إذا كان هناك من يصف توقيت استقالة رئيس النصر التي أعلنها قبل ثلاثة أسابيع بالخاطئ فإن توقيت البيان الذي أصدره المرشح لرئاسة النادي فهد المطوع غير موفق إطلاقا، وهو الذي يسبق نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين بأيام قليلة، خصوصا وأن ما تضمنه من تأييد شرفي على مستوى عال وشروط لا يمكن توقع قبولها أو التعامل الإيجابي معها من الأطراف المعنية بسهولة. فهد المطوع شخصية رياضية جميلة، كان له تجربة مع نادي الرائد لا يمكن وصفها بالناجحة، وتحمل "الأحمر" بعده ديونا كبيرة، وخرج من المنظومة الرائدية وسط خلافات حادة لا تلغي ما قدمه من دعم، لكنها أثقلت كاهل ناديه وأرهقت ميزانيته أعواما. أن يعلن المطوع تلقيه دعما من بعض أعضاء الشرف فهذا شيء جيد، غير أن اشتراط سداد الديون بالتقسيمات التي أوردها غير متاحة إطلاقا، ولا يمكن توقع تنفيذها، وحين يطالب في بيانه إدارة الأمير فيصل بن تركي بسداد ثلث الديون "65 مليون ريال" وكأن الأخير لم يكن في مقدمة داعمي الكيان منذ عقود، ومع كل الإدارات السابقة، وبلغ ما قدمه في الأعوام الأخيرة 260 مليونا بنى بها نصرا قويا أعاده للبطولات الكبرى بطلا للدوري مرتين متتاليتين بعد غياب أكثر من 20 عاما وكأس ولي العهد. وحين نعود للفترة التي تسلمت فيها الإدارة الحالية قيادة النادي نتذكر جيدا أنها بدأت من الصفر، كانت الخزينة خاوية، والديون موجودة وبادرت مباشرة بتجهيز البنية التحتية وملاعب الفئات السنية والتجهيزات الرياضية الأساسية بمساعدة بعض الشرفيين المحبين من دون أن تطالب من سبقها بسداد شيء فكانت النتائج سيطرة مطلقة لناشئي وشباب النصر مع الفريق الأول على بطولات الدوري. جماهير النصر وفية جدا لكل من يقدم الخير لناديها، ولا تزال تقدر للرئيس الحالي جهوده الكبيرة في رفعة ناديها، بل إن من الشرفيين من أكد في الاجتماعات الأخيرة أنه "رغم أخطاء الإدارة الحالية إلا أن الرئيس لا يزال الأقدر على إكمال فترته". لقد تعرضت إدارة الأمير فيصل لضغوط شديدة للرحيل، ومن قاد هذه الحملة عليه أن يتحمل تبعاتها، من قال له ارحل فلدينا إداراتان بديلتان جاهزتان بالأمس، عليه ألا يهرب اليوم للوراء ليطالبه بسداد ديون على النادي وهم الذين تركوه وحده. وعود أعضاء الشرف تبقى وعودا، الفارق أن فيصل بن تركي اقتحم الساحة النصراوية بيده لا بيد عمرو، دون الاعتماد فقط على وعود قد تتحق وقد لا تتحق، أو اشتراطات غير قابلة للتنفيذ. النصر بحاجة لرئيس مليء وشخصية نصراوية بمواصفات خاصة، يجد الدعم المعنوي قبل المادي الذي افتقدته الإدارة الحالية من أعضاء الشرف. بعد استقالة الرئيس كنا نطالب مجلس الشرف بأن يوضح للجماهير موقفه في ظل عدم وجود متحدث رسمي يبين المستجدات، وحقيقة الاجتماعات التي يخرج ما دار فيها دون تأكيدات حتى جاء بيان المطوع ليكشف مستقبلا مظلما باشتراطات لها أهدافها، وفي توقيت سيئ المتضرر الوحيد من تبعاته هو النصر.