لم "يصبر" الناخب الوطني، كريستيان غوركوف، عن إعلان استقالته من على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني حتى تحط الطائرة بمطار هواري بومدين، حيث سارع لاستدعاء اللاعبين إلى مؤخرة الطائرة، مباشرة بعد إقلاعها من مطار أرض الحبشة، ليلقي على مسامعهم "خطبة الوداع". خرجة كريستيان غوركوف كان يشوبها الكثير من القلق والتوجس، حيث ترك رئيس الفاف جالسا في مقدمة الطائرة ليأخذ مبادرة إعلان الطلاق، وهو القرار الذي قابله بعض ركائز المنتخب، على غرار براهيمي، مجاني وفيغولي وغولام، بالرفض، محاولين إقناعه بالعدول عن قراره، حيث تقدم هؤلاء لاعب فالنسا سفيان فيغولي الذي حاول "عبثا" النيل من قراره، إلا أن الفرنسي بدا حازما في قراره غير القابل للمراجعة، خصوصا أنه بدا وكأن الأمر بات من الماضي على الأقل بالنسبة إليه.ويبقى الإعلان عن ذهاب غوركوف وترسيم طلاقه مؤجلا إلى غاية إيجاد صيغة بينه وبين رئيس الفاف، تفضي إلى اتفاق الرجلين على الطريقة المثلى لفسخ العقد بين الطرفين. وفقد غوركوف، رغم النتائج "المقبولة" التي قاد إليها "الخضر" منذ تعيينه في جويلية 2014، أي رغبة في مواصلة مهامه منذ المشاكل التي واجهته مع وسائل الإعلام المحلية والجمهور "العاصمي" خلال وديتي غينيا والسنغال في أكتوبر من العام الماضي، وبعد أن لمس أيضا غياب الدعم من "الفاف" ورئيسها الذي لا يملك بدوره أي رغبة في بقائه بعد أن صار (روراوة) مقتنعا أكثر من أي وقت مضى بأن المدرب الفرنسي لا يملك الخبرة ولا "الكاريزما" للارتقاء بمستوى التشكيلة الوطنية. وأفاد مصدر مسؤول بأن كريستيان غوركوف تحدث مع روراوة بعد المباراة الأخيرة للمنتخب الوطني أمام إثيوبيا وجدد رغبته في ترك منصبه، وهو الأمر الذي لا يعارضه رئيس "الفاف"، لكن وإن اتفق الرجلان على المبدأ (إنهاء علاقة المدرب السابق للوريون بالمنتخب الجزائري)، إلا أن الاختلاف بقي في الجوهر من خلال الآلية التي سيتم بها فسخ العقد، حيث يسعى التقني الفرنسي لإيجاد صيغة ينهى بها تجربته مع الفاف دون أن يكون ملزما بتقديم تعويضات معتبرة، كما هو منصوص عليه في العقد، وهو ما اعترض عليه روراوة. وحسب المصدر ذاته، فإن غوركوف الذي غادر صبيحة أمس الجزائر عائدا إلى فرنسا لن يكون حاضرا في الموعد المقبل للتشكيلة الوطنية ومواجهة السيشل مطلع جوان المقبل، وعملية فسخ العقد ستتم قبل ذلك التاريخ على أمل أن يساهم تماطله في إجبار روراوة على مراجعة قيمة التعويضات المالية الملزم بدفعها، ليتفرغ بعدها المدرب الفرنسي للاستعداد جيدا لتجربته الجديدة في أحد النوادي الفرنسية التي طلبته، كما يتم تداوله في مختلف وسائل الإعلام الفرنسية التي رشحته لتدريب أحد الناديين بوردو أو نانت، ليكون الموعد وقتها مع إعلان "الفاف" المرتقب عن خليفته الذي تحدثت بعض المصادر بأنه سيكون مدربا من الجنسية ذاتها