تمر بالإنسان فترات خوف وتردد تهبط من إرادته وتضعف من عزيمته نحو التقدم في عدة أمور في مجال حياته، لذلك يجب عليه أن لا يستسلم لمخاوفه وعليه أن يقاومها حتى لا تصبح عقبة أمام تحقيق طموحاته وأحلامه. والشخص النَاجح الطموح هو الذي يضع أهدافه في هذه الحياة نصب عينيه متسلحاً بصفات العزيمة والإرادة وقوة الشخصية ويعمل بجهد دؤوب ومتواصل لتحقيق تلك الأهداف حتى وإن واجه رياحاً مضادَة، ولنا في رسولنا محمد صلَى الله عليه وسلَم قدوة حسنة فقد كان واضح الهدف وهو هداية الناس رغم المشاق والصعوبات التي واجهت دعوته. يقول الإمام ابن القيم الجوزية "لو أن رجلاً وقف أمام جبل وعزم على إزالته، لأزاله". وهكذا فإن الإرادة القويَة تكسب الشخص الثقة اللازمة والقوَة الكافية لتحمل الصعاب والقدرة على قهر الظروف من حوله، فضريبة النجاح هي بعض الطعنات وقليل من الجروح، ويكفي هنا ذكر البيت الشهير للشاعر أبي القاسم الشيبي: ومن لا يحب صعود الجبال … يعش أبد الدهر بين الحفر وقبل يومين، فقد العالم بأسره أنموذجًا رائدًا في الإرادة والعزيمة والإصرار، ذلكم هو أسطورة الملاكمة البطل المسلم محمد علي كلاي الذي كسب محبة واحترام الخصم قبل الصديق وترك إرثًا رياضيًا واجتماعيًا وإنسانيًا لا يُفنى. لقد صنع محمد علي مستقبله بالتحدي والإرادة، فقد كان يؤمن بأن الظلام يعقبه النور وأنَ الفرح لابد أن يأتي بعد كل حزن وإن طال، وقد قال في إحدى حواراته "كرهت كل لحظة من التدريب ولكني كنت أردد لنفسي: لا تستسلم، إتعب الآن ثم عش بطلاً بقية حياتك". إن الشخص كلما امتلك الإرادة والشجاعة، كلما زادت حكمته وقويت شخصيته وأصبح قادراً على إبداء رأيه بوضوح والدفاع عن قناعاته بالحجة، وهذا ما فعله محمد علي بنجاح وهو يدافع عن تعاليم وقيم دينه الإسلامي الحنيف. يرحمك الله يا محمد علي كلاي.. رمضان مبارك وكل عام والأمة الإسلامية بخير. علي مليباري تويتر AliMelibari@