اين شوارب ابنائنا في كل مكان -في الشارع والسوق والعمل وفي القطاعات الحكومية والاهلية دون استثناء وفي المجتمعات كلها حتى القبلية المتشددة في اعرافها وعاداتها - وحيثما وجهت لاتكاد تجد شابا الا وهو معدوم الشوارب الا ما رحم ربي ,انا عندما اكتب عن هذا الموضوع فهذا لايعني رضاي او عدمه بقدر ما يهمني معرفة الاسباب التي جعلت اؤلئك الشباب يقدمون على هذه الظاهرة ,فان اردتم ان ننظر اليها وننقدها من جانب شرعي فلا باس ,فقد وردت عدة احاديث شريفة عن النبي صلى الله عليه وسلم" يامر فيها بحف الشوارب ..." وان نظرنا الى الامر من جانب قبلي فقد كان العرب وما زالوا يتباهون بفتل الشوارب -الاشناب- واستعمال الالفاظ المصاحبة للفتل كاسلوب يعبر عن الرجولة -حسب ظنهم -وعن الشجاعة والمعاكسات او قل لفت انظار النساء في الثمانينيات والتسعينيات الهجرية الماضية -رغم اني لم اعاصر هذه الفترة لكن ادركت بقايا تلك الموضات -مشاهدة لافعلا-اما قبلها فلا ادري,واعيد السؤال السابق لحضراتكم عسى ان اجد جوابا كافيا:ماهي الاسباب الداعية لهذا الفعل اعني حز الشوارب , وما هي الدوافع وهل هو يضفي جمالا على شخصية الشاب ويحسن من مظهره ام هو مجر تقليد كما عهدنا في الموضات السابقة ومن هو قدوتهم في هذا ,و الشيء بالشيء يذكر فقد دار حديث في الايام القليلة الماضية مع بعض الشباب حيث كنا في احدى الاستراحات ,ولفت نظري مظهرهم -اللباس وشعر الرأس - فاحببت ان اناقشهم في هذه الامور فسالتهم في البداية عن اسباب ارتدائهم للباس بهذه الطريقة ,فقلت: ارى بعضكم يلبس القبوع او القبعة بشكل غير مناسب فيجعل مقدمتها الى الجنب وهكذا ,وتلبسون البناطيل الضيقة والسترة -القميص او البلوزة- وعليها كتابات غالبكم لا يعلم معناها بل قد تسيئ الى مرتديها ,ولم يأخذ الحديث معهم سوى دقيقة او اقل لاني لااريد ان اكون معهم ((متشددا))كما يحلو للبعض هذه التسمية !! لكن الحديث انتهى بردود متفاوتة( بعضهم قال:حركات شباب - ومنهم من هز رأسه وكأنه يقول لاجواب - ومنهم من انكرها رغم فعله لها , وما يزال السؤال عائما يترنح ينتظر من ينقذه من الطوام القادمة -لاقدر الله - ومما يجدر ذكره ان البيت له تاثير بالغ في هذه التقليعات فمع توفير كل لباس والسكوت عن بعض العادات السيئة وعدم نقدها بل الوقوف ضدها بحزم سواء بدافع الدين وهو الاصل او بدافع العيب او ماشابهه فهذا يعني ان الاجيال سوف تفعل ما تشاء كيفما تشاء متى تشاء وهذا بلا شك سوف يكون عاملا مؤثرا سلبا في ابناء هؤلاء الشباب مستقبلا . ومن هذا المنطلق اوجه دعوة الى كل شاب ان يلتزم بالسنة المطهرة ويقتدي بصاحبها عليه الصلاة والسلام ويكفينا ما لدينا من عادات واعراف نبيلة تعز صاحبها وترفع من قدره ولا يلتفت الى الخرافات والتقليعات المشينة فيلتقط كل ساقطة دون التامل والنظر في عواقبها ودون مراعاة لما تؤدي اليه . ياشباب الامة انت عمادها ومستقبلها وقدوة الاجيال القادمة ,فكروا كيف تنهضون بامتنا في جميع المجالات أعملوا عقولكم في الفكر والعلم والابكارات والاختراعات ,اغتنموا اوقاتكم في القراءة والتفقه والثقافة بصورة عامة ,لاتضيعوا حياتكم في روتين ممل بين النوم والمشاهدات الهابطة او الغير مفيدة ,حاسبوا انفسكم نهاية كل يوم ثم انظروا بماذا خرجتم به ,والله -غير ملزم بيمين -اني أُسرُّ وافرح بل وابتهج وينشرح صدري عندما ارى شابا يرتاد المسجد محافظا على الصلاة ,جميل المظهر متفوقا في دراسته او في عمله ,والعكس من ذلك ,يضيق صدرى عندما ارى شبابا تقام الصلاة وهم على الارصفة يقهقهون وقد يدخنون وتمضى الساعات وهم في غفلة لا هم لهم الا اللعب والاكل والنوم عبء على اهلهم ومجتمعهم وامتهم ,فماذا تنتظر من امثال هؤلاء -هدانا الله واياهم . *-لا تستبعد ان يأتي اليك شاب حلق شاربه ,يقول: بانه حلق الشارب او الشنب و هذه سنة ويقتدي بها ,!!او اطال شعره وربطه من الخلف ثم يستدل بفعل النبي عليه الصلاة والسلام .! فلا غرابة وليته يقتدي بسنة النبي في هذا وما هو اهم منه . *-كتبت عن الشباب وبعض المشاهدات وماخفي اعظم بالنسبة للبنات ,وقد سمعنا وقرأنا ورأينا في الاسواق ما يندى له الجبين من موظات وملابس -لاتستحق ان يطلق عليها اسم لباس -الله يستر *-العجيب ان اكثر من يقلد المجتمعات الغربية في هذه الموظات هم اقل الناس ثقافة وعلما بل واقلهم مالا بل هم المجتمعات المتشددة في جانب العادات والمتمسكة بالاعراف القبلية مما يدل على ان هذا نتيجة الكبيت والتضييق الذي تحدثه هذه المجتمعات- القروية او البدوية - فما هي الا ايام ,فبمجرد خروج هذا الشاب من بيئته تجده وقد تغيرت ملامح وجهه ولبسه وحتى نبرة صوته ولهجته حيث يرى فيها التحرر والتقدم والتمدن وتكوين الشخصية المتحضرة,فاصبح شبيها بذلك الغراب ... *-اذا وجدت يوما من الايام شابا بدون حواجب او رموش فلا تعجب او رأيت الحذاء الايمن في القدم اليسرى والعكس -اكرمكم الله - اما المناكير والروج او صبغة الشفاة فهذه رأينا بعض الشباب قد تزين بها فاصبح شبيها باخته فلا تكادر تفرق بينهما الا في ... *- اسعد الله حياة كل شاب طموح جعل له هدفا ساميا يسعى لتحقيقه, واسعد الله كل فتاة تزينت بالدين وتكحلت بغض البصر وترنمت بالقرآن والذكر ,واسعد الله كل من قرأ مقالي هذا فدعا لي بالتوفيق والعمل الصالح ,والسلام عليكم /سبحان الله وبحمد سبحان الله العظيم/النداء الاخير