من المبكي : أن تحتار عند سماعك ل آية قرآنية من حيث كونها مثل أو حكمة أو قول شعبي مشهور . أن من أحببته وأخلصت له دائماً يراك أنت دائماً حملاً ثقيلاً عليه وتعرف ذلك متأخراً . انهمار الدموع على فلم يحكي قصة فراق محبين بينما تبلد الإحساس على مشهد لطفل مسلم بريء يقتل أمام أهله . تجمع المراهقين لمشاهدة " التفحيط " وترى فجأة في السماء شيء يطير ويهوي على الأرض وقد تمزق قطعة قطعة وإذا به شابا كان يضحك قبل لحظات . أن ترى طفلاً قد غاب نصفه في برميل قمامة " أعزكم الله " بحثاً عن ما يأكله. أن تسمع عن أم تركض مع مغيب الشمس في يوم حار تاركة ابنتها " 4 سنوات " خلفها تمشي خطوة وتسقط خطوة ، لأنها لا تريد رؤيتها تموت جوعاً بين يديها. أن تكون سبباً في نشر مقاطع وأغاني أو صور فاضحة ، مسيئة تحاسب بها إلى أن تقوم الساعة . أن ترى شيخاً كبيراً فقيراً بائساً في إحدى المقاطع يبكي حرقةً وألماً لموت ناقته .. لأنها مصدر رزقه . من المؤلم : أن تتعمد التزوير لتظهر صورتك بإطار مزخرف في صحيفة . أن تطلق العنان لنظرك ولسمعك خاصة في الحرام وتضيّقها في الحلال . أن لا تترك لك بصمة خاصة في هذه الدنيا .. بصمة خير أو بصمة تميز . أن تقول ما لا تريده لأجل أن تحصل على ما تريده. أن تجامل وتكذب وتنافق غيرك لمصلحة معينة وأنت مستمتع بذلك . أن تكفّر أو تباغض وتدعي بالموت على مسلمٍ لأجل تعصب كروي وانحياز لنادي عن غيره. أن تزاول حياتك بكل سعادة وأنت في أحسن حال وفجأة يزول كل هذا .. والسبب .. عين حاسد !!. أن تشاهد مقطع لأحد الآباء يرمي ابنته في بركة ماء ليُضحك من حوله ويستمتع بمنظر الطفلة تغرق للحظات . أن يعيش شخص واحد ثلاث صدمات روحية .. متباعدة في الزمن متقاربة في الحدث !!. من المحزن : أن ترى الإخوة و الأشقاء يتحاربون و يتقاتلون لأجل التراب . فِهم "النساء ناقصات عقل ودين" على أنها كائن حي ناقص عقل وإدراك وضعيف دين وتقى بل وكرامة وقبول من الطرف الآخر. أن لا تجد من ينصحك ويقف معك في أصعب المواقف بينما تجده أقرب من الروح ساعة الفرح. أن ترى بعض أبناء لا اله إلا الله يعيشون ويموتون على غير لا اله إلا الله . أن تكون مكتوبة و لا تقرأها أو تكررها وتذكرها " سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم " . أن ترى أن الاختراق لخصوصيات الآخرين في شتى المجالات هو تفوق ونجاح لك . من المؤلم و المحزن والمبكي : أن تُرتكب المعصية أمامك ولا تملك من الإنكار حتى بقلبك . أن تسمع عن يتيم أرهقه البرد والجوع ولا يستطيع أن يحرك ساكناً خوفاً ووحشة من ما حوله ثم يموت صامتاً. أن تبكي على فقد عزيز لك كنت أنت سبب فقده . أن تجد شباب من الجنسين يعرضون أجسادهم نهار رمضان ويوم الجمعة في إحدى مواقع الانترنت متناسين غضب الجبار ،، متجاهلين حرمة فعلهم. أن تتكاسل عندما تسمع نداء والديك وتتجاهله بينما تكون أسرع من الضوء عندما يكون نداء مديرك . أن تكون أنت عبرة لغيرك في سوء الخاتمة . لكن من المؤسف أن لا تتأمل وتسرح بفكرك مع كل سطر قرأته ولا تحزن وتتألم أو تبكي أو حتى لا تقرّه " لأن هذا هو الواقع .. الواقع " . وهنا وقفة .. للبحث عن المزيد والمزيد والمزيد مما يحزننا ويؤلمننا أو يبكينا ,, لندرك بعد ذلك كم هي الحياة لا تستحق أن نعطيها أكبر من حجمها وقيمتها كما نحن الآن . بقلم / الصقر العنيد