عرفتُ اللاعب عمر السومة منذ كان لاعباً في فريق الناشئين وتدرج مع الشباب وصولا للرجال في فريقه الفتوة الذي أنجب عمالقة الكرة السورية، كان يحمل ميزات مهارية كبيرة، لاعب موهوب جداً ويحتاج لمزيد من الصقل، العيون الخبيرة التي راقبته ضمته لمنتخب الشباب والاولمبي ومن ثم الرجال، لم يبخل على منتخب بلاده أبداً رغم أنهم عاقبوه وهو في الاولمبي عقوبة ظالمة، ولكنه لم يتوقف عندها وتابع مسيرته المتألقة مع القادسية الكويتي، ولايزال عشاق فريقه الأزرق الفتوة لديهم غصة من قصة انتقاله من ناديهم لأسباب لامجال للخوض فيها اليوم، ولم تتح له ولا لبقية اللاعبين النجوم (حيث كان يلعب في فريق الفتوة أكثر من تسعة لاعبين في صفوف المنتخبات الوطنية السورية)، أن يحققوا لفريقهم الفتوة شيئاً، لأسباب ربما تدريبية وإدارية بحتة ساهمت بتراجع الفتوة. وما كان من السومة ورفاقه إلا أن حزموا حقائبهم باحثين عن الرزق والشهرة في أندية أخرى وتوزعوا هنا وهناك وكان نصيب السومة التوجه للقادسية وهاهو اليوم يرتدي قميص الأخضر الراقي ليشكل إضافة جديدة للفريق وللاعب الذي يخوض تجربته الكروية في أقوى دوري عربي على الإطلاق، ويملك جماهيرية واسعة تسمح له بالانتشار والتألق أكثر من ذي قبل. من ناحيتي كنت كثيرا أنادي بأن يتوجه اللاعبون السوريون للأندية السعودية وأن تفتح هي لهم أبوابها، فهي مفتاح التألق والشهرة كون الدوري يمتلك مقومات النجاح وتسلط عليه الأضواء كثيراً، مع أن تجارب القلة من اللاعبين الذين نالوا الفرصة لم تكن ناجحة على صعيد العلاقات التعاقدية، وعدم استثمار قدراتهم من قبل المدربين بطريقة ناجحة إلا أني كنت مصراً على أن يكون للاعب السوري محطة مع هذه الأندية وهو لايقل مستوى عن أي لاعب محترف يلعب في هذا الدوري الجميل. واللاعب السوري قد لايكلف أي نادي سعودي الكثير من التكاليف المادية قياسا لما يتم دفعه لغيره من المحترفين، ولكنهم يشكلون تحولا مثيرا لو وجدوا المدرب الذي يعرف كيف يستثمر إمكانياتهم الفنية والمهارية والبدنية لمصلحة الفريق. وها نحن اليوم أمام تجربة السومة الجديدة ، وقد جدد جهاد الحسين تجربته السعودية مع التعاون وسبق له أن لعب مع نجران ونأمل أن يكون اللاعبان فاتحة خير لكل اللاعبين السوريين الذين أثبتوا علو كعبهم في الأندية التي لعبوا لها خارج سورية. بسام جميدة