القصيم تحقق توطين 80% من وظائف قطاع تقنية المعلومات    إجراء قرعة بطولات الفئات السنية للدرجة الثانية    «خليجي 26»: رأسية أيمن حسين تمنح العراق النقاط ال 3 أمام اليمن    الأخضر يتعثر أمام البحرين    المنتخب العراقي يتغلّب على اليمن في كأس الخليج 26    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية "أرويا"    رحلة تفاعلية    المدينة المنورة: وجهة استثمارية رائدة تشهد نمواً متسارعاً    الشرع : بناء سوريا سيكون بعيدا عن الطائفية والثأر    للمرة الثانية أوكرانيا تستهدف مستودع وقود روسيا    القمر يطل على سكان الكرة الأرضية بظاهرة "التربيع الأخير"    صلاح يعيد ليفربول للانتصارات بالدوري الإنجليزي    مشاهدة المباريات ضمن فعاليات شتاء طنطورة    وزير الداخلية يبحث تعزيز التعاون الأمني ومكافحة تهريب المخدرات مع نظيره الكويتي    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    شرطة العاصمة المقدسة تقبض على 8 وافدين لمخالفتهم نظام مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص    39955 طالبًا وطالبة يؤدون اختبار مسابقة "بيبراس موهبة 2024"    الأمير فيصل بن سلمان يوجه بإطلاق اسم «عبد الله النعيم» على القاعة الثقافية بمكتبة الملك فهد    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    مقتل 17 فلسطينياً.. كارثة في مستشفى «كمال عدوان»    اتفاقية لتوفير بيئة آمنة للاستثمار الرياضي    السعودية تستضيف غداً الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    السعودية واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    نائب أمير الشرقية يفتتح المبنى الجديد لبلدية القطيف ويقيم مأدبة غداء لأهالي المحافظة    جمعية المودة تُطلق استراتيجية 2030 وخطة تنفيذية تُبرز تجربة الأسرة السعودية    ولادة المها العربي الخامس عشر بمحمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    ولادة المها العربي ال15 في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    نجاح عملية جراحية دقيقة لطفل يعاني من ورم عظمي    شركة آل عثمان للمحاماة تحصد 10 جوائز عالمية في عام 2024    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "الوعلان للتجارة" تفتتح في الرياض مركز "رينو" المتكامل لخدمات الصيانة العصرية    فتيات الشباب يتربعن على قمة التايكوندو    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    تنفيذ حكم القتل بحق مواطنيْن بتهم الخيانة والانضمام لكيانات إرهابية    أسمنت المنطقة الجنوبية توقع شراكة مع الهيئة الملكية وصلب ستيل لتعزيز التكامل الصناعي في جازان    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «كنوز السعودية».. رحلة ثقافية تعيد تعريف الهوية الإعلامية للمملكة    ضبط 20,159 وافداً مخالفاً وترحيل 9,461    ولي العهد يطمئن على صحة ملك المغرب    «العالم الإسلامي»: ندين عملية الدهس في ألمانيا.. ونتضامن مع ذوي الضحايا    إصابة 14 شخصاً في تل أبيب جراء صاروخ أطلق من اليمن    «عكاظ» تنشر توصيات اجتماع النواب العموم العرب في نيوم    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    «يوتيوب» تكافح العناوين المضللة لمقاطع الفيديو    لمحات من حروب الإسلام    معرض وزارة الداخلية (واحة الأمن).. مسيرة أمن وازدهار وجودة حياة لكل الوطن    رحلة إبداعية    «موسم الدرعية».. احتفاء بالتاريخ والثقافة والفنون    السعودية أيقونة العطاء والتضامن الإنساني في العالم    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المعرض التوعوي "ولاء" بالكلية التقنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فؤاد أنور ل"سبق" : أنا "الأسطورة" وليس ماجد .. وأعترف بندمي على "الهلال"
قال إن تعالي رؤساء الأندية وكثرة "فلوس" لاعبي المنتخب دمَّرا الكرة السعودية
نشر في سبق يوم 24 - 11 - 2011

- "سم طال عمرك" أصبحت الكلمة المفضلة لرؤساء أنديتنا
- كأس الخليج بطولة تراثية للخليجيين وتذكِّرني بمهرجان الجنادرية للتراث
- رغم خسارتنا أمام هولندا أمر لنا الأمير فيصل بن فهد بمكافأة وهذا ما يميزه عن الآخرين
- الملك فهد قال: "لو دفعنا مئات الملايين فلن نحقق ما حققه المنتخب السعودي في كأس العالم 94"
- بعد ثلاثة أشهر نكون أو لا نكون أمام أستراليا
- الكل الآن يُفتي ويُصرِّح في شؤون الرياضة لأنها وسيلة للشهرة السريعة
- اللاعبون الأجانب ارتقوا بالدوري السعودي ومنحوه الهيبة
- لو نزل أحد الجماهير في مباراتنا مع عُمَان ولعب في الملعب كنا سنكسب
- أنصح أي مدرب يأتي للسعودية بعدم السماح لأحد بالتدخل في عمله وإلا تدهور
- في مباريات المنتخب تحدُثُ أشياء غريبة غير متوقعة

شقران الرشيدي - سبق - الرياض: أبدى كابتن المنتخب السعودي ونادي الشباب الأسبق فؤاد أنور ندمه على عدم الانتقال إلى نادي الهلال عام 1992م بعد أن قدَّم له الأمير خالد بن محمد عرضاً مناسباً. وقال صاحب أول هدف سعودي في كأس العالم في حواره مع "سبق" إن اللاعبين السابقين في المنتخب كانوا يقاتلون لارتداء شعار المنتخب، أما الآن ففانيلة المنتخب تُلبس وتُنزع بسهولة. وتطرَّق فؤاد أنور إلى مواقفه مع الأمير فيصل بن فهد، وإلى التعصب في الشارع الرياضي، والتنظير الإعلامي من أشخاص سيطروا على القنوات والبرامج الرياضية، وهم لم يلعبوا الكرة في حياتهم. كما تحدث أنور عن رغبة رؤساء الأندية في سماع كلمة "سم طال عمرك"، التي أبعدت الكثير من اللاعبين القدامى عن العمل في الأندية.
هذا، وتطرق الحوار إلى العديد من الآراء والأحداث والمواقف الرياضية. فإلى التفاصيل:
* بعد أن كان المنتخب السعودي يفوز بالبطولات ويتأهل للمنافسات الدولية أصبح الآن يعاني أمام فِرَق متواضعة، ما الذي تغيَّر في المنتخب السعودي وجعله بهذه المستوى؟
أولاً دعني أوضح أنني لا أحب المقارنات بين لاعبي المنتخب القدامى والجدد؛ بسبب اختلاف الظروف والإمكانات والأشخاص..إلخ، لكنني أجزم بأن العطاء عند اللاعب السعودي السابق كان أكثر مما هو موجود الآن؛ فاللاعب سابقاً كان يبحث ويسعى لأن يرتدي شعار المنتخب بكل قوة، وإذا تحقق له ذلك تمسك به إلى أبعد حد ممكن؛ لذا يقاتل في المباريات؛ لكي يحافظ على مركزه في المنتخب؛ لارتداء الفانيلة الخضراء. أما الآن فنرى – للأسف - فانيلة المنتخب تُلبس بسهولة وتُنزع بسهولة أيضاً، ولك أن تتخيل أنه خلال السنتين الماضيتين مرَّ على المنتخب أكثر من 90 لاعباً، وهذا أكبر دليل على عدم ثبات مستوى اللاعب الحالي. وأنا لا أتحدث فنياً، مع احترامي للاعبين الحاليين؛ فأنا من أكثر المدافعين عنهم، إلا أن الأمور الآن أصبحت واضحة ومكشوفة، وآن الأوان أن نتحدث بواقعية وبصراحة؛ لأننا بعد ثلاثة أشهر أمامنا مباراة كبيرة مع أستراليا، نكون فيها أو لا نكون، وفي هذا الوقت نحتاج إلى الحديث الصريح مع إخواني اللاعبين.
* وما مأخذك على لاعبي المنتخب الحاليين.. فهم يلعبون ويحاولون لكن لا يُوفَّقون في النتائج؟
لقد أصبح تفكيرهم في توقيع العقود وقيمتها المالية أكبر من عطائهم الفني داخل الملعب، وما أراه أن اللاعب السعودي بمجرد توقيعه العقد "يخرب" ويفقد الطموح، ولا يطور مستواه الفني؛ للوصول لمرحلة أفضل، بل لا يحافظ على مستواه على الأقل.. وجُلّ اهتمامه توقيع العقد واستلام المقدم، ثم التغيب وعدم الانتظام في التمارين الصباحية والمسائية التي هي من بنود العقد الذي وقعه اللاعب. وخذ مثالاً باللاعبين الأوروبيين على مستوى الدوري الأوروبي، والأجانب في الدوري السعودي بمجرد توقيعهم العقود بمبالغ أكبر من اللاعبين السعوديين يحافظون على مستوياتهم ويطورون أداءهم للمزيد.
* لكن اللاعب السعودي هو ابن الوطن، ويستحق ما يُدفع له من مبالغ؛ فلماذا تستكثرها عليه؟
كثيرٌ يرددون هذه المقولة بأن اللاعب السعودي هو ابن البلد، وإذا وقّع عقداً بالملايين فلا مانع.. لكنني أقول إن ابن البلد مطالَب أيضاً بالمحافظة على اسم وسمعة منتخب البلد وشعار ناديه. للأسف مَنْ يرتقي بالدوري السعودي؟ هم الأجانب، وهم من يعطون هيبة للدوري السعودي، أما اللاعبون المحليون فهم "زي سوق الأسهم مرة المؤشر فوق ومرة تحت"، حتى أننا نحن اللاعبين السابقين والمحللين الحاليين لم نعد نستطيع الحُكْم على المنتخب متى سيفوز، ومتى سيلعب جيداً.. حتى في المباريات تكتشف أشياء غريبة غير الواقع أو ما كنا نتوقعه.
* حسناً.. هل أوضحت ما أسباب عدم فوزنا على منتخب عمان وحسم التأهل على الرغم من توافر جميع الإمكانات؟
لن أتحدث عن المدرب والأمور الفنية.. لكن لاعبي المنتخب مروا بتجارب كثيرة، وتعاملوا مع مدربين كبار في أنديتهم، ومن المفترض أن يقدموا أداء قتالياً داخل الملعب، أو حتى 25% من مستواهم المعروف، وهذه المباراة ذكَّرتني بمباراتنا مع كوريا الشمالية والبحرين التي خسرنا فيها الصعود لكأس العالم 2010م. أنا أُحمِّل اللاعبين المسؤولية كاملة؛ فهم يمثلون المنتخب السعودي صاحب السمعة والصيت، الذي يتشرف أي لاعب باللعب له.. والمدرب ريكارد لا يتحمل المسؤولية، وصدقني لو نزل أحد الجماهير في مباراتنا مع عمان ولعب في الملعب كنا سنكسب؛ لأن الروح عند اللاعبين كانت غائبة؛ لا قتالية، ولا قوة، ولا انضباط تكتيكي.
* على ضوء ما تراه وتقيِّمه، ما حظوظ المنتخب أمام أستراليا؟
صعبة.. لكن في كرة القدم لا يوجد شيء مستحيل؛ فقبل مباراة أستراليا مع عمان كنا نرى استحالة هزيمة أستراليا، لكن عمان هزمتها.. والأمور كانت في أيدينا، لكنها الآن صعبة.
* بصراحة، ما الفَرْق بين جيل فؤاد أنور ومحمد الدعيع وسعيد العويران وخالد مسعد ومحمد الخليوي وأحمد جميل.. والجيل الحالي من لاعبي المنتخب؟
الفَرْق في الرغبة في وضع بصمة في تاريخنا الرياضي وتحقيق إنجاز لبلدنا.. فعلى الرغم من أن لاعبي جيلنا مرَّ عليهم 15 سنة وهم معتزلون إلا أن الناس ما زالوا يذكروننا بخير؛ لأننا جيل إنجازات وعطاء.. وعلى سبيل المثال قبل قليل كنت في السوق مع العائلة، وكان الناس يطلبونني للتصوير والحديث؛ لأنني قدمت تاريخاً مع المنتخب، وكذلك الأمر مع ماجد عبد الله، والثنيان، والدعيع وغيرهم من لاعبي الجيل السابق.. والجمهور لن ينساهم، وكذلك تاريخ الكرة السعودية؛ لأننا كنا نلعب بحب للكرة، وحب لشعار المنتخب، ولأمور وطنية كثيرة. والذي أفادنا هو أننا كنا نلعب مجموعة واحدة منذ الصغر؛ فحققنا كأس العالم للناشئين 1989م، ولعبنا في كأس العالم للشباب، ولعبنا الأولمبياد، وتأهلنا لكأس العالم للكبار مرتَيْن (1994م و1998م)، وصعدنا للدور الثاني في الأولى، وحققنا كأس الخليج 1994م، وحصلنا على كأس آسيا 1996م، ولعبنا على نهائي آسيا عام 1992م. أتمنى تكرار هذا التاريخ الرياضي الكبير الذي تحقق بجهود اللاعبين وجهود المغفور له صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله -؛ فهذا تاريخ وطني لا يضيع.. والغريب أن يأتي أشخاص لا يهتمون ويعبثون بهذا التاريخ المليء بالإنجازات.
* ارتبطت كثير من الإنجازات الرياضية السعودية بشخصية الأمير فيصل بن فهد. حدِّثنا عن أبرز المواقف التي حدثت بينكم أنتم اللاعبين والأمير فيصل؟ وعلى ماذا كان يحرص في حواراته معكم؟
هو شخصية لن تتكرر، لا في الرياضة السعودية، ولا في العربية، ولا الآسيوية؛ فهو رجل حكيم، ومسؤول بعيد النظرة، وإنسان يملك كاريزما يقدرها الجميع، ويحترمها حتى الأمراء الذين يعملون معه، وكلامه معنا قليل، لكنه مهم جداً؛ فهو يظهر في الوقت المناسب، ويتحدث بالكلام المناسب الذي نحتاج إليه من رجل مسؤول.. وكان أول من يعاتب اللاعبين على التقصير والإخفاق، ويرفع من معنوياتهم. وأتذكر من المواقف التي حصلت مع الأمير فيصل بن فهد في كأس العالم 1994م بعد مباراتنا الأولى مع هولندا، وكنا خاسرين 1-2 نزل من المنصة، ودخل علينا في غرفة الملابس، وأشاد بنا كثيراً رغم خسارتنا، وأمر بمضاعفة المكافأة، وقال: "هذا ليس للنتيجة، ولكن للروح الكبيرة، والعطاء والمجهود اللذين رأيتهما منكم في الملعب، وردكم على من شكك في أن المنتخب السعودي سيُهزم بالخمسات والستات في كأس العالم، لكنكم اليوم أظهرتم للعالم من هي السعودية بصورتها الحقيقية". وهذا الكلام ذكره الملك فهد - رحمه الله – عند عودتنا للوطن عند استقبالنا، وقال: "لو دفعنا مئات الملايين لن نحصل على صورة حضارية نقدمها للعالم وتعرِّف بالسعودية كما قدَّم المنتخب السعودي في كأس العالم، الذي أعطى انطباعاً إيجابياً أمام العالم أجمع". هذه أمور ومواقف وكلمات ما نزال نفتخر بها نحن اللاعبين.
* يُقال إن الأسطورة الحقيقية للكرة السعودية ليس ماجد عبد الله بل فؤاد أنور بما قدَّمه للمنتخب من إنجازات دولية كبيرة.. ما ردك؟
ماجد عبد الله يظل أسطورة الكرة السعودية، ولن يتكرر، وأنا أحترمه وأقدره، وهو قامة في الرياضة لها شأن كبير.. لكن إن تحدثنا عن الإنجازات والأرقام وما قدمه فؤاد أنور فأعتقد أن لي نصيباً كبيراً منها، من ناحية البطولات والمشاركات والعطاءات؛ فأنا أول لاعب سعودي وعربي وآسيوي يلعب جميع بطولات الفيفا الرسمية على مستوى المنتخبات والأندية، ولي أهدافي وعطائي في كأس العالم.. لكن يظل ماجد عبد الله لاعباً كبيراً له تقديره، وهو أسطورة لنا نحن اللاعبين، نحترمه ونقدره، لكن بلغة الأرقام أتفوق في التاريخ والإنجاز.
* لعبتَ في كأس الخليج، وكأس آسيا، وكأس العالم.. ما الفرق بينها؟
كأس العالم شيء آخر؛ فاللعب مفتوح، وإذا عندك إمكانات فنية عالية أظهرها في الملعب، كذلك الاهتمام الإعلامي أكبر، وجميع سكان الكرة الأرضية تشاهد. أما كأس آسيا فهي كأس قارية مهمة.. وكأس الخليج لها أهميتها عند الخليجيين بل لها حساسية كبيرة، رغم أنها - في رأيي - بطولة تراثية مثل تراث مهرجان الجنادرية الذي يقام كل سنة في الرياض، هي بطولة تُقام للخليجيين؛ ليتنافسوا عليها. لكن بطولة كأس الخليج التي حصلنا عليها كان لها طعم خاص لا يتكرر، وباعتزاز وفخر حققنا أول بطولة عام 1994م، وهي أول بطولة للسعودية كانت غائبة منذ 24 سنة، وكنت قائد المنتخب وهداف البطولة، وكنا عائدين من كأس العالم، وقدمنا مستويات رائعة، ودخلنا كأس الخليج في الإمارات من دون ضغوط، فحتى لو خسرناها لن يحاسبنا أحد؛ لأننا تميزنا في كأس العالم، وكانت وسائل الإعلام العالمية تكتب عن المنتخب السعودي ولاعبيه ونحن نلعب في كأس الخليج، أما في بطولات الخليج السابقة فكنا تحت ضغط نفسي كبير.
* كنتَ أول لاعب سعودي يحترف خارجياً في الصين.. حدثنا عن تجربتك هناك؟
تجربتي الاحترافية في الصين كانت ناجحة عام 1999م، وارتحت لها كثيراً، لكن ظروف عائلتي لم تسمح لي بالاستمرار؛ لأنها لم تتعود على المجتمع الصيني، وكنت مخطِّطاً لأنهي حياتي الرياضية خارج السعودية.. وتعلمت من هذه التجربة معنى الاحتراف الحقيقي والاستيقاظ المبكر؛ لأن عندي عملاً صباحياً في النادي، وهذه أكبر ميزة؛ لأنها جعلتني منضبطاً؛ فعليَّ مسؤوليات، ولي حقوق.
* وماذا عن تجربتك في نادي النصر؟
تجربة جيدة.. كنا مجموعة جيدة من اللاعبين، قدمنا مستوى كبيراً في كأس العالم للأندية في البرازيل، بل أكثر من رائع، وجمهور نادي النصر أعطاني دعماً كبيراً، واستقبلني بشكل مؤثر، وشعرت بأني أعرف هذا الجمهور منذ زمن طويل، واستطعت مع زملائي اللاعبين في النصر أن نلعب على 4 نهائيات، لكننا لم نحصل عليها، لكننا نقلنا النصر من مرحلة فنية إلى مرحلة أفضل، وأصبح يلعب فيها على بطولات.
* من أفضل مدرب مرَّ عليك؟ ولماذا؟
لوبنهاكر الهولندي وكارلوس ألبرتو البرازيلي. تميز لوبنهاكر بالخبرة في كرة القدم، والتكنيك العالي، والمعاملة القوية؛ فلا يجامل مسؤولاً ولا لاعباً، وهو قوي الشخصية، وجريء في رأيه وفي قراءة المباريات، ويكفي أنه ارتقى بفريق ريال مدريد، وحقق معه بطولات كبيرة، وقد أتى للمنتخب السعودي وهو في عمر متشبع بكرة القدم، ويملك الخبرة وكيفية التعامل مع اللاعبين، وفخور بعمله، ولا يسمح لأي شخص بالتدخل في عمله، وهذا هو أهم شيء يجب أن يملكه المدرب عند قدومه للسعودية والخليج، وإلا تدهور عمله.
* ما عيب الكرة السعودية حالياً؟
العيب الكبير وعلامة الاستفهام الغريبة يتمثلان في التنظير الذي تعانيه الكرة السعودية من أشخاص لم يلعبوا كرة القدم في حياتهم، ولا يملكون خبرة، ومع ذلك سيطروا على القنوات الفضائية والبرامج الرياضية، وهم لا يقدمون انتقادات بنَّاءة بل يُصفُّون حسابات فيما بينهم، ويطرحون آراءهم بتحيز، ويُنظِّرون للأمور من ميولهم للأندية، وهذا - في رأيي - سبب تراجع الكرة السعودية؛ فالكل الآن يفتي ويصرح في شؤون الرياضة؛ لأنها وسيلة للشهرة السريعة، لكنهم ليسوا مدربين ولا لاعبين ذوي خبرة، هم مجرد إعلاميين يظهرون في كل مكان. هذا هو الواقع السيئ؛ لأن كرة القدم الحديثة عِلْم وخبرة، ولا يتحدث فيها إلا المتخصص أو المدرب أو اللاعب.. وخذ القنوات الأوروبية أو قناة الجزيرة الرياضية مثالاً؛ لا يتحدث فيها ويحلل إلا الرياضيون واللاعبون القدامى، ولا يوجد إعلامي واحد يُنظِّر فيها؛ وذلك لأنها قناة احترافية وذات مهنية عالية المستوى.. فالإعلامي دوره فقط إما ناقداً أو ناقلاً للحدث؛ لذا أطالب بإبعاد من لا يستحق الحديث عن الكرة.
* هل لدينا تعصب رياضي كبير ومؤثر؟
لدينا تعصب من الجماهير.. لكن المشكلة أنه تحوَّل للإعلام الرياضي في الصحف، وحتى في القنوات الفضائية، وأصبح الجمهور الرياضي من الشباب يتأثرون به، وهذا له سلبيات كبيرة على الرياضة السعودية.
* ماذا ينقص الاحتراف في السعودية؟
احترافنا تطوَّر في السنتين الأخيرتين، لكنه لم يصل للاحتراف الكامل. ومتى كان لدينا تمارين صباحية ومسائية فلدينا احترافٌ حقيقيٌّ.
* لماذا لا نرى اللاعبين القدامى من أصحاب الأسماء الكبيرة يعملون في أنديتهم؟
اللاعب الذي له اسم وتاريخ وقوة شخصية يخشاه رؤساء الأندية؛ لأنه إذا حصل خطأ سيقف هذا اللاعب في وجه الرئيس، وهذا ليس مفضلاً عند أغلب رؤساء الأندية؛ لأنهم يريدون شخصاً يسمع الكلام، ويأمرونه وينهونه، ولا يرد إلا ب"سم طال عمرك"!
* بعد هذا التاريخ الكبير مع نادي الشباب والمنتخب السعودي.. هل أنصفتك كرة القدم؟
أنا أخذت حقي.. لكني لو كنت في نادٍ جماهيري كالهلال والنصر والاتحاد كان تغير وضعي للأحسن، وبشكل مختلف، وأنا الآن وضعي جيد - ولله الحمد -، لكنه كان سيصبح أفضل.
* بصراحة.. هل ندمت على أي شيء في كرة القدم؟
نعم، ندمت على أنني لم أنتقل إلى نادي الهلال عام 1992م، وكانت جميع الأمور منتهية، المالية والعرض، وكل شيء.. وذلك في فترة رئاسة الأمير خالد بن محمد، لكن كان للأمير خالد بن سلطان وجهة نظر؛ فلم أنتقل إلى الهلال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.