ما قدمه لاعبو النصر أمام هجر في افتتاحية دوري عبداللطيف جميل لا علاقة له بالنصر وهيبته التي باتت حديث الرياضيين في الموسمين الماضيين. فبعد الخسارة المستحقة لبطولة السوبر من أمام الغريم التقليدي الهلال، توقع الجميع أن يفيق لاعبو النصر من غيبوبتهم ليمسحوا الصورة الهزيلة التي كانوا عليها في لندن، سيما وأن المباراة الافتتاحية كانت أمام هجر، الفريق الذي يهدف إلى البقاء في دوري جميل، ليفاجئ لاعبو النصر الجميع بمواصلة تقديم مستوياتهم الضعيفة التي لا تتناسب مع لاعبي بطل الدوري لموسمين متتاليين. الإدارة بلا شك أخطأت في ضعف تخطيطها لاستعدادات الموسم الحالي ويشاركها في ذلك مدرب الفريق داسيلفا، فالمعسكر بدأ متأخرًا، ولهذا كان التجهيز البدني واللياقي هو العنصر الأساسي لفوز الهلال بكأس السوبر. وأمام هجر، ظهر لاعبو النصر تائهين في الملعب وبرز التباعد بين خطوطه الثلاث، ولم يحس المتابع أبدًا وعلى غير العادة أن النصر قادر على تسجيل هدف في أي لحظة من لحظات المباراة. هيبة النصر في حاجة ماسة لأن يُسرع رئيس النادي في إغلاق ملف اللاعبين الأجانب الذين يجب أن يشكلوا علامة فارقة في الفريق وليس فقط لتكملة العدد وتكميم الأفواه، وأن يُراجع المدرب داسيلفا خططه وتكتيكاته الفنية مستفيدًا من فترة التوقف الطويلة التي ستعقب مباراة القادسية القادمة. ومن يظن أن هيبة النصر في قبضة الإدارة والمدرب فقط فقد جانبه الصواب، فاللاعبون والجماهير مشاركون أيضًا وبدرجة كبيرة جدًا، فالنصر في حاجة ماسة لأن يستشعر اللاعبون بالمسؤولية وأن يُقدروا الشعار الذي يرتدونه، وأن يحرثوا الملعب ويردون جزء من وقفات رئيس النادي تجاههم فلا يخذلونه ولا يشمتون به الأعداء والمُرجفون الذين ينتظرون السقطة تلو الأخرى للفريق. أما الجماهير، فالنصر الآن يحتاجهم أكثر من أي وقت مضى خلال السنتين الماضيتين، ومهما كانت الأعذار، فليس من اللائق أبدًا ذلك الحضور الباهت في افتتاحية دوري جميل على أرض النصر وفي يوم الجمعة وهو اليوم الذي كان يُنادي به المشجعون النصراويون طوال الموسم الماضي طمعًا في الحضور الطاغي وإثبات شعبية النصر الجارفة، ومؤلم جدًا أن تشاهد كثير من هذه الجماهير وهي تُعبر عن رأيها ونقدها الذي يصل في بعض الأحيان إلى التجريح والشخصنة، ولكن عندما يأتي الدور عليهم وعلى دعمهم من خلال حضورهم الملعب ومؤازرتهم للفريق تجدهم في الاستراحات أو في ساحات تويتر ومواقع التواصل الاجتماعي. هيبة النصر في يد: الإدارة، المدرب، اللاعبون، والجماهير.. تلك إذًا أربعة كاملة، متى ما اتحدوا وبذلوا وأعطوا فالنصر باق وستظل هيبته سامقة وشامخة. تويتر AliMelibari@