نجح المنتخب الوطني في طبعة كريستيان غوركوف في تحقيق نتائج إيجابية، جعلت حصيلته إيجابية بلغة الأرقام، غير أن الفوز في 11 مباراة من أصل 17، في مرحلة ما بعد المونديال البرازيلي، لم يشفع للمدرّب الفرنسي ل "الخضر" لكسب قلوب الجماهير الجزائرية، ولم ترجّح أرقامه الكفّة لصالحه، وفقد بموجب ذلك ثقة مستخدمه رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم. أرقام المنتخب الوطني في عهد كريستيان غوركوف لها قراءتان مختلفتان؛ فالمدرّب الوطني من منطلق براغماتي خالص، لم يستسغ الانتقادات التي لاحقته، و«انفجر" غضبا بعد المباراة الودية الثانية أمام المنتخب السينغالي، وهو ينتقد "نكران الجزائريين للجميل" حين أعلن بأنه "اكتشف الوجه الحقيقي للجزائر"، وهو كلام يعني بالضرورة بأن كريستيان غوركوف اعتقد بأنه سيكسب تأييد الجميع، حين جعل من الإحدى عشر انتصارا، منها تسعة انتصارات في مباريات رسمية، أهم ورقة للقول بأن المنتخب الجزائري بخير، وبأنه مشواره أكثر من إيجابي يستحق عليه التقدير، وهو الذي جعل المنتخب المونديالي يحتفظ بمركزه التاسع عشر عالميا الذي ينصّبه دائما سيّدا "على الورق" في القارة السمراء. قراءة "براغماتية" للأرقام وأخرى واقعية وما أثار غضب غوركوف؛ القراءة الثانية للأرقام من الإعلام الرياضي والجماهير الجزائرية على حدّ سواء، وقدّر هؤلاء بأن الانتصارات المحققة داخل وخارج القواعد أمام منتخبات "مجهرية" كروية ولا أثر لها حتى في تصنيف "الفيفا" الذي تصدره كل شهر، لا يمكن بأي حال من الأحوال الاستناد إليها وجعلها معيارا حقيقيا للحكم على قوة المنتخب. ويعتقد الإعلام الرياضي جازما، ومعه أنصار المنتخب من جماهير ملعب 5 جويلية الأولمبي، بأن المنتخب المونديالي الذي ترك انطباعا حسنا أمام عمالقة الكرة العالمية، لم يفز في الحقيقة مع خليفة وحيد حاليلوزيتش سوى على منتخبات أقل منه خبرة وإمكانات ومستوى فني، في إشارة إلى منتخبات السيشل ولوزوتو وإثيوبيا ومالاوي، وحتى جنوب إفريقيا، ولم ينجح "منتخب غوركوف" سوى في الإطاحة بمنتخبين مصنّفين في خانة "أقوياء القارة السمراء"، ونعني بهما منتخبي السينغال (في ملعب محايد خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا 2015)، ومالي (داخل القواعد ضمن تصفيات كأس أمم إفريقيا 2015). ووظّف الجزائريون لغة الأرقام بطريقة واقعية في غير صالح المدرّب الوطني حين طالبوا برحيله، حين وضع هؤلاء المباريات أمام المنتخبات الكبيرة في كفّة أخرى موازية مع مجموع الانتصارات أمام أقل المنتخبات قوة في إفريقيا، للتأكيد بأن المنتخب ليس بخير إطلاقا، لأن تشكيلة كريستيان غوركوف خسرت "معركة" المنتخبات الكبيرة حين "سقطت" أمام منتخبي غانا وكوت ديفوار في "كان 2015"، وخسرت أيضا خارج القواعد أمام منتخب مالي ضمن تصفيات المنافسة ذاتها، وانهزم في مباراة ودية داخل القواعد أمام منتخب غينيا، وهي مباريات أكدت بما لا يدع مجالا للشكّ بأن تصنيف "الفيفا" لا يعكس بأي شكل من الأشكال قوة "الخضر"، وبأن ثمة منتخبات في القارة السمراء أقوى فوق الميدان من المنتخب الجزائري. "تراجع الأداء والمباريات الودية هاجس آخر" ولم تستند الانتقادات التي لاحقت المدرّب الوطني، عند قراءة النتائج والأرقام فسحب، وبطريقة مخالفة للقراءة التي يتمسّك بها غوركوف للردّ على منتقديه، إنما رسّخت "قراءة" بعض مباريات المنتخب الوطني، سواء الرسمية أو الودية، قناعة بتراجع رهيب في المستوى، ما يُنذر بانهيار مرتقب ل "الخضر"، كون المنتخب متواجد في مرحلة ما بعد المونديال في منحى تنازلي، فوجب بذلك دق ناقوس الخطر واستباق الأحداث من خلال المطالبة "فورا" برحيل المدرّب الذي اقترح عليهم منتخبا فاقدا لهيبته أمام "صغار" القارة السمراء وكبارها أيضا. ولم ينس جمهور الملعب الأولمبي "المباراة الاستعراضية" لمنتخب غينيا أمام التشكيلة التي اقترحها عليهم غوركوف، وكان الأداء الهزيل للمنتخب الوطني والدرس الكروي الغيني بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، وجعلت الجماهير تعود إلى الملعب الأولمبي في المباراة الودية الثانية أمام منتخب السينغال، وفي جدول أعمال "المحكمة الكروية الخضراء"، نقطة واحدة لا غير؛ وهي إصدار حكمه بعد المداولة والإقرار بأن المنتخب الوطني بيد مدرّب "فاشل". وسبق للمدرّب كريستيان غوركوف الوقوع في الخطأ نفسه في مباراة قطر الودية، حين أدرك متأخرا بأن عليه الاختيار في المباريات الودية بين تجريب اللاّعبين والخطط، وبين الفوز والإقناع، كون الخسارة أمام "المنتخب العنّابي" شكّلت صدمة كبيرة للجزائريين، وهي الصدمة التي زعزعت كريستيان غوركوف ودفعت به مرغما إلى تغيير إستراتيجيته في المباراة الودية الثانية أمام منتخب سلطة عُمان، حتى يضمن الفوز ولو دون إقناع. وخلال المباريات الودية الخمس التي أجراها المنتخب الوطني بطبعة كريستيان غوركوف، خسر مباراتين أمام قطروغينيا، وفاز أمام منتخبي السينغال وسلطنة عُمان، وتعادل في مباراة واحدة أمام منتخب تونس، وهو التعادل الوحيد ل "الخضر" في عهد كريستيان غوركوف. الانضباط نقطة اختلاف جوهرية بين غوركوف وحاليلوزيتش ورغم الانتصارات الأحد عشرة للمدرّب كريستيان غوركوف، إلاّ أنه لم يتمكّن من تحقيق ما فشل فيه كل مدرّبي المنتخب منذ 1990، حين غادر دورة غينيا الاستوائية في 2015 دون التتويج بكأس أمم إفريقيا، وسقط "الخضر" في ربع النهائي أمام "فيلة" كوت ديفوار. ومثلما سبق لرئيس الاتحادية محمّد روراوة الدفاع عن وحيد حاليلوزيتش بعد "كان 2013" في جنوب إفريقيا، بتسليط الضوء على ال "500 تمريرة مثل البارصا"، لتضليل الجماهير الجزائرية وعدم التركيز على خروج المنتخب من الدور الأول، فإن رئيس "الفاف" كان "وفيا" لتجديد "الثقة في الفشل"، ما سمح للمدرّب الفرنسي بمواصلة مشواره مع "الخضر"، كونه تفوّق في "الكان" على سابقه، ببلوغ المنتخب تحت إشرافه، ربع النهائي وخسر أمام المتوّج لاحقا بالكأس، بينما كانت تشكيلة وحيد حاليلوزيتش، في نظر غوركوف، أول من تجرّ أذيال الخيبة في دورة جنوب إفريقيا. ونجح كريستيان غوركوف في تحقيق خمسة انتصارات متتالية بعد توليه تدريب "الخضر"، ولم يخسر خلال تصفيات "كان 2015" سوى مباراة الجولة السادسة والأخيرة ببماكو أمام منتخب مالي، وهي المباراة التي كان مفروضا على "الخضر" خسارتها بإجماع كل التحاليل في ذلك الوقت، كون المنتخب الجزائري كان متأهّلا في المركز الريادي، بينما كان منتخب مالي بحاجة إلى انتصار، بينما كان حاليلوزيتش أيضا قد "سقط" أمام المنتخب المالي أيضا (المباراة جرت بملعب محايد بواغادوغو)، ضمن تصفيات مونديال البرازيل، وفازت تشكيلة حاليلوزيتش بخمس مباريات من أصل ست في مجموعة ضمّت الجزائرومالي والبينين ورواندا. ونقطة الاختلاف الجوهرية بين غوركوف وحاليلوزيتش، رجّحت الكفة لصالح البوسني على حساب الفرنسي، وجعلته يكسب قلوب الجزائريين؛ كون المنتخب في عهد حاليلوزيتش أحدث الطلاق مع التسيّب واللاّانضباط بعدما فرض المدرّب البوسني منطقه على اللاّعبين، حتى النجوم منهم ورئيس الاتحادية أيضا، بينما أصبحت الفوضى عنوان بيت "الخضر" مع المدرّب الجديد، وهو جانب مهم في نظر كل المنتقدين، كون قوة شخصية المدرّب أحد أقوى الأوراق التي تضمن تحقيق الأهداف المسطّرة. ومن باب أن غوركوف أفضل من حاليلوزيتش في "الكان" والنتائج التي حققها لحد الآن إيجابية، بعدما فاز من مجموع 17 مباراة (رسمية وودية)، في تسع مباريات رسمية ومباراتين وديتين، وتعادل مرة واحدة (مباراة ودية)، وخسر خمس مباريات، منها ثلاث مباريات رسمية، في انتظار اختبار المونديال الصعب، فإن المدرّب الفرنسي، الذي يراهن على تحقيق حصاد أفضل من سابقه، مقتنع تمام الاقتناع بأن حُكم "المحكمة الكروية الخضراء" ظالم، وموقف الإعلام الرياضي منه غير مهني وتخلّي رئيس الاتحادية عنه فاقد للبراءة، كون كل الأحكام والمواقف والقرارات مفترضة وسابقة لأوانها، وهو الواقع التي يجسّد، في نظر المدرّب السابق لنادي لوريون الفرنسي، "نظرية المؤامرة". المباريات الرسمية لوزوتو 1 الجزائر 3 (تصفيات كان 2017) الجزائر 4 السيشل 0 (تصفيات كان 2017) كوت ديفوار 3 الجزائر 1 (ربع نهائي كان 2015) السنغال 0 الجزائر 2 (الدور الأول كان 2015) غانا 1 الجزائر 0 (الدور الأول كان 2015) الجزائر 3 جنوب إفريقيا 1 (الدور الأول كان 2015) مالي 2 الجزائر 0 (تصفيات كان 2015) الجزائر 3 إثيوبيا 1 (تصفيات كان 2015) الجزائر 3 مالاوي 0 (تصفيات كان 2015) مالاوي 0 الجزائر 2 (تصفيات كان 2015) الجزائر 1 مالي 0 (تصفيات كان 2015) إثيوبيا 1 الجزائر 2 (تصفيات كان 2015) المباريات الودية تونس 1 الجزائر 1 (مباراة جرت بتونس) قطر 1 الجزائر 0 (مباراة جرت بقطر) الجزائر 4 سلطنة عُمان 1 (مباراة جرت بقطر) الجزائر 1 غينيا 2 (مباراة جرت بالجزائر) الجزائر 1 السنغال 0 (مباراة جرت بالجزائر) المجموع 17 مباراة (12 رسمية و5 ودية) الانتصارات 11 مباراة (9 رسمية و2 ودية) الانهزامات 5 مباريات (3 رسمية و2 ودية) التعادلات مباراة واحدة (ودية)