هاتفني العزيز أحمد عيد قبل فترة شاكرا ومقدرا ما حواه مقال سابق بهذه الزاوية بعنوان (الموضوع أكبر من عيد)، وقد أكدت له أن نجاح اتحاده هو ركيزة مستقبلية، لذلك يهمنا أن تكون تجربته الانتخابية الأساس الجيد لما سيأتي من تحارب لاحقة.. تلك هي فلسفتي رغم إيماني التام أن (عيد) لديه توجهات لا أستطيع أن أفهمها وهي تلك المتعلقة بترشيحات المناصب؛ فاختياراته غريبة جدا لدرجة أنها تدخله بقائمة الاتهام بالمحاصصة والمجاملات وأحيانا المزاجية الشخصية..!! بالنسبة لي أنا غير مقتنع تماما بالمزاجية التي يرسمها (عيد) وكأنه الأمر الناهي الوحيد بمستقبل الكرة السعودية فيما يخص (ترشيحات المناصب)؛ فتجاهله لشخصيات وتقريبه لشخصيات يجب أن يخضع للمنطق والمكاشفة الحقيقية إيمانا بالقدرة النقدية على المساهمة بنجاح هذا الاتحاد، وهو ما لا يفسد للود الحقيقي الذي أحمله لأحمد عيد.. سأضرب مثالين فقط لتأكيد الغرابة بالترشيحات، وأضع مليون علامة تعجب، ودوري يتوقف عند هذا الحد ولو كنت عضوا بالجمعية العمومية لما توقف عند هذا الحد..!! اختار (عيد) أو مجازا نقول (اتحاد الكرة) د. عبدالرزاق أبو داود مشرفاً عاماً على المنتخبات السعودية في اجتماعه الأخير، وزاد على الغلة الداودية ترؤسه لجنة توثيق بطولات الأندية والمنتخبات السعودية، ولا أعرف حتى اللحظة أي رابط بين المهمتين الكبيرتين، فهل المشرف العام سيلاحق وجع رأس التاريخ الكروي ويدخل مع المتعصبين صراعات (بطولاتنا أكثر من بطولاتكم)..!! أمر غريب جدا والأغرب منه أيضا اختيار أبو داود لمنصب المشرف العام على المنتخبات، فما هي أدواته وخصائصه التي تعطيه الحق بالوصول لهذا المنصب؟ نعم هو قامة تاريخية وشخصية أكاديمية لكن المنصب لا يحتاج أمثاله..!! أبو داود رائد من الجيل القديم الذين يقدمون فلسفة مختلفة بالعمل عن متطلبات العمل الحالي، ولذلك فوجوده يتنافى مع أهمية المرحلة ومتغيراتها..!! شخصية مثل أبو داود صدامية ولا تتمتع بالقدر الكافي من الحكمة الإعلامية، فما بقلبه يخرجه لسانه ولكيلا أكون قاسياً فسأورد لكم ما كتبه أبو داود ضد أحمد عيد واتحاده عندما اختلفا في أول مشوار اتحاد الكرة الانتخابي، رغم أن أبو داود عضو باتحاد الكرة..!! كتب أبو داود بصحيفة الشرق الأوسط يوم السبت 24 جمادى الثاني 1434ه، 4 مايو 2013، العدد 12576 ((لكن الصحيح أيضا أنهم كما يقولون في الحجاز فإن «ليالي العيد تبان من عصاريها» وقد يكون هذا صحيحا جزئيا، فالمقدمات لا تبشر بخير كثير فيما سيأتي، حيث إن التطوير الموعود ما زال يراوح مكانه، و»سياسة» الهجوم المبكر آتت أكلها، وبدأت عملية تقسيم «الغنائم»، وانطلقت وبشكل صارخ «سياسة الترضيات» التي «نحاول» أن نتقي بها «شر هذا» و«لسان ذلك» اعتقادا من «البعض» بأن ذلك سيجعل هؤلاء يكفون عنا، وهذا غير صحيح بالمطلق). وستظهر الأيام صحة هذا الذي يطرحه بعض الغيورين على الكرة السعودية.. التي «أبهجت» الكثيرين بمرشحها «التوافقي»! هل هذه كتابة رجل حكيم ضد زملائه؟ هل هذا الرجل الذي سيستلم أسرار مستقبل المنتخبات السعودية؟ هل بمثل تلك الصفات نرشح أمثال أبو داود لمناصب كبيرة وحساسة ومفصلية؟ هل يقبل أبو داود أن يكون ضمن قائمة خاطفي الغنائم الموزعة التي اتهم بها من سبقوه أم هو المنزه الوحيد عن ذلك؟! طيب أعطيكم أنموذجا آخر، إن كنتم تقولون إن مثل ذلك المقال كان انفعاليا وانتهى بوقته أو ترونه غلطة وعدت على خير..!! أوردت صحيفة عكاظ (الجمعة 02-12-1435ه، 26 سبتمبر 2014م، العدد: 4849) تصريحا صحافيا لأبو داود بعد ترشيحه مشرفا على المنتخبات فأجاب عن مستقبل لوبيز مدربا للأخضر (نحن عملنا على التقارير الفنية والإدارية لا سيما لا يوجد بديل جاهز ملم بالمنتخب السعودي واللاعب السعودي))..!! هل يوجد مشرف منتخبات بالعالم يقول هذا الكلام عن مدرب ما زال يمارس عمله الرسمي..!! ما ردة فعل لوبيز لو علم بهذا الحديث؟ لو كانت التصريح بإحدى الدول المحترفة لقامت الدنيا لكن مع أبو داود.. توقع كل شيء..!! إن كان (عيد) يظن أنه ألجم طموح أبو داود وأسكته بتحقيق مراده فإنه -من وجهة نظري- أدخل الكرة السعودية بنفق خطير جدا غير مأمون العواقب، مع أمنياتي أن يكون كل ما أكتبه أضغاث أحلام..!! صورة أخرى تعطيك مزاجية أخرى وتطرح الكثير من الأسئلة..!! لدينا ممثل آسيوي شاب وأصبح اليوم خبيرا وممسكا بعلاقات قوية مع مفاصل القرار بالاتحاد الآسيوي، بل تصدى لأهم لجنة داخله وهي لجنة التسويق التي أوصلها لتحقق رقما تاريخيا غير مسبوق آسيويا.. إنه دكتور حافظ المدلج الذي يتعرض مع (عيد) للتجاهل ومحاولات الإقصاء فقط لأن الرجل مهذب ولم ينل من (عيد) أو اتحاده ولم يشاكس ويطمع..!! هل تصدقون أن اتحاد (عيد) لا يدعو المدلج عضو المكتب التنفيذي الآسيوي لحضور أي استقبالات لرئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لدى حضوره للسعودية؟! اتحاد (عيد) لم يثنِ ولو مرة واحدة على أدوار (المدلج) التي -للأسف- يعرفونها تماما لكنهم يتجاهلون احترام إيجابياتها..!! اتحاد (عيد) لم يدعم المدلج لأنه إنسان محترم يعمل بالخفاء وليس مشاكساً سليط اللسان على الاتحاد المنتخب..!! أمامنا مناصب آسيوية قادمة ربما يضحي من خلالها (عيد) بالمدلج الخبير الآن بآسيا وأسرارها وربما يتطلع (عيد) لخطف المنصب الآسيوي ليكتمل السيناريو..! صراع المناصب سيدوم لأن المعايير (مزاجية) والنظام (مفلوت) وصاحب اللسان الطويل هو من يكسب الجولة لا صاحب المنطق والحكمة والترتيب..!! سأظل أحبك يا (عيد) لكني قطعا لن أخدعك أبدا..!! حاول أن تصلح الحال بطريقة اللعب على الورق..!! ونصيحة أخيرة من محب.. لا تخسروا المدلج..!! قبل الطبع: الخوف يتبع الجريمة، وهذا هو عقابها. (فولتير) أجزم أنك تفهم ما أرمي إليه..