اختفى جيل "طوال الشوارب" مع ظهور جيل"الستايل" و"اللوك" اللذين يفضلون حلق وتخفيف "اشنابهم" لدرجة شبه إخفائها، فالجيل الذين كانت توصف اشنابهم بأنها" يقف عليها الطير" رحلوا عن الدنيا ورحلت معهم تلك الخصال التي تمثل المظهر الفروسي وثقافة انسان الصحراء بكل ماتمثله من مضامين ايحاءات الزي والشخصية والتصرف. وقد اضطر الكثير ممن بقي لتخفيف"شنبه" تماشيا مع العصر وتجنبا لنظرات الاستفهام والاستغراب التي ترمقه، خاصة بعد أن أصبحت اشنابهم بيضاء. ووفقا لنظرة اجتماعية اشار احد هؤلاء إلى أن جيله والذين قارب الكثير منهم الستين من العمر كانوا يهتمون ب"اشنابهم"، فشنب الواحد منهم له مكانة وتقدير عنده فلايمكن أن يحلقه أو يخففه مثل شباب اليوم، كما أنه يعتني فيه والكثير منهم لايأمن الحلاق على"شنبه" خوفا من تشويهه، مشيراً إلى أن احد حاملي الاشناب الكثيفة والطويلة من أقاربه اختفى أياما حتى عاد شنبه لوضعه بعد أن "حف" احد جهتيه خطأ أثناء عنايته به، إلى جانب أن أصحاب "الأشناب" الكثيفة لايفارقون "المشط" للعناية بأشنابهم. شباب بلا أشناب يرى جيل اليوم من الشباب أن" الاشناب" لاتعني لهم شيئا، ولذا يعمد الكثير منهم لحلقها "صفر "وآخرون يخففونه لدرجة تلاشيه. ويشير احدهم إلى انه حلق شنبه بالموس بسبب تحد بينه وبين صديقه، مؤكداً أن الربط بين الرجولة و(الشنب) غير منطقي من وجهة نظره، فجيل اليوم فيهم الناجحون في شئون حياتهم الخاصة وفي مهامهم العملية دون(اشناب)، مضيفا أن الجيل الشاب والذين أعمارهم بين العشرين والخامسة والعشرين يفضلون حلق (اشنابهم) وتخفيفها، مقدراً نسبة هؤلاء بحوالي 80%من الشباب، وخاصة في المنطقتين الشرقية والغربية من المملكة، موضحا أن نسبة الذين يحلقون(اشنابهم) والمخففين لها ترتفع في المنطقة الوسطى نسبتها بين الشباب ويتوقع أن يأتي اليوم الذي يكون فيه الشباب بدون(اشناب) كموضة شبابية جديدة خاصة بعد تعدد وسائل الاطلاع على الثقافات الأخرى والتي لاتقيم للاشناب وزنا، خاصة مع تعدد وسائل الحلاقة السريعة والتي يستخدمه الشخص لوحده أينما كان لتساعده على العناية بمظهره. تناقض بين جيلين وبنظرة اجتماعية يعتبر الاخصائي الاجتماعي الأستاذ عبد الله سلمان الحراك النفسي الجسدي للرجل هو المتغير الذي يحدث من خلال متغيرات ثقافية واجتماعية تمر بكل جيل من الأجيال المتلاحقة. وقال يعد المظهر الشخصي للشاب هو محاكاة للثقافة السائدة والوافدة في كثير من الأحيان، حيث اختفت بعض المظاهر التي تميز جيل عن سابقه بسبب التنوع والاختلاط وانفتاح العالم بشكل كبير وظهور موجة الإعلام السريع، وكأن العالم غرفة صغيرة تستطيع أن تشاهد كل محتوياتها، وعلى هذا الحال فإن جيل الثمانينات والتسعينيات يعتبر أن المساس في مظهره الخارجي هو مساس الشارب الذي «يقف عليه الطير» لم يعد مقبولاً لدى جيل «الشنب على الزيرو» بقيمه وعاداته وتقاليده، لذا كانت تلك الحقبة الزمنية متمسكة بشكل كبير جدا بكل مظاهرها الجسدية مثل إطالة الشنب والاهتمام به، حيث إن ذلك يمثل لذلك الجيل الكرامة والشجاعة والرجولة وعنوان نفسي للآخرين باحترام من تمسك بهذا المظهر، أما في الجيل الحالي فقد تغير بشكل كبير جدا بسبب المتغيرات التي ذكرت، وأصبح الشاب يقلد اى سلوك جديد بغض النظر عن المضمون، ويلهث وراء الموضات والصيحات العالمية في هذا المجال.