خالد الطلحة منذ أن عُرف ذلك (السامي) قبل 25 سنة اتضحت معالم وبوادر شخصية حيوية خاصة تتمتع بكاريزما مميزة ومؤثرة في حياته المهنية والإحترافية (لن أتحدث عن إسطورية سامي الجابر كلاعب) رُبما لو سألت أي شخص رياضي محايد فطِن واقعي عن ذلك السامي سيجيب عن تلك المسيرة المظفرة والمنقطعة النظير بإسهاب. سامي والكاريزما: في علم النفس وفيما يتعلق بالسلوكيات الشخصية Behavior ، لو حللنا تلك الشخصية والنمط التكويني العقلي لا الجسماني ، لسامي الجابر لوجدنا طاقة مشبعة إيمان وثقة وصبر وتأني وحلم ممزوجة بالعزيمة وتنمية روح الإنجاز حتى وإن تجرعت تلك الشخصية المضايقات والتحديات الطبيعية في مهنته الحساسة، وهي التي اعتبرها الإختبار البديهي لمن يريد مغازلة النجاح في أي مجال من مجالات الحياة، مع الأخذ بالإعتبار الأجواء الغير ملائمة والبيئة الغير حيوية في محيط مجتمعنا الرياضي الذي يسوده التناحر والتعارك العقلي الفوضوي والتشنج المصطنع مع حسد غير ممزوج بغبطة! لمن يُريد عكس النجاح لهذه الشخصية ذات الكاريزما (سامي) وهذا أمر طبيعي يحدث لمدربين كبار على مستوى العالم ، ولنا في جوزيه مورينيو وغوارديولا أمثلة لمدربين يُقال بأنهما غير ناجحان رُغم أن الأول توج ب20 لقب تقريباً والثاني بأقل من ذلك (بشر غير محايدين من الرياضيين لا يعتبرون مورينيو وغوارديولا ناجحان) تلك هي آراء عديمو الإنصاف والواقعية! ومما يُرجح الرأي في سامي وهو غير محتاج لذلك (الإشادات التي تأتي من من زامل وقرُب من تلك الشخصية وتلك الكاريزما خصوصاً من خارج السعودية) سواء بتجربته الكروية وموهبته الفذة وبطولاته وانجازاته كلاعب أو إداري، ثم في التحليل لمباريات دوري الأبطال الأوروبي ثم تجربته التدريبية الفرنسية وتأهيله بزمن قياسي لأن صاحب الكاريزما (سامي) اختصر بثقافته ودرايته وحنكته وخبرته وروح التحدي التي يمتلكها اختصر الوقت والمسافات في تأهيل نفسه لعالم التدريب المتعب والمجهد ذهنياً ونفسياً وحتى جسمانياً، مهمة انتحارية: مجرد قبول تدريب فريق كروي ك الهلال يُعتبر قمة انتحارية خطرة فالمارد الأزرق لا يرضى بغير البطولات حتى وهو يقف على هرمها داخلياً وخارجياً، وصاحب الكاريزما (سامي) أراد الدخول لعالم التدريب من أصعب الأبواب لفريق يعتبر الفوز عليه ربما مطراً في أرضٍ جدباء في ذروة الصيف، وما الهزيمة من الرائد المفاجئة إلا مثال على إتزان وهدوء وصبر وحلم وتأني ذو (الكاريزما) سامي، في كيفية التعامل الواقعي مع تلك الخسارة النادرة. شبح الإعلام: سل الإعلام وخصوصاً المرئي منه سل السيوف للحكم على صاحب( الكاريزما) بالفشل مع أول خسارة بل وصل الأمر للإساءة لشخصه والتشكيك في مسيرته الغنية والثرية بالإنجازات التي لا تُمحى من الذاكرة، فتعامل معها بهدوء، بل كأن لم يسمعها مطلقاً، ومن هنا تتضح معالم السلوك والإيمان بالقدرات والدروس المعتبرة من حدث عابر سواء الخسارة من الرائد أو الإساءات من الإعلام المعتوه! نتائج وبوادر: *الفوز على الإتفاق والإتحاد والشباب بالأمس وتسجيل12 هدف في مرمى تلك الفرق القوية يُجسد العقلية الهجومية في طريقة سامي الجابر التدريبية. *الحركية المميزة بعد منتصف الملعب وتبادل الأدوار والتنوع الخططي والخيال الكروي الرفيع يميز هلال سامي حتى الآن عن بقية الفرق. *لا شك أن ذكاء سامي يجعله ينأى عن انتقاد خط دفاعه الأقل عطاءً، بل سيعالج الأمر بحكمة، كعادة المدربين الأذكياء. الخلاصة: الكاريزما التي يمتلكها سامي الجابر قلّما نجدها في العالم العربي ! فالشهرة والأضواء والهالة الإعلامية الشمسية التي تلاحقه في طريقته وإيمائاته ولغته الجسدية The Body language وحتى التحديق في نظراته وسكناته وحركاته وهمساته مطلب اعلامي ووجبة دسمة وحديث للمجتمع سواء من المنصفين أو عكسهم.