندما تدخل البيت تجد أنهم قد هيئوا بيتهم لمثل هذه العادة الطيبة , فتجد المجالس الفسيحة , والمفارش الوثيرة , وغيرها مما يلفت الانتباه أنهم عاشوا عليها وسيورثونها أبنائهم ليقوموا بها خير قيام ,, ثم تجد منهم السؤال عنك وعن صحتك وعن والديك وأبنائك وأهلك وعملك وهكذا وكأنك شغلهم الشاغل في غيابك عنهم . وهذا ديدنهم مع الناس جميعاً مجتمع يسأل عن بعضه البعض ! تحس بأن هناك من يشاطرك همومك , ويشارك أفراحك , ويقف معك ولو بالسؤال ! فهم بتلك الأسئلة يدخلون عليك السرور والبهجة ! فهم يسألونك عن أحب الناس إليك أبوك وأمك ! وعنك وعن أبنائك وأهلك ّ! كم تكون مسرورا بتلك الأسئلة وأنت لن تطيل المكث عندهم أصلاً . ثم يأتي بعد ذالك ما تيسر من القهوة والشاي والطعام على حسب الوقت والحال , والإصرار على تكرار الزيارة مستقبلا , ثم يودعونك بمثل ما استقبلوك به , إلا أن المفردات تختلف , فيقال ودعنا بك الله !!!! وحفظك الله وما تشوف شر ,وهكذا من عبارات الدعاء لك وكأنك أعطيتهم شيئا ثميناً ولم تكلفهم شيئاً !! هذا لو كنت ستأتي لوجبة صغيرة وغير مكلفة , فما بالكم إذا كانت من النوع الثقيل كما يقال , من ذبح الحيل والقعدان وعند البعض ذبح حسلان , ولكن الشيء الطبيعي هو الذي أقصده متواضع ومريح وسهل ومعه من الدعاء لك الشيء الكثير , بدأت بالكرم وهو من أبرز الصفات التي تتفاخر بها الشعوب , وفي مجتمعاتنا غير هذا من العادات الحميدة , والصفات الحسنه ,والخصال النبيلة المحببة للنفوس . نسأل الله أن تكون هذه الصفة مستمرة وخالصة لوجه الله. فقد رأينا من زاد فيها حتى أصبحت عند الكثير من المواضيع الجدلية وليست الكمالية ؟؟؟؟ وشكرا للجميع .