تقف الجماهير الرياضية خلف أنديتها لمؤازرتها وتشجيعها أينما توجهت وتفخر بانتمائها لها في المجالس والمواقع والمنتديات.. إلا أنها في بعض الأحيان تتخلى عن شعاراتها التي دافعت عنها وأنديتها التي هتفت بأسمائها وتتجه إلى أندية أخرى. أسباب كثيرة قد تقود الجماهير إلى الابتعاد عن أنديتها التي فضلتها إلا أن رحيلها إلى المدرجات الأخرى يعد أمرا بين الرفض والقبول. «شمس» استطلعت العديد من الآراء حيال هذا الموضوع فإليكم أبرزها: بداية تحدث المشجع النصراوي السابق عبدالله الشريدي حول تركه تشجيع النصر والتوجه للهتاف باسم الاتحاد: «لا أعتقد أن تحول شخص من تشجيع ناد إلى آخر أمر معيب فقد كنت نصراويا بتأثير من والدي، وبعد أن كبرت وتعدد أصدقائي وابتعد النصر عن البطولات ومنصات التتويج لأعوام طويلة أصبت بالإحباط مثل غيري من الجماهير، وبحثت عن فريق يحقق البطولات؛ لأفاخر بإنجازاته الحاضرة بدلا من التغني بأمجاد لم أعاصرها، ولكن سمعت بها من والدي». وعن سبب اختياره الاتحاد بالتحديد وعدم تشجيع الهلال أو أي ناد آخر أجاب: «بصراحة لم أختر الهلال حتى لا يزيد غضب والدي.. فكل شيء عنده يهون إلا الهلال». وحول تأثير تواجد النجم الجماهيري في صفوف فريقه المفضل وإذا ما كان انتقاله إلى ناد آخر يؤدي إلى انتقال الجماهير معه أوضح: «ربما يوجد هذا النوع من النجوم الذين قد يؤثرون في بعض الجماهير المعجبة بهم، ولكن صدقني لو واصل الفريق تحقيق البطولات فلن تتركه الجماهير من أجل نجم انتقل، فنحن نفاخر بالبطولات ولا نفاخر بالنجوم». وعند سؤاله.. هل سيعود للنصر لو عاد لتحقيق البطولات رد ضاحكا: «عندها لكل حادث حديث». تعاطف وفي زاوية أخرى يتحدث مشجع الشباب سابقا والهلال حاليا سعد علي الكلثم عن سبب انتقاله من الشباب إلى الهلال: «بصراحة لم يكن للبطولات ولا تواجد النجوم دور يذكر، فسبب تحولي يختلف عن كل من تحول من تشجيع ناد إلى آخر، فابن عمي عبدالعزيز الكلثم كان يلعب في صفوف الهلال، ولهذا كنت أتعاطف مع الفريق الهلالي من أجله وأتمنى فوزه ماعدا مبارياته أمام الشباب، ومع مرور الوقت وجدت عاطفتي تتجه للهلال وقررت التحول للهلال من أجل عيون عبدالعزيز». وحول النجم الجماهيري.. وهل في انتقاله انتقال لبعض الجماهير معه رد: «بالتأكيد فبعض الجماهير اتجهت لتشجيع ناد من أجل نجم ولو انتقل لناد آخر لانتقلت معه». نصراوي يبعد هلاليا عن ناديه وعلى النقيض تماما من أسباب التحولات من ناد إلى آخر والتي عادة تتمحور حول البطولات أو النجوم كان للمشجع الهلالي سابقا والنصراوي حاليا علي اليامي رأي مغاير وأوضح: «كنت أعشق الهلال وبجنون وخسرت أصدقاء كثيرين بسببه، ولكن ما دعاني للتحول ولأكون صادقا معك ومع نفسي هو طلب شخص عزيز على نفسي فقررت تركه والتوجه للنصر حسب رغبته.. رغم أن الهلال يحقق البطولات وهناك أكثر من نجم في صفوفه ولكن هذا الشخص العزيز هو من تسبب في تحولي منه إلى النصر». مع الخيل يا شقراء وبعد الالتقاء بعدد من الذين تحولوا من تشجيع أنديتهم إلى أندية أخرى أبدى مشجعون آخرون وجهة نظرهم حيال الموضوع ابتداء من المشجع الهلالي منصور الشعيفي الذي يعتقد أن البطولات وتواجد النجوم سبب من الأسباب: «صدقني أن من يعشق ناديا معينا بصدق فلن يتركه مهما حدث، فلا البعد عن البطولات ولا تواجد النجوم أو عدمها سيجعله يبدل عشقه، وكل من ترك فريقه واتجه إلى فريق آخر أرى أنه مع «الخيل يا شقراء». وأضاف: «من المستحيل أترك تشجيع الهلال حتى لو هبط إلى مصاف أندية الدرجة الثانية، وسأظل أشجعه، والذي بيني وبين الهلال قصة عشق لا تستطيع الظروف ولا انعدام البطولات أن يبعداني عنه، ولهذا يمكنني القول إنني سأترك الهلال في حالة واحدة وهي الموت ولا غيره». الرمز وماجد ويتفق المشجع النصراوي عبدالله العيسى مع الشعيفي: «يستحيل أن يوجد من يبدل عشقه أيا كانت الظروف لأن عشق الكيان لن يغيره الغياب عن البطولات أو عدم وجود النجم الجماهيري». وأضاف: «جماهير الشمس تثبت حبها وإخلاصها ووقفتها مع النصر رغم ابتعاده عن البطولات لأعوام، وهذا هو العشق الحقيقي؛ فالنصر يخسر والجماهير باقية، بعكس الأندية الأخرى التي تترك جماهيرها المدرجات عندما يسجل هدفا في مرمى فريقها فما بالك لو ابتعدت أنديتهم عن البطولات فأعتقد أنه لن يكون لها جماهير تذكر». وعن دور النجم في تحول الجماهير لتشجيع النادي الذي انتقل إليه رد: «حقيقة لا يوجد النجم الذي تتحدث عنه، إذا استثنينا ماجد عبدالله، وإحقاق للحق فإن بعض جماهير النصر أحبت النصر بسبب الرمز الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود وماجد عبدالله، ولكنها ظلت مخلصة ووفية للنصر». وعن أكثر الأندية استفادة من تقلبات الجماهير أوضح: «بصراحة الهلال والشباب والاتحاد ولكن عليها ألا تفرح بالطيور المهاجرة كثيرا، فعندما تبتعد عن البطولات ستهجرها وتتجه لغيرها». المخلصون لا يتركون أنديتهم وفي أحد الأماكن لم يمانع أبو محمد الذي بدت ملامح الأعوام على تقاطيع وجهه في الإدلاء برأيه عندما تحدث بكل صراحة: «أنا مشجع لنادي الرياض منذ شبابي وأحببته ولن أبدله مهما حدث، وما زلت أحضر مبارياته حسب ظروفي وأحاول أن أدعمه بما أستطيع، لدرجة أنني في آخر مباراة له الموسم الماضي وعندما خسر الفريق وهبط حزنت بشدة، ولكن الحمد لله أنقذنا قرار زيادة عدد الأندية من الهبوط والأمل الكبير في الله سبحانه وتعالى ثم في الإدارة الجديدة التي عليها أن تعمل لتعود مدرسة الوسطى للواجهة». وعن رأيه فيمن يترك ناديه المفضل أوضح: «هؤلاء ليسوا بمشجعين مخلصين، فالمخلص هو من يقف مع ناديه في السراء والضراء» ولم يخف أبو محمد حسرته على جماهير ناديه التي رحلت إلى الأندية الأخرى: «كان لنادي الرياض حاليا «اليمامة سابقا» جماهيرية كبيرة، ولكن بعد تبدل أوضاعه هجرته جماهيره واتجهت إلى الهلال والنصر، وأعتقد أن أندية الهلال والشباب والاتحاد هي أكثر الأندية جاذبية للجماهير وخاصة من صغار السن بسبب بطولاتها ونجومها». صغار السن وبعد التجول داخل الأوساط الجماهيرية كان لا بد من الوقوف مع عدد من الإعلاميين والرياضيين، حيث يؤكد لاعب فريق الاتفاق والمنتخب السعودي سابقا والناقد الرياضي حاليا محدودية تحولات الجماهير، مشيرا إلى أن لكل قاعدة شواذ وحصرها في صغار السن الذين لا يملكون عواطفهم وربما يتأثرون بالمحيطين بهم: «صحيح أن البطولات والنجوم تجذب الجماهير ولكنها تظل محدودة بصغار السن، بدليل أنني لعبت للاتفاق ومع ذلك ابني يشجع الهلال لأنه يحقق البطولات ويمتلك النجوم، فهناك أندية فقدت بناء جماهيريتها لأنها دون إنجازات، إذا ما استثنينا نادي النصر الذي رغم بعده عن البطولات إلا أن جماهيره بازدياد في ظاهرة غريبة تستحق الدراسة». كما أكد الدبيخي أن للنجم الجماهيري دوره موضحا أن حقيقة المشجع الذي يشجع ناديا من أجل نجم تؤكد أنه يشجع اللاعب ولا يشجع النادي لدرجة أنه يتبع نجمه أينما توجه». وأكد أن أندية المقدمة التي تحقق البطولات هي المستفيدة من تحولات الجماهير. لا يفقهون في الرياضة ويتفق الكاتب الرياضي عادل الملحم مع الدبيخي فيما ذكره: «باختصار.. لا يستطيع شخص منتم لناد أن يستبدل ناديه بآخر أيا كانت الأسباب، ومن انقلب فإن ذلك يحتمل أكثر من ثلاثة تفسيرات؛ حيث ربما يكون لا يفقه في الرياضة شيئا، أو يكون شخصا فرضت عليه مصلحته الشخصية هذا التحول، أو أنه طفل لم يتحكم في مشاعره بعد ويتأثر بسرعة من المحيطين به فهو يميل أينما مال أصدقاؤه ومالت البطولات والنتائج». التغني بالماضي لا يفيد أما الكاتب الرياضي بجريدة «الجزيرة» عبدالله العجلان فأوضح: «كقاعدة نتفق على صعوبة تبديل المشجع لناد أحبه وانتمى إليه، ولكن ما نتحدث حوله هو تبدل مشاعر لمشجع استبدل ناديا بآخر، فلم هذه الهالة؟ فالقضية تبديل ناد، والنفس البشرية تبحث عمن تفاخر به ويدخل إليها الفرح والسرور ويحقق لها البطولات، بدليل أن فريق برشلونة له جماهيرية هنا تفوق أغلب الأندية السعودية؛ لأنه يحقق البطولات ويعج بالنجوم، فلذا من الطبيعي أن تفقد بعض الأندية جماهيريتها لأنها ابتعدت عن البطولات وتحقيق الإنجازات» وأضاف: «لا ننسى أن التحولات امتدت لتصل لبعض أعضاء الشرف والإداريين الذين هجروا أنديتهم واستبدلوها بأندية حفظت لهم مكانتهم ووجودهم». وعن الأندية المستفيدة من التحولات: «الأندية التي تمتلك البطولات والنجوم هي التي ستكسب المزيد من الجماهيرية مثل أندية الهلال والاتحاد والشباب كحق من حقوقها، أما بقية الأندية فهي موعودة بالجماهير متى ما سارت على نهجهم وسعت للبطولات، فالتغني بالماضي لن يفيدها ولن يكسبها الجماهيرية» .