عندما كلف الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد، الأستاذ عادل البطي مديرا لتنفيذية بطولة كأس الخليج قبل البطولة بأيام قليلة كنتُ مثل "البعض" أتوقع و"أظن" بأن هذا يعدّ تدخلا من الرئيس العام في أعمال اتحاد القدم المنتخب ولكن.. "كنت أظن وكنت أظن وخاب ظني". – اتضح لي فيما بعد أن ما قام به الرئيس العام من صميم عمله بل إنني ألومه أيضا على التأخر في إصدار هذا القرار الإيجابي الذي أسهم في "إنقاذ" البطولة من "تخبطات" اتحاد القدم. – أما كيف يكون ذلك من صلاحيات الرئيس العام، فإن ذلك تم لأنه رئيس للجنة الأولمبية في المقام الأول، ثم إنه وبحسب المعلومات التي لديَّ فإن اللجنة المشرفة على تنظيم هذه البطولة كانت برئاسة الرئيس العام سلفا منذ عهد الرئيس العام السابق الأمير نواف بن فيصل، وكان هو رئيس اللجنة المنظمة قبل استقالته، وهو أمر يدل على حرص الأمير نواف على الإعداد لهذه البطولة منذ وقت مبكر، ويؤكد أيضا أن الرئيس العام "أيا كان اسمه" هو رئيس اللجنة العليا للدورة، وبالتالي فإن ما حدث لم يكن تدخلا من الرئيس العام الجديد. – أما إن كان أعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم والجمعية العمومية غاضبين بسبب اختيار الخبير "عادل البطي" فإن هذا تم أولا: لكفاءته الكبيرة التي يشهد بها الجميع ثم ثانيا: بسببهم هم. نعم، فخلافاتهم هي السبب، وهي التي ستعصف بهذا الاتحاد المنتخب، وهو ما أعلنه الأمير عبدالله بن مساعد، بشكل واضح حين أعلن أنه اضطر إلى التدخل لوجود إشكالات بين بعض أعضاء الاتحاد وبعض أعضاء الجمعية العمومية، وذلك بطلب من الطرفين، وأنه استعان بخبير أجنبي لوضع نظام يطبق قريبا، وينظم العلاقة بين الاتحاد والجمعية. – أعضاء الاتحاد والجمعية العمومية تركوا العمل وتفرغوا للتصريحات و"الترزز" منتقدين عدم علمهم بشيء في حين أنهم هم من أضاعوا حقهم بسلبيتهم وتهميش أنفسهم قبل أن يهمشهم الآخرون. – هذه الخلافات بين الأعضاء أثرت على العمل في اتحاد الكرة، وأثرت على الإعداد لاستضافة هذه البطولة، وستؤثر أكثر في المستقبل على الاتحاد نفسه قبل أي شيء آخر. – إن أعضاء الاتحاد باتوا يحسون بأن مستقبل اتحادهم وكراسيهم في خطر، ولهذا فإنه، وبحسب ما نقلته "الوطن" أول من أمس، عن بعض أعضاء الاتحاد، فقد استبعدوا أن يتمكن أحد من إقصائهم وتشكيل اتحاد جديد، مؤكدين أنهم لن يرحلوا إلا وفقا لقرار سيادي. وهذا التصريح لم يكن ليأتي لولا إحساسهم بالخطر واستشعارهم بأنهم باتوا في مهب الريح. – هم يعلمون بأن إقصاءهم وتشكيل اتحاد جديد لن يأتي من الخارج، لأن أنظمة الاتحاد الدولي تحميهم، ولكن ليتهم يعلمون أيضا أن صراعاتهم وخلافاتهم وتكتلاتهم ضد بعضهم هي من ستعجل برحيلهم لأن "الحل" قد يأتي من الداخل فقد تُستغل خلافاتهم ضد الاتحاد نفسه، ويتم إسقاط أول اتحاد منتخب بشكل نظامي عن طريق الأعضاء أنفسهم إن لم يوحدوا كلمتهم، ويتكتلوا مع بعضهم وليس ضد بعضهم. – هناك الكثير مما يمكن قوله في هذا الجانب، ولكن ليس هذا وقته، ولم أكن لأفتح الموضوع من الأساس في هذا التوقيت ونحن في وسط مشاركة لمنتخبنا الوطني، لولا أن الرئيس العام وأعضاء الاتحاد أنفسهم قاموا بفتح هذا الملف. مقالة للكاتب سالم الشهري عن جريدة الوطن