هذاك أول كان اللاعب إذا إقترب عقده من النهاية بدأ بتسريب الأخبار عن أن نادٍ منافس (متشقق) يريد التوقيع معه ، وأن عضو شرف داعم لنادٍ آخر يريد مفاجأة جماهير نادية ولم يجد أفضل ولا أجمل ولا أروع من هذا اللاعب لإهدائه للجماهير ، وأن مدرب نادٍ ثالث (ماينام الليل) من التفكير بهذا اللاعب ويقوم ويجلس وهو بسيرته وإبداعاته ، لتثور الجماهير و تصيح بصوت واحد (جددووووا مع لاعبنا .. وقعوا مع حقناااا .. لايضيع حلالناااا ..) . فتظطر إدارة النادي المغلوب على أمره ومداراةً لجماهيرها ، وخوفاً من أنظمة الإحتراف المحفزة على (الإبتزاز الرياضي) من جميع الأطراف للتجديد مع هذا اللاعب ! . أما الآن فالوضع إختلف والجماهير لم تعد تلك الجماهير العاطفية المسكينة التي من حبها للاعبها لا تقبل أن تراه بشعار نادٍ آخر وخصوصاً إذا كان هذا النادي منافساً لناديها ، ولم تعد ترى (المعارك) التي تخوضها إدارات الأندية لإستقطاب لاعبي الأندية المنافسة تشكل إنتصاراً حقيقياً إلا إن كان اللاعب يستحق فعلاً ، فالمقياس الوحيد في ظل إرتفاع الوعي لدى الجماهير والإعلام الرياضي أصبح في الفائدة الفنية الحقيقية التي يقدمها اللاعب داخل الميدان ، أما مسألة (إبن النادي) التي يعزف على وترها بعض اللاعبين لم يعد إستخدامها فعالاً . هذاك أول كان لدينا العديد من (الشماعات) وكل شماعة لها إستخدامها الخاص ، وأحياناً تجد شماعة متعددة الإستخدامات ، فهناك شماعة المدرب ، وشماعة مدير الفريق ، وشماعة التحكيم و شماعة الطقس والمناخ . ومع كل مباراة وحسب ظروفها تجد الشماعة المناسبه لها حاضرة . لدرجة أنك تعتقد أن من يستخدمها كان يعرف بظروف المباراة ومجهز (الشماعة المناسبه لها) ، أما الآن فالوضع إختلف وإن كانت الإدارات تأتي من أجل الجماهير (كما تتغنى) ، فالجمهور لايحاسب المدرب بل يحاسب من جلب المدرب ، ولا يحاسب مدير الفريق ولكن من أتى به وإعتمد عليه ولايحاسب الحكم بل يحاسب من لم يصنع فريقاً قوياً يتغلب على الظروف ويفوز رغماً عنها ، ومهما (كثرت) الشماعات فلا بد لها أن تنتهي وينكشف الحال ! ، والوعود لها (مدة صلاحية) وإن أعطتك فسحة من الصبر لم تستغلها فلا بد لك أن تواجه (الفشل) إن لم تعمل جاداً لتحقيق النجاح . هذاك أول كانت الوطنية (جوكر) يستخدم في أماكن كثيرة ومناسبات عديدة حسب الأهواء والميول الشخصية ، وقديماً ( ليس قديماً مره يعني ) عندما كان من يقود ويسيّر الإعلام هو تيار واحد فقط ، (تمسحت) هذه الوطنية من كثرة إستخدامها . فإذا أخطأ الحكم المفضل قالوا : (خلوا عندكم وطنية هذا سعودي وإبن الوطن) ، وإذا (زل ّ) إعلامي من الجماعه قالوا : (تبون تشمتون اللي برى فينا) ، وإذا لعب الفريق المفضل خارجياً قالوا : (شجعووووه ولا ماعندكم وطنية ؟!) أما الآن فلا زلت أتساءل لماذا يكذب الهلالي عندما يقول أنه يشجع النصراوي ( خارجياً ) ، ولماذا يدعي النصراوي أنه يقف مع الهلال خارجياً ؟! لماذا من الإساس ترمى هذه المسألة على الوطنية ؟! والأدهى من يضعها سبباً في تراجع الكره السعودية ! ، فلاعبو برشلونه وريال مدريد مثلاً (وهم يشكلون النسبه الأعلى في المنتخب الأسباني) لايشجعوا بعضهم في البطولات الخارجية ، ومع هذا المنتخب الأسباني بطل العالم ! ، كما أن المنتخب السعودي صنع سمعتة وإنجازاته بنفسه ولم يكن يوماً بحاجة الأنديه من هذه الناحية ، وإن لم ترفع الأندية بإنتصاراتها من سمعة الكره السعودية فلن تؤثر عليها بإنتكاساتها والدليل أمامنا . لذلك أريحوا ضمائركم فمن إخترع مسألة إرتباط الوطنية بتشجيع الإدارات والجماهير لبعضها عندما تلعب خارجياً كانت أهدافه شخصيه بحته لاتستحق الإعتماد عليها ولا وضعها في الحسبان .