يُقال إذا أردت أن تحكم على فريق فانظر إلى سلوك جماهيره ، ورغم أن هناك أندية جماهيرية يحصل فيها العكس فإعلامها ومنسوبيها هم من يسيرون الجماهير كيفما شاؤوا ويوجهونهم بمبدأ (سياسة القطيع) إلا أن الفريق النصراوي من الإندية التي تخضع لقوة وتأثير جماهيرها . ليس ضعفاً في إداراتها بل على العكس جماهير النصر تعاني كثيراً من عناد ومكابرة إدارات النصر المتتالية لها ، ولكن لقرب هذه الجماهير من ناديها وإهتمامها بكل تفاصيله يحدث هذا الأمر . ولست أدعي أن الجمهور النصراوي (مختلف) كأطباع وسلوك عن غيره على المستوى الشخصي . ولكني (أجزم) أن إختلافه من خلال تعامله مع نادية صنعته (الظروف) المحيطة بالنصر طوال تاريخه . فالنصر النادي الذي لم يكن سابقاً يملك آله إعلامية ورغم جماهيريته الكبيرة وسياسة الحركة الرياضية في السابق والتي كانت تخضع لتأثير (النفوذ) أحياناً ولكنه كان أكثر من يقع ضحية هذا النفوذ. والحديث عن جمهور النصر وسلوكه وكيفية تعاطيه مع كل مايخص ناديه لايسعه مجال ولا يكفيه مقال ، والأمثله على قرب هذا الجمهور من ناديه وغيرته عليه كثيرة وتتكرر كل يوم ليس آخرها (مرمطتهم) لذلك المذيع عبر مواقعهم الألكترونية ، والذي حاول أن يكون (وصياً) عليهم . وإيصالهم له رسالة واضحة وصريحة أن محاولة إستعطاف جمهور النصر تحديداً وتمرير إساءات من خلالهم هي معركة خاسرة حتى لو بلغت من الخبث مابلغت . ولقد حاولوا منهم (أشطر منك) من مدعي (الحب) ومزدوجي الشخصية ولم ينجحوا ولفضهم الجمهور وأعطب أدواتهم. وإن كان مايهم الحديث عنه من صفات هذا الجمهور (الفريد من نوعه) هو ثقتهم القوية في فريقهم لاسيما في المباريات الكبيرة والحساسة . فتجدهم دائماً متفائلين بتقديم مستويات إيجابية في مثل تلك المباريات. ومراهنتهم على لاعبيهم في أحلك الظروف وأقسى المنافسات مستمرة . ولذلك كل ماعلى الإدارة النصراوية أن تطلب من لاعبي فريقها أن (يفتحوا الشباك) وينظروا لجماهير فريقهم ويستمعوا إليهم . ليدركوا مدى ثقتهم بهم ومراهنتهم عليهم في المناسبات الكبيرة تحديداً . هذه هي التهيئة النفسية التي يحتاجها فريق خلفه جمهور مثل هذا الجمهور . أما من يحتاج (المعالج النفسي) إن صح التعبير هو من وضع التشكيلة وتكتيك الفريق في المباراة السابقة أمام الهلال في كأس ولي العهد وأيضاً في مباراة الذهاب أمام فريق السد . وهو الذي يحتاج لأن يجلبوا له (جمر) ويمشي عليه . حتى يكتسب الشجاعة والثقة التي يمتلكها دائماً جمهور النصر ، وبالتالي هي لاتنقص لاعبيه ولكنها تنقصه هو تحديداً . ومباراة اليوم التي يدخلها الفريق (بأعصاب مرتاحة) وبمبدأ (الثأر) هي فرصة مواتية لتصحيح الخطأ السابق أو على الأقل ترك اللاعبين يلعبون كما تحب جماهيرهم أن تراهم ، بشجاعة وقوة ورغبة وإصرار على الفوز . والنتيجة حتى لو كانت سلبية فلن يتحملها إلا هم وجمهورهم.