في أقوى المواجهات , وفي أكثر البطولات قرباً من القلوب , تلك التي تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه , في موعد جديد لتسجيل تاريخي في سجل البطولة وفي سجل الغريمين الهلال والنصر , يسعى كل منهما لنيل جميع الأوسمة المختصة بالبطولة . حقق الفريقان انتصاراً بوصولهما لهذه المرحلة النهائية من البطولة , لكن الشرف الأكبر من يستلم الكأس من يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أعزه الله وأعز الإسلام به . هنا تجتمع الذكريات والأمنيات والرغبات وتحضر مدونات السجلات , من له القدرة على تجاوز خصمه الآخر , وكم عدد اللقاءات بين الفريقين , وكم الانتصارات لكل منهما , وهذه المرحلة ابتدأت منذ تحديد طرفي النهائي في الدور السابق من البطولة . فالمباراة الختامية ليست فقط التسعين دقيقة بين صافرتي الحكم , فالمباراة يخوض فيها الجماهير وجميع منسوبي الفريقين منذ أيام , ولن يُحسم الحديث وتختتم المباراة الأروع إلا مع صافرة الحكم الأخيرة في المباراة . كل فر يق وجماهيره يرون أنهم الأجدر بتحقيق البطولة وأن لهم السبق على فريقهم الآخر ولكل منهم شواهده التي يبني عليها حديثه , وهناك من يقلل من حظوظ الفريق الآخر بالبطولة مستنداً إلى نظرات وأفكار وأطروحات مختلفة . ولا يمكن أن يصل الجميع إلى كلمة الفصل إلى ذلك الحين . الهلال سيدخل المباراة بقوة عزيمة واندفاع وحرص على أن لا تفوت الفرصة الأخيرة من الموسم دون تحقيق شيء لمصالحة جماهيره والظفر بأغلى لحظات الموسم , وتدوين اسمه في أغلى وأثمن السجلات , وتأتي عزيمته بعد أن تصاعد مستواه وتقدم مركزه منذ منتصف الدوري , فيرون لهم العذر في عدم المنافسة على الدوري فلم يجد الفريق نفسه إلا في وقت متأخر . أما النصر الذي يعيش لحظات نشوة وتحقيق لمطلب تعب فيه طيلة أيام الدوري وهو يسعى جاهداً للثبات في المركز الأول وعدم السماح بضياع أي فرصة تبعده عن الدوري , هذا الإجهاد يعقبه راحة بعد الحصول على المبتغى وتحقيق المأمول فهل يركن الفريق إلى الهدوء بعد تحقيقه للدوري أم أنه قادر على مواصلة العطاء إلى آخر لحظات الموسم . هذا فيما يسبق لحظات المباراة لكن الحال سيتبدل مع صارة انطلاق اللقاء وسيكون اللاعبون بين محاولة التركيز لخطف أنصاف الفرص وبين التوتر خوفاً من التفريط والخطأ وخطف الفريق الآخر لأقل الفرص ليطير بالمباراة والكأس . العامل الأبرز في مثل هذه اللقاءات الهدوء النفسي وعدم التوتر والتعامل مع المباراة بحذر شديد وخصوصاً من لاعبي الخبرة فهم الأوراق الرابحة لموازنة الفريق ووجودهم أكثر نفعاً من خطة مدرب أو استراتيجية لعب معينة . ويزيد الفريق خطورة مع هدوءه بلاعبيه بتغيير نمط اللعب وشكله كل ربع ساعة أو عشرين دقيقة لتكون في المباراة الواحدة عدة ألوان مختلفة يمكن أن يحقق أي لون منها هدفاً أو يصنع فرصة . عبدالرزاق سليمان