مفهوم الخصخصة أو التخصيص يختلف من دولة إلى أخرى. الموسوعة الحرة (الويكيبيديا) عرفت هذا المفهوم الذي أخذت به معظم الدول المتقدمة بأنه فلسفة اقتصادية حديثة تصطحبها آلية معينة لتحويل عدد كبير من القطاعات الاقتصادية والخدمات الاجتماعية من القطاع العام إلى القطاع الخاص. مفاهيم الخصخصة وتعريفاتها تختلف بحسب مجالات تنفيذ هذه الإستراتيجية وتنوع أساليبها، عموما يمكن القول بأن الخصخصة هي نقل ملكية أو إدارة نشاط اقتصادي ما، إما جزئيا أو كليا من القطاع العام إلى القطاع الخاص. النشاط الرياضي في كل الدول يعد من الأنشطة الاقتصادية التي تضيف إلى الناتج القومي فهو لا يختلف عن أي نشاط اقتصادي آخر, شأنه مثلا كشأن قطاع الاتصالات في المملكة العربية السعودية الذي خصص. الجميع شاهد النقلة النوعية التي حدثت في خدمة الاتصالات لدينا بعد تخصيصها فأصبح بالإمكان الحصول على خط هاتفي في نفس اليوم بعد أن كان يباع ويشترى في السوق السوداء بآلاف الريالات. كرة القدم السعودية انتقلت إلى عالم الاحتراف في عام 1996م, عندها اعتبر البعض أن هذا القرار تأخر كثيرا عن وقته المناسب الذي كان بعد نهائيات كأس العالم عام 1994م. السؤال المهم هل يصدر قرار تخصيص الأندية السعودية في الوقت المناسب. الكرة السعودية الآن في حاجة ماسة لاتخاذ هذا القرار, تأخير أي قرار عن وقته يقلل من فرص نجاحه ولنا بقرار الاحتراف العبرة فلا زال الاحتراف لدينا لا بقدم للكرة السعودية ما تصبوا إليه, فها هي بعد كل هذه السنوات لم تبرح مكانها بل إن تصنيفها العالمي يتراجع يوما بعد يوم. خصخصة الأندية السعودية أصبح مطلباً أساسياً لنجاح الاحتراف فلا يمكن تصور إن هناك احترافا فعالا دون موارد مالية كبيرة فالدولة لن تستمر في رعاية الاحتراف أو الإنفاق عليه مهما كانت إيراداتها ولن يكون ذلك صحيحا إن تم, لأن ذلك يعني أن مصير الكرة لدينا سيظل مرهون بالتقلبات الاقتصادية العالمية وهذا يكفي لفشل أي تجربه احترافية لأنها لا تملك استقلالية في التمويل. الأندية السعودية حاليا في أشد الحاجة إلى الخصخصة فهي لا تملك عوائد مادية ذاتية تكفيها لمواصلة تجربتها الاحترافية مما يعني تعرضها للإفلاس. إن اعتماد بعضها الآن على شركات الاتصالات وهبات بعض الأثرياء من رجال الأعمال لن يدوم طويلا وهذا ما شاهدناه هذا العام حيث لم يسلم أي ناد من الديون الثقيلة التي لم تعالج حتى الآن. خصخصة الأندية السعودية بتحويلها إلى شركات مربحة قرار لا يحتمل التأخير إن أردنا نجاحا ملفتا لتجربتنا الاحترافية. هذا من شأنه أن يعمل على زيادة الموارد المالية للأندية من خلال تشجيع رأس المال الخاص الشخصي أو المتمثل في الشركات الاقتصادية العملاقة في المملكة كأرامكوا وسابك أو البنوك التجارية وغيرها للدخول الاستثماري في النشاط الاقتصادي الرياضي خاصة إذا كان العائد المتوقع لهذا الاستثمار كبيرا. العائد على رأس المال المستثمر في المجال الرياضي بالتأكيد عائدا كبيرا, ولنا في الشركات العملاقة اليابانية والكورية التي تملك بعض الأندية هناك قصة نجاح واضحة في دفع التجربة الاحترافية لليابان وكوريا إلى الأمام حيث دفعت هذه الشركات أنديتها ومنتخباتها إلى مراتب متقدمة مقارنة بما كانت عليه في التصنيف العالمي لكرة القدم فهل نأخذ القرار المناسب في الوقت المناسب.