خلال تجولي في محيط الإنترنت العميق ومن بوابة محرك البحث( قوقل ) العظيم لمحت عيناي جملة قصيرة تحمل معاني جميلة غريبة . (( أذكى طفل في العالم)) وكان من نصيب الطفل محمود وائل محمود، من مواليد 1999 للميلاد، حيث أنه خضع لاختبارات عديدة لقياس الذكاء لديه، فتبين أنه يتفوق من حيث الذكاء على رؤساء جامعات مصرية في كيفية تدبّر أمره والتصرف في حالات معقدة، فطرت فرحاً. ثم لمحت عيناي جملة قصيرة تحمل معاني حزينة غريبة(( معدل الذكاء يتحول إلى المعدل الطبيعي)) وكان من نصيب الأطفال المصريين، حيث أنهم يتمتعون بذكاء عالي في مرحلة الطفولة وما أن يصل لسن السابعة يتحول إلى طفل عادي. فأصبت بالإحباط. فهذه مصيبة ليست في مصر فقط، بل في الدول العربية، ما أن الطفل يلتحق بالتعليم حتى يجد نفسه ملزم بحفظ وتلقين دون الفهم والتفكير، ولا يوجد إثراء للمعلومة وفهمها فهما جذريا، وعندما تذهب إلى المدارس اليابانية والألمانية تجد عندهم نظام فتح الكتاب أو ما يسمى( أوبن بوك) ، فيجلب الطالب الكتب والمراجع أثناء الامتحان ليستخلص منها الإجابة وهذا بعد فهمه للسؤال ، لأن الأسئلة تتطلب الفهم لا الحفظ والتلقين؟ أذكر قصة حدثت لي في المرحلة الثانوية بالصف الثالث تحديداً، حيث كان في مادة الكيمياء قاعدة متبعة في حل مسائل العناصر الكيميائية من حيث عدد النيترونات في النظائر، وكان يوجد عنصر لا ينطبق عليه هذا القاعدة فجعلوه حالة شاذه، فقمت بدراسة العنصر وإثبات بأنه ينطبق عليه القاعدة فتوصلت لحل، فأخبرت أستاذ المادة وأعطيته الإثبات فوضع الورقة في جيبه وقال لي بالحرف الواحد مستحيل. فهذا نموذج من نماذج التحطيم ونموذج من نماذج كره الخير للغير وعدم الثقة في أبناء العرب. فما هو الحل الأمثل، الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال، إثراء للمعلومة وإعطاءها حقها في الفهم ، تنمية مدارك العقل بالتوسع في القراءة والبحث، إقامة ورش عمل يكونون من ذوي العلاقة في التعليم العام والمختصين في التعليم والتكوين الإنساني بالمملكة هدفها التوصل إلى كيفية إنماء عقول أبناءنا. ولعل كثرة الشكاوي والتباكي من اختبار القدرات ((قياس)) هو الدليل على قصور عقول شبابنا. الكاتب / م. علي بن مبارك النهاري