الفضاء المفتوح أفرز لنا إعلاماً يصنف في خانة ((كل من إيده أله)) بمعنى كل واحد يطلع تلفزيونياً (رياضياً على وجه التحديد) ويبدأ (بطق الحنك) بكلام ((ولا أقول نقدا رياضياً)) هو أقرب للسوالف التي تقال في المقاهي وفي جلسات الصباح أو المساء مع الشاهي وصحن المكسرات. كلام.. وهراء .. يمكن أن يكون أي شيء إلا أن يكون نقداً إعلامياً رياضياً . وهؤلاء الذين يتولون زمام هذه الأهازيج والنكت الضخمة هم من يعتبرون أباءً وأجداداً .. بمعنى أنهم يتخاطبون أو يخاطبون الأجيال الذين ينتظرون منهم الروئ النيرة والأفكار الخلاقة والتوجيهات التربوية .. هذا ماهو مفترض أن يكون عليه الإعلام الرياضي الفضائي .. ولكن الواقع شيء آخر .. مضحك .. لدرجة البؤس .. لدرجة انه عبارات هؤلاء أصبحت مثار تندر وسخرية.. وهي من الكثرة بمكان.. أي أن الطرح الفضائي في أغلبه ينحنى بإتجاه واحد وهو تسطيح الفكر وإن كان هؤلاء لا يتعمدون ذلك لأن ما يصدر منهم يمثل سنام مايملكون من ثقافة تجاه تحليل الوضع الرياضي من المباريات والأحداث. الجمهور الرياضي ولأنه هو الآخر يملك فضاءً إعلامياً مفتوحاً بدأ في تداول العبارات السخيفة في كل موقف من باب السخرية ومايسمى ((الطقطقة)). أي أن الجمهور يعرف حقيقة هؤلاء وأنهم ليسوا نقاداً حقيقيون..فالنقاد لا يمكن أن يصدموا المشاهد بعبارات: ياقوك وقلب نومه وبطن الكورة وثمة أمثلة سخيفة آخرى لكن هذه هي الأبرز. هذا على مستوى الفكر والطرح الرياضي . أما على مستوى التعاطي مع الأحداث والمباريات مواقف فحدث ولا حرج فجل هؤلاء يعتبرون منابر إعلامية تدافع عن ألوان أنديتها بشكل مموج وفاضح حتى المشجع في المدرجات يأنف أن يتعاطى مع هذا التشجيع لناديه بهذا الأسلوب المتدني الذي يغفل كل حقيقة ضد ناديه .. ويضخم كل صغيرة عن الأندية الأخرى ويحولها الى إشكالات ومصائب وكوارث يجب أن يتدخل لحلها الفيفا والأمم المتحدة والدولة. ختاماً.. أعتقد أن القائمين على الفضائيات يهمهم جداً هذه النوعيات الجالبين للإثارة الجنونية حتى لو كان ذلك على حساب النقد الرياضي الرصين الذي لا يحتفلون به كثيراً لأنه لا يجلب لهم الجمهور المتفاعل. هذا ما أعتقده وإلا لماذا يتصدر هؤلاء المشهد وهم بهذا الحضور الهزيل الذي يؤذي الذائقة السمعية والبصرية والفكرية والتربوية