ليس لدينا أي حل لتعديل مسار الكرة السعودية إلا طرد بيسيرو، علينا أن نحمّل هذا المدرب البرتغالي كل شيء بعد أن تبخر حلم الذهاب إلى كأس العالم من أمام منتخب البحرين، هكذا نعالج أمورنا منذ زمن دون أن نحمّل أحداً مسؤولية السقوط المتكرر في السنوات الأخيرة، شماعتان أما المدرب أو الحكم، وعلى طريقة إلاداريين في الأندية، ما الفارق بين المنتخب والنادي؟ ليس هناك فرق، كرة القدم تتقدم ونحن ما زلنا نديرها بطريقتنا الخاصة، الطريقة التي لا يجيدها غيرنا، لدينا في المنتخب لاعبين مفضلين ونجوم تضاء لهم دروب الفرص مهما كانت مستوياتهم، أصبحنا نتفاخر بالنادي أكثر من المنتخب، وكم لاعبٍ من هذا النادي يمثل المنتخب، ومنذ أن بدأنا هذه السياسة والكرة السعودية في الصفوف الخلفية، هذه حقيقة واضحة لا تحتاج إلى جدل، تأهلت كوريا الشمالية من أمام المنتخب السعودي وفي الرياض ثم تتأهل البحرين (الأفضل والأحسن والأروع) من الرياض أيضاً لمقابلة نيوزيلندا، نحن لا نتحدث عن الخسارة أمام البحرين فقد كان من الظلم أن تخسر البحرين عطفاً على المستوى وعطفاً على النجوم الذين يضمهم منتخب البحرين، منتخب البحرين كان الأفضل في كل شيء، كنا فقط أمام البحرين نراهن على تاريخ قديم، العالم يتقدم بينما نحن ما زلنا ندير المنتخبات السعودية بطريقة الأندية، لدينا من الأخطاء ما نعجز عن رصده، مشكلتنا أننا لا نقبل النقد ولا نرحب بالنصح، فكأن من يشجع هذا المنتخب مقصور على فريق معين أو على فئة معينة، بالضبط وكأن المنتخب هو الهلال أو النصر أو أي نادٍ آخر، بدليل أن هناك من الجماهير من كان لا يهتم بتأهل أو فوز المنتخب، لماذا..؟ على من يهمه الأمر أن يبحث عن هذه المسببات، ولا بد من أن تلك المسببات انعكست على بعض اللاعبين داخل المنتخب، بل إنه يشاع أن بعض اللاعبين لم يعد يغريه المنتخب، إذا كيف لنا أن نشكل منتخباً ندافع به عن ألوان الوطن؟ فما يجده اللاعب في النادي لا يتوافق مع ما يجده في المنتخب، هناك فوارق كبيرة بين العلاقة بين النادي والمنتخب، وهذا ما يجب بحثه بكل أمانة اذا أردنا أن نصنع تاريخاً جديداً نفاخر به للكرة السعودية. علينا مراجعة الكثير من الأمور، فالحل ليس في طرد بيسيرو الذي ربما يكون قد غادرنا لنبحث عن مدرب جديد نعيد معه محاولة جديدة على أن يتحمل هو المسؤولية لوحده كما هي العادة بينما نديره بطريقتنا وليست بطريقته. علينا أن نعيد الكثير من الحسابات أهمها مسألة العلاقة بين المنتخب والأندية، إلم يتم اتهام نادٍ بإغراء لاعب بالتسجيل في كشوفه على أن يتم وضعه في تشكيلة المنتخب! ومن ثم ننتظر التأهل إلى كأس العالم، ألم تقف الرغبات الشخصية في عدم تسجيل لاعب سعودي قادم من أوروبا في نادٍ سعودي بحجة لوائح تكيل بمكيالين في حكاية مضحكة ومكشوفة، يتندر فيها الشارع الرياضي ويسوقها كنكتة الموسم، لدينا من ما زال بعقليته القديمة قدم وضحى وعمل، لكن آن الأوان إلى أن نستخدم عقليات جديدة. غداً نتواصل. [email protected]